أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - مأزق التعليم الجامعي في العالم العربي !














المزيد.....

مأزق التعليم الجامعي في العالم العربي !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 08:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قال لي أحد الأصدقاء :
إذا أردتَ أن تعرف حقيقة التعليم الجامعي في كثير من أقطار الوطن العربي ، فلا تطلع على البرامج والساعات والجداول وأنواع المحاضرات وشهادات الأساتذة، ولا تلتفت كثيرا للكُتيبات التي تشرح طبيعة عمل الجامعات ، بل قم بجولة حول الجامعات ، واقرأ أسماء ويافطات الدكاكين التي تتغذى على التعليم الجامعي ، وتابع المحلات والدكاكين والمستودعات التي ترتزق من الجامعات ، عندئذِ ستدرك حجم الكارثة الكبرى!
وانصياعا لنصيحته، فقد قمتُ بالتدقيق في المحلات والدكاكين التي تحيط بإحدى الجامعات ، وسألتُ عن تخصصاتها ومجالات عملها ،فأُصبتُ بالذعر، فالمحلات والدكاكين في معظمها مختصة في إعداد الأبحاث الجامعية بالنيابة عن طلاب الجامعة أنفسهم ، طبعا القادرين منهم على دفع التكاليف .
فهي- أي الدكاكين- تقوم باختيار موضوعات الأبحاث ،وتعهد إلى بعض المحترفين بكتابتها، وتقوم بطباعتها وأخذ الموافقة عليها من الأساتذة المختصين ، مهما كانت موضوعات تلك الرسائل.
فهناك مختصون في كتابة أبحاث التخرج لشهادة الباكالوريوس، وآخرون متخصصون في أبحاث الماجستير، وهناك أيضا مساعدون لإعداد شهادات الدكتوراه، بالإضافة إلى أن المكاتب والدكاكين تقوم بتصميم استطلاعات الرأي والاستبانات، وتحليل بياناتها، ولكل دكان سماسرتها، ممن ينفذون الأبحاث، ويشرفون عليها حتى النهاية.
وكثيرٌ من مصممي الأبحاث الجامعية، من المدرسين الذين ألجأتهم الحاجة إلى هذه المهنة الجديدة ، كما أن بعض أرباب الدكاكين والمكاتب يستعينون ببعض الأساتذة الجامعيين، الذين يودون تحسين دخلهم بغض النظر عما يقومون به من إفساد لجوهر التعليم الجامعي ، الذي يقوم على أساس تدريب الطالب كيف يكون باحثا جديرا بالمسؤولية .
كما أن بعض الدكاكين تتخصص في بيع كتب الأساتذة للطلاب، وكأنها كتبٌ مدرسية للمراحل التعليمية الأولى، وتقاس كفاءة الطالب بناء على ما يحتويه كتاب الأستاذ المقرر، مع أن المبدأ الرئيس في التعليم الجامعي يقوم على أساس تشجيع الطالب وتدريبه على كيفية الحصول على المعلومات الجديدة ، لكي يتمكن من تنمية قدراته العقلية، ليصبح قادرا على تكوين رأي آخر .
وما أزال أذكر كيف استطاع أحد خريجي الجامعة من استئجار مكتب قريب، واستأجر بعض محترفي كتابة الأبحاث ، وسخر بعض المدققين ، واتصل ببعض المنسوبين للجامعة لتسهيل مرور هذه الأبحاث في إطارها الجامعي القانوني، وكل ما سبق نظير مبالغ يدفعها ، أو خدمات وهدايا يقدمها للمسؤولين تُحتسب من ثمن البحث، ومن ضمن الخدمات التي كان يقدمها صاحب الدكان لأحد الأساتذة في الجامعة ، أنه كان يُجند بعض الأعوان والمرتزقة من أصدقائه لمساعدة الأستاذ في اغتصاب قطعة أرض، لا حق له فيها ! وكل ذلك على حساب النزاهة الأكاديمية !
وقال لي أحدُ الخريجين من جامعة عربية، بأن بعض المكاتب والدكاكين تقوم ببضعة آلاف من الدولارات، ليس بإعداد الأبحاث بالنيابة عن أصحابها فقط، ولكن بتسجيلهم ضمن الحضور، حتى وهم في أوطانهم البعيدة، وهذه المكاتب مكاتب مقاولات للأبحاث والدراسات الجامعية، تأخذ على عاتقها كل الأمور حتى النجاج، فالنجاح مضمون !
وإذا أضفنا إلى ما سبق تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية في بعض الكليات الجامعية العربية ككليات الطب، فإننا نكون قد أكملنا حلقة الإفساد المتعمد لهذا التعليم.
وإذا أضفنا إلى المصائب السابقة، مصيبة عدم استقلال التعليم الجامعي، واعتبار كثير من الجامعات العربية جامعات حكومية رسمية، فإننا نعثر على السبب الذي يجعل التعليم الجامعي في العالم العربي تعليما إلزاميا يشبه المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهذا بالطبع أحد أسباب تقصير الجامعات والمعاهد في إنتاج الفكر، واكتشاف الإبداعات ، وبالتالي إنتاج المستقبل المنافس .
إن إلحاق التعليم الجامعي بالوظائف الحكومية الرسمية، يزيد من معضلة تكدس الموظفين، وزيادة أعداد العاطلين عن العمل، وكان مفروضا أن تكون كل الجامعات مؤسسات خاصة غير حكومية، تُنافس المؤسسات الحكومية في مجال خدمة المجتمع حتى تساهم في حل مشاكل البطالة، حين يكون لكل جامعة مؤسساتها الخاصة بها، فتخلق بذلك مئات فرص العمل للشباب.
وأشار د. أحمد زويل في كتابه عصر العلم، إلى معضلة التعليم الجامعي في العالم العربي مؤكدا بأن إسهام كل الجامعات العربية في الأوراق العلمية المحكمة يتراوح بين صفر في المائة وأقل من نصف في المائة، ونوَّه البنك الدولي في تقريرة الأخير الصادر في عمان إلى معضلة التعليم العربي وتاخره عن اللحاق بأسباب التطور، ولا حياة لمن تُنادي !
ومن الغرائب بأن ما يُنفقه العربُ على التعليم أقل من 2% من مجموع الدخل العام ، أما مجموع دول آسيا الشرقية فيبلغ إنفاقها على قطاع التعليم 18% من دخلها العام ، أما امريكا فإنها تنفق 28% من دخلها على التربية والتعليم والبحث العلمي ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اليابان التي تنفق 31% من مجموع دخلها على التعليم والبحث العلمي .



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المدرسون مُتطفلون على الوظائف الحكومية ؟
- موتوسيكلات .. لأوتو سترادات غزة !
- غفوة ... مع قصيدة مريم العسراء للشاعر أحمد دحبور
- في وصف إسرائيل !
- لقطات حديثة من العنصرية الإسرائيلية
- هل أصبح الرعب هو التجارة الإعلامية الرابحة؟1
- مرة أخرى .. إحراق مكتبة جمعية الشبان المسيحيين في غزة !
- ملاحظات حول تقرير البنك الدولي عن التعليم في العالم العربي !
- العرب ... يطلبون حق اللجوء الإعلامي للقنوات الأجنبية !
- إسرائيل إما أنها في حالة حرب... وإما أنها تستعد للحرب !
- باراك أوباما....وعشق إسرائيل !
- ازدهار النظام الوراثي في الألفية الثالثة
- بين تربية العقول ... وتربية (العجول) !
- تنبَّهوا واستفيقوا أيها العربُ !
- من إسرائيل دولة يهودية ... إلى إسرائيل دولة [ اليهود]!
- قتل النساء بادّعاء الشرف جريمة بشعة تُخلُّ بشرف الرجال !!
- الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !
- الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !
- الإعلام العربي ... كلام حتى الموت !
- هل ستصبح غزة تحت وصاية حلف الناتو ؟!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - مأزق التعليم الجامعي في العالم العربي !