أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ولا ...؟














المزيد.....

أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ولا ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:42
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن اجتمع مسؤولوا دولة علمانستان لتقرير الإجراءات الواجب اتخاذها والتي تسبق المناسبات الدينية مثل نصف شعبان ومولد الرسول ورأس السنة الهجرية وعيد الفطر وعيد الأضحى، تحمس مسؤول البلدية (الحجي ) كثيراً وحمل حملة عشواء على كل مايتعلق بالخمرة وأطلق تصريحه الخطير بوجوب القضاء على كافة المشروبات الروحية ومن مصادرها ونادى بإتلاف أشجار الكرمة في طول البلاد وعرضها لأنها السبب في صنع العرق من بطة وميماس إلى الريان والتي يدمن عليها العربان ويعاقرونها حتى في الأعياد الدينية .. وكذلك طلب إعدام أشجار التفاح حتى لا يفكر أحد بصناعة الويسكي بدلاً من العرق ، كما طالب بإتلاف كل مزروعات الشعير بل ومنع زراعتها لأنها المنتج الأول لمشروب البيرة والتي تتلذذ بها حتى النساء .. كما طالب بالتشديد على تجار الخمرة وإغلاق محلاتهم .. حيث ثبت أنه في مدينة كبيرة ورغم حصر ومنع فتح محلات بيع المشروبات إلا لعدد محدود ، وعدم سماح تقديم الكحوليات في المطاعم .. ثبت أن تلك المدينة تستهلك أكثر من المحافظات مجتمعة ولوحدها وبطريقة سرية .. وطلب تشكيل فرقة مخابرات لمراقبة المشروب الكحولي السري ومعاقبة المتعاطين بالجلد في الساحات العامة .. وصرخ قائلاً ألا توجد مهنة في العالم سوى بيع المشروبات ليعيش الناس منها .. ليبيعوا العلكة على الطرقات فسيرزقهم الله لقمة شريفة
( وقهقه الحضور كثيراً على هذه اللفتة الكريمة ) وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب الجلسة سأل أحد الصحفيين ، أن السلطات أغلقت عشرات المحلات في مساء إحدى المناسبات الدينية قبل أن تنذرهم بالمنع فرد المسؤول (الحجي ) يجب أن يكون عندهم شعور وإحساس واحترام المناسبة وكان عليهم إغلاق محلاتهم طوعاً .. فردّ الصحفي : هم لا يجبرون الناس على شراء المشروبات ولو علموا أن هناك إغلاق رسمي لبادر من هم بحاجة إلى المشروب إلى استعجال حيازة حاجياتهم .. وبذلك فإن الإغلاق من عدمه لا يقدم ولا يؤخر .. وسأل أحدهم : هل في الجنة خمرة
فردّ ذات المسؤول : جنات تجري من تحتها الأنهار .. إنها أنهار خمر وحوريات بكرٍ
ولكن الصحفي عقب .. ان من هم غير المسلمين مثواهم جهنم وبئس المصير .. وكان جواب المسؤول : وهل كنت تتمنى لهم من مصير آخر هؤلاء الكفرة الملحدين ..
وغمز الصحفي : وبذلك تحرم شريحة واسعة وكبيرة جداً من الخمرة في الدنيا والآخرة ، ومن الواجب الإنساني ليتمتعوا بخمرة الدنيا والتي هي من صنع الإله أولاً وأخيراً
فرد المسؤول .. ان الإله لايصنع الخمرة .. ولكن الصحفي عاجله : منذ قليل قلت بعظمة لسانك وجنات تجري من تحتها الأنهار .. والجنات تلك أليس الإله هو صانعها
وتلبك المسؤول قليلاً .. خمرة الجنة ... الجنة نعم صنعها جزاءً للمؤمنين ، ولكن خمرة الدنيا هي للفاسقين ، وعندما حاول الصحفي الردّ على هذه النقطة تجاهله المسؤول وسُحب ( الميكروفون ) من يده .......
وهنا انبرى كاتب كبير وأدلى بدلوه
هناك مؤامرة لا أخلاقية تتمثل بالصمت حول حقيقة ما تقومون به وشرطتكم تجاه المسيحيين في المدينة . وكأن هذه المحافظة وادارتها ، والتي ذاع صيتها عبر كم الفساد الذي يعصف فيها ، تريد أن تغطي على موبقاتها ، أو تزيدها موبقة ، عبر القفز فوق الحبل القصير .
في يوم عيد إسلامي ، أفلتت محافظتكم عسسها ، فانقضوا على أكثر من عشرين مسيحي ، ليُقفلوا لهم ، محلاتهم ، بحجة بيع المشروبات في يوم عيد
نبوي . ولم تكتف الشرطة بعقر واقفال هذه المحلات . انما قامت بإستصدار قرار أو قانون سريع أو انتقام مريع . وبه تم اقفال هذه المحلات لمدة تقارب الأربعين يوما .
فلنتصور العدد من المواطنين وعائلاتهم ، والذين يعتمدون على هذه المحلات كمصدر رزق وحيد ، لنتصورهم ، بل عمل ، بلا نقود، بلا مصدر رزق ، يُغطي احتياجاتهم وحاجات أطفالهم .
بعد هذه المهزلة ، فإننا نخشى ، أن تقوموا ، بالطلب من الباعة المسيحيين ، ارتداء لباس موحد ، وأن يعلقوا في رقبتهم قطعة خشبية ، وأن يدهنوا محلاتهم بلون محدد. حتى يمكن وبكل بساطة قطع ارزاق العشرات ، واقفال المحلات لأكثر من شهر ، فقط ، لأن حجي موظف قرر أنه يجب معاقبة هؤلاء المسيحيين ، على تجرؤهم ، على فتح محالهم ، في دولة طالبان ، لا في دولة ترفع شعار العلمانية .

يروي محمد أسد في كتابه : الطريق الى مكة ، فكرته الدائمة والأولى عن الاتحاد السوفياتي : حدث ذلك في محطة القطار (مارف) ، في تركستان عام 1926 م . كانت هناك لافتة كبيرة وأنيقة على الحائط ، والتي تعرض بروليتاريا شاباً في بذلة العمل الزرقاء ، وكيف يقوم بدفع رجل عجوز بلحية بيضاء ---ومن بين غيوم السماء المغطاة كتب تحت اللافتة باللغة الروسية : هكذا قام عمال الاتحاد السوفياتي بطرد الله من سمائه !!.
واليوم نخاف من لوحة أخرى تقول : انها الخطوة الأولى لطرد المسيحيين والتضييق عليهم !! *
وهنا أوعز المسؤول ( الحجي ) وبإشارة منه إلى سحب (الميكرفون ) من يد الكاتب وأشار لصحفي آخر أن يسأل ....؟!
* من مقال للكاتب سلطان الرفاعي نشر في الحوار المتمدن ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...
- سورية لأبنائها الشرفاء وليس للقتلة والفاسدين ...؟
- قابلية النصوص للتجديد ومواكبة متطلبات العصر ...؟
- قبائل من الجان الهنود الجائعين يحتلون البطون .. رواه أبو شها ...
- هل يمكن أن نتجاوز كلمة السيد وسيدي في المستقبل المنظور ...؟
- المواطن السوري متأفف....أم ..؟
- هل العلمانية التركية في خطر ....؟
- ...الجنة تحت أقدام - أبو شهاب
- صلاة الفتحاويون أقرب إلى الله من صلاة الحمساويين ...؟
- (1) التغنيم والتنفيل - الفصل الثاني ...؟
- الديموقراطية العلمانية وشعوب النخبة ...؟
- القذافي خط أحمر ....؟
- العلمانية قبل الديموقراطية ...؟
- حديقة عزاء باسم الحوار المتمدن لشهداء سنجار وبئس القتلة .... ...
- العلمانية أخلاق حضارية ...؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ولا ...؟