أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - العلمانية و مفهوم الحرية














المزيد.....

العلمانية و مفهوم الحرية


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية المطلقة فوضى عارمة وممارسة سلوكية متخلفة تقود إلى الفوضى والاختلاف والتقاتل .. من يستعمل حريته في رشق الحجارة على كل الجهات فستنهال عليه الحجارة من كل الجهات أيضاً.. الحرية المقيِّدة عبودية واسترقاق لأمر السجّان ومبرمج لقيوده ’ فالإنسان المكبّل أرضياً أو إلهياً ينفذ حريّة المستبد الأرضي ومشيئة الخالق .. لذلك نشأ المجتمع الشرقي وترعرع وأدمن على ممارسة الخضوع والخنوع بلذة سادية تريحه نفسياً بل وتسعده ولا مكان للديمقراطية في مشروعه الحياتي ، وإن فُرِضَت الديمقراطية عليه يوماً فإنه سيمارسها بأسلوب ديكتاتوري وباسم الحرية سيخرق القوانين ويؤذي مشاعر الآخرين وحتى سيتعثر في مشيته لأنه سيقلد الإنسان الحر تقليداً وبعيداً عن الأصالة .. بعد حق الحياة يجب أن تعطى الحرية للإنسان كي يحقق العطاء في كافة المجالات الفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية .. ولا عطاء حقيقي بدون حرية حقيقية .. ؟ الحرية العلمانية عصرنة وثقافة ومسؤولية كبيرة ..
بل ان قيود الحرية ألذاتية بالنسبة للمثقف العلماني هي أكبر من الحرية ذاتها وتتعداه إلى نظام قسري يفرضه على نفسه كي يحقق مسيرة المجتمع ككل عن طريق احترامه للقوانين وللعادات والتقاليد السائدة وانتهاء حريته عندما تبدأ حرية الآخرين وفي الحرية مساواة في الإنسانية التي تجمع بين البشر ضمن إطار من المحبة واحترام الآخر بدون أية فوارق اجتماعية كانت أو مكتسبة وأن أهم عطاء للحرية العلمانية المنظمة هو نمو الإبداع ولا إبداع بدون حرية واحترام الإنسان .. ان الممارسات الخاطئة من قبل أسياد السلطة وشيوخ العبادة ولّدَ جمهوراً ثقافته (تدين شعبي) على رأي شاكر النابلسي ووفقاً للواقع المرير فإن 83 مليوناً في مصر وحدها يصارعون للحصول على رغيف الخبز ؟ نتيجة القسر السلطوي والتعاليم الدينية القسرية أيضاً ومنها تناسلوا تكاثروا أباهي بكم الأمم ، واكثروا من ذريتكم لأن الله هو الرازق .. تعاليم صحّت في زمانها القديم حيث كان الفرد يمثل سيفاً وفي كثرة السيوف قوة للدولة .. ولكن مع تبدل الأزمان احتلت العقول مراكز القوة وضغطة زرٍ تعوض عن آلاف الرجال بسيوفهم وبنادقهم ومع ذلك يصر السلفيون على تعاليمهم التي لم تعد تواكب الواقع العصري وتكاثر السكان ولا سيوف ولا بنادق ولا رغيف خبز وشارع طويل عريض يجأر ويشكوا ولكن بعد فوات الأوان لأن تنوير الشعوب هي نتيجة مخاض للحريات وإعطاء القيمة للإنسان أولاً وأنقل مايفيد في هذا المجال من مقال شاكر النابلسي المنشور في الحوار في 18-3-2008 : عندما غزا نابليون مصر فيما عُرف بـ "الحملة الفرنسية" عام 1798، أصيب العالم العربي والعالم الإسلامي على صوت مدافع نابليون بصدمة الحضارة الغربية، وبجرح نرجسي عميق، عندما طرحت على نفسها سؤالاً كبيراً وقاسياً، ما زال يتردد حتى هذه اللحظة، رغم الإجابات التاريخية الكثيرة عنه:
- لماذا نحن متأخرون إلى هذا الحد، ولماذا الغرب متقدم إلى هذا الحد؟
ولكن الإجابة العملية على هذا السؤال لم تتم حتى الآن. أو لم نعمل على أرض الواقع للإجابة عليها، وتدارُك ما نحن فيه من تخلف. في حين أن اليابان (بلاد الشمس) التي أصابها ما أصابنا في القرن الثامن عشر، واستيقظت فجأة على مدافع الغرب كما استيقظنا نحن، استطاعت أن تجيب على السؤال الكبير بالتطبيق العملي. فكما ضربنا نابليون بمدافعه عام 1798 ، ضربت أربع السفن أمريكية بمدافعها ميناء "أوراوا " الياباني عام 1853، فأيقظت اليابانيين من سباتهم العميق، وعزلتهم التاريخية. وكانت تلك الصدمة بداية تشكيل اليابان الحديثة، التي كانت نتيجة خروج اليابان من عزلتها، وابتعاث طلبتها إلى الغرب.
إذن، لماذا تقدمت اليابان وتخلفنا نحن؟
سؤال كبير وله إجابات كثيرة ومختلفة. ولكن الإجابة الواقعية والصريحة هي أن اليابانيين في علاقتهم بالآخر لم يخلطوا بين التقدم العلمي والتكنولوجي وبين القيم الأخلاقية (وخاصة ما يتعلق بالمرأة وشجونها). في حين أن اعتبرنا أن القيم الأخلاقية الغربية جزء لا يتجزأ من التقدم العلمي والتكنولوجي والثقافي الغربي. وخلطنا بين تقدم الغرب المادي وقيمه الأخلاقية. وأن قبولنا للتقدم الغربي، يعني قبولنا لقيمه على مختلف المستويات. وكانت مقاومتنا الثقافية للغرب على شاكلة مقاومتنا السياسية الآن (إما كُله وإلا فلا). في حين أن اليابان ومعظم دول وشعوب شرق آسيا، قاوموا الثقافة الغربية بازدواجية ذكية: تنجيد التراث وليس تجديده بآخر. وهو ما عبر عنه "لي كوان يو" المستبد العادل، وباني سنغافوره الحديثة وحاكمها (1965-1990) و"الكاهن الأكبر للقيم الآسيوية" بضرورة تنجيد تراث كونفوشيوس وتحديثه، وليس استبداله بالقيم الغربية(انتهى)
ومما تقدم فإن الحريّة العلمانية ان لم تضرب في جذورنا بعمق واعتبار الوطن هو الانتماء الأول والدين والقومية والمعتقدات مسائل شخصية ذاتية يحترمها المواطن العلماني على أن لاتتسلق سلّم السياسة ومفهوم الحرية الواسع واحترام المرأة في حريتها ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات وحرية الزواج دينياً أو مدنياً واعتبار الحجاب زياً اختيارياً ’ و في الحياة السياسية فإن الديمقراطية العلمانية تتسم بحرية التمثيل والانتخاب دون أي تأثير لصبغة دينية أو قومية وحرية المواطن في نقد الحكومة عبر وسائل الإعلام الحرّة أو بواسطة النقابات أو منظمات المجتمع المدني وحقه في حرية التظاهر الجماهيري السلمي احتجاجا على الممارسات السلبية ضد الحكومة وحرية المواطن أيضاً في مراجعة القضاء وحق الادعاء على كل من يتسبب في الأضرار بحق المواطن مادياً أو معنوياً دون أية عوائق ، وكلنا منذ أعوام شاهد الرئيس الأمريكي السابق كلينتون رئيس دولة كبرى وهو يستجوب ويحاكم أمام قاضٍ على شاشات التلفاز عبر العالم ليؤكد على عمق التجربة العلمانية وعدالتها ومفهوم الحرية المشبعة بالثقافة والمسؤولية وبقالب حضاري عالمي ..



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد تصْدُق الأحلام أحياناً .. يتدهور الباص ويقتل 22 طالباً وا ...
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟..2
- علمنة الدين الإسلامي بين الواقع والممكن ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...6...؟
- مناقشة الأمور الدينية بين الرفض والقبول ..؟
- الدكتورة وفاء سلطان تتجاوز الاتجاه المعاكس وبجدارة ...؟
- العلمانية هي الحل ...؟
- تلبية النداء في الإسلام...4..؟
- ظاهرة العنف ضد المرأة ينال من الرجولة الشرقية...؟
- العلمانية .. ياأشقاء الأرض اتحدوا...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...5...؟
- العلمانية ووحدة الإنسان في القرية العالمية
- تلبية النداء في الإسلام ...3...؟
- تلبية النداء في الإسلام ...2..؟
- العلمانية وحرية العقيدة والحرية الشخصية...؟
- بؤساء فيكتورهيغو أم بؤساء سورية ...؟
- دولة مدنية ديمقراطية علمانية وقوى اليسار الداعم ...؟
- تلبية النداء في الإسلام ..1..؟
- تركيا ومعركة الحجاب بين الأحباب ...؟
- احذروا العباءة الإسلامية ..؟


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - العلمانية و مفهوم الحرية