أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - العرب ... يطلبون حق اللجوء الإعلامي للقنوات الأجنبية !














المزيد.....

العرب ... يطلبون حق اللجوء الإعلامي للقنوات الأجنبية !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 02:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


كيف تحول الإعلام من رسالة سامية، إلى صفقة تجارية ؟
كيف تحولت الرسالة السامية، إلى صناعة إعلامية، وإلى شركات تجارية، وإلى احتكارات مالية عالمية ؟
من المسؤول عن إتباع وسائل الإعلام، إلى الجيش، بحيث صار الإعلام كتيبة حربية، تابعة لقادة الحرب ورؤساء الدول؟
تلك أسئلة الألفية الثالثة التي يجب أن تُبذل كل الجهود من أجل الإجابة عنه، في محاولة لإعادة صفة الرسالة السامية إلى الإعلام، إن تمكنَّا من ذلك .
من المعلوم أن الإعلام كان منذ نشأته وسيلة الاتصال الوحيدة بين سكان الأرض، فالرسل والدعاة والفلاسفة والمفكرون، كانوا كلهم إعلاميين، ينقلون الأفكار ويروجون للمبادئ النبيلة السامية، وكانوا يستخدمون لهذا الغرض وسائل عديدة، كالخطابة ونقل التراث والترجمة ونشر الأفكار في الأسواق والمنتديات، وكانت التجارة وسيلة من وسائل الإعلام ، ولم يكن الإعلام وسيلة من وسائل التجارة ،كما يحدث في ألفيتنا الثالثة ! وكانت بعض الحروب بطريقة أخرى محاولة إعلامية لنشر ثقافة الغالب .
وحينما تقاربت دول العالم، وغدت قرية كونية واحدة، كما أشار إلى ذلك رائد العولمة مارشال ماكلوهان، شُرع في تأميم الإعلام واحتكاره، باعتباره اللغة الوحيدة المشتركة التي يمكنها فرض السيطرة، بلا جيش أو معدات حربية، واشتدّ الصراع بين الشركات على امتلاك وسائل الإعلام، وأخذ الإعلام يتحول من (رسالة سامية) إلى كتيبة حربية في جيش الإمبريالية الإعلامية، كما أكدّ ذلك المحاضر في كامبرج أكبر أحمد، الذي وصف إعلام الألفية الثالثة، بأنه تحوّل من رسول الخير، إلى شيطانُ الشر، بعد أن احتكرته الدول والشركات الكبرى، فقد أصبح العالم كله في يد خمسة شركات فقط ، وهي تايم وورنر ومردوخ ، ووالت ديزني وفياكوم، وبرتلزمان فقط لا غير، كما أن أباطرة الإعلام لا يتجاوزون الخمسة أيضا في عالم اليوم، وعلى رأسهم بيرلسكوني، ومردوخ، وتيد تيرنر، ورائد الصناعة الرقمية بل غيتس
وأصبح الإعلام يدخل ضمن الصناعة الالكترونية الرقمية، وأصبح أهم دخل قومي في العالم ، وهو يدخل أيضا ضمن الصناعات الإبداعية وحفظ حقوق التأليف فأمريكا مثلا بلغ دخلها السنوي عام 2001 من الصناعة الإبداعية 791 مليار دولار أي ما يعادل 7,75% من إجمالي الناتج القومي ، ويبلغ عدد العاملين في هذا القطاع ثمانية ملايين عامل.
أما بريطانيا فبلغ دخلها في العام نفسه 113 مليار جنيه إسترليني أي بنسبة 5% من إجمالي الدخل القومي ، ويبلغ عدد العاملين في هذا القطاع 1,3 مليون عامل.
وفي أستراليا في العام نفسه 25 مليار دولار " من كتاب الصناعات الإبداعية لجون هارتلي عالم المعرفة 338 "
كما أن بعض الشركات الإعلامية الكبرى مثل تايم وورنر أصبحت إمبراطورية إعلامية كبرى ، ليس لحجم العاملين فيها الذين بلغوا في تسعينيات القرن الماضي أكثر من تسعين ألف موظف، وليس لحجم مرتبات العاملين الضخمة في هذه الشركة الكبرى، ولكن لأنها تملك أسطولا إعلاميا متعدد الأشكال، فتايم وورنر تملك مجلة تايم ولايف وفيرشن، وسبورتس وموني وبيبول، ومئات النشرات ، وآلاف الأبحاث، ومئات دور الإعلان والتسويق، ولها منظومة من شركات النشر والتوزيع، وهي بالمناسبة تملك شبكة السي إن إن أيضا !
ولا يجب أن ننسى بأن الإعلام العربي ما يزال يقتات على الإعلام الغربي، ويتبعه ، بدون أن يتمكن من تأسيس منظومته الخاصة به، كما أن السياسة العربية والتناقضات بين الدول العربية انعكست على الإعلام العربي، وجعلته إما إعلاما سلطويا، لا تُقبل عليه الجماهيرُ العربية، أو إعلاما تجاريا، يهدف إلى الربح التجاري بالدرجة الأولى!
ولعلّ أخطر ما يتعرض له الإعلام العربي في الألفية الثالثة، هو هجرته من أوطانه إلى الخارج ليتمكن من التحرر من السيطرة السياسية ، ونظرا لأن هجرته هروبٌ من الوطن، فإنه يتحرر من التزاماته الوطنية، ويصبح دكانا لترويج البضاعة، بغض النظر عن الرسالة التي يحملها!
إن المتابع للقنوات العربية المهاجرة، يدرك بأن أكثرها لا يحمل أية رسالة إعلامية عربية، والأبشع أن معظم هذا الإعلام المهاجر، يؤدي دورا عكسيا تضليليا لأبناء الوطن، وذلك عن طريق نشر الخرافات وقراءة الطوالع والأبراج، واستضافة المهرجين والدجالين، وأدعياء الدين، ممن يسيئون إليه بالفتاوى الغريبة المغرضة !
كما أن بعض الفضائيات العربية المهاجرة اكتفت بأن تكون (مُترجِمة) للبرامج الأجنبية المنقولة عن القنوات العالمية الكبرى، وتقوم بعمل دعايات وسط هذه البرامج المترجمة فقط، وهي بذلك لا تحتاج إلى عدد كبير من الإعلاميين، بل إنها تحتاج إلى فنيين في استخدام الكمبيوتر وأنظمة البث فقط!
ومن الغرائب أيضا أن بعض الحكومات العربية، من منطلق كيدها لحكومات عربية أخرى، تدعم قنواتٍ مهاجرة بالمال، لتكون مبشرة بسياساتها، ناشرة لنشاطاتها وأخبارها، بغض النظر عن الرسالة الإعلامية السامية المنوطة بها، وحيث أن هذه المنافسة بين الدول العربية على امتلاك القنوات الإعلامية الفضائية، منافسة كيدية، لذلك فإن مضمون الرسائل الإعلامية التي تؤديها تلك القنوات، تكون مُضللة، ومنفِّرة ، وهي تجعل العرب يطلبون حق اللجوء الإعلامي إلى قنواتٍ أخرى أجنبية، تنطق بالعربية !
وأخيرا فإنني آملُ أن يتمكن العرب من تأسيس شركات إعلامية كبرى على غرار التايم وورنر ومردوخ ، تملك رسالة تثقيفية وتعليمية، ويمكنها أن تكون مصدر دخل رئيس في الناتج القومي العربي !





#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل إما أنها في حالة حرب... وإما أنها تستعد للحرب !
- باراك أوباما....وعشق إسرائيل !
- ازدهار النظام الوراثي في الألفية الثالثة
- بين تربية العقول ... وتربية (العجول) !
- تنبَّهوا واستفيقوا أيها العربُ !
- من إسرائيل دولة يهودية ... إلى إسرائيل دولة [ اليهود]!
- قتل النساء بادّعاء الشرف جريمة بشعة تُخلُّ بشرف الرجال !!
- الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !
- الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !
- الإعلام العربي ... كلام حتى الموت !
- هل ستصبح غزة تحت وصاية حلف الناتو ؟!
- إعلان براءة إيهود أولمرت بعد لاءاته الثلاثة !
- الحوار المتمدن نافذة لأكسجين الحريات
- هل الوطن العربي هو الذي يُهاجَر منه .. لا إليه ؟!
- هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟
- لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - العرب ... يطلبون حق اللجوء الإعلامي للقنوات الأجنبية !