أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !















المزيد.....

الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


يواصل (عرب) الألفية الثالثة مسيرة اللغويين من سلالة أجدادنا العرب الخالدين في (فصفصة) الكلمات و(قزقزة) الألفاظ العربية وتطويعها لاستنتاجاتهم، مقتدين بمدرسة البصرة والكوفة اللغويتين .
ليتنا اقتدينا بهم لأجل إثراء مباحث اللغة العربية بألفاظها وآدابها ، وليتنا كنا نسير على هديهم في هضم لغتنا وفهمها على ضوء مسيرتها الطويلة وعلاقتها ببيئتها ومحيطها اللغوي المجاور وأصول كلماتها، ولكن عرب اليوم أخذوا من لغتهم العربية سمة واحدة وهو محاولة تفسير الأسماء الأعجمية تفسيرا عربيا بالكيفية التي نريدها .
مناسبة ما سبق تتعلق بشغف أبناء يعرب بالاستهزاء بأسماء رؤساء العالم وزعمائه المكروهين .. فقد اطلعتُ على أكثر من مقال في مجلاتنا العربية تنتقد (البوشية) أي المدلول القاموسي العربي لاسم الرئيس الأمريكي بوش فبوش في دارجتنا العربية عند كثير من أبناء يعرب تعني كلام في الهواء أو كلام قد ذاب في الماء منذ زمن ولم يعد له وجود فهو (بوش) أو (خوش بوش) !
فتصريحات الرئيس (بوش) أي لاقيمة لها –طبعا- من وجهة نظر الناطقين بالعربية ، وسياسته (بوش)أيضا غير مقبولة من أبناء يعرب بن قحطان أعزهم الله ورعاهم !
كما أن كونداليزا رايس حظيت بنصيب الأسد في إحدى المحطات الناطقة بلغة (الفراهيدي) فقد اعتادت الإذاعة السابقة أن تسميها مستخدمة العنصرية اللونية أيضا وهذا أبشع ما سمعت فتسميها : الأَمَةُ السوداء كوندريزا بعد أن نجح المذيع الفذ في إيجاد رابط بين اسمها ولفظ (الكُندرة) العامية في بلاد الشام ، وهي الحذاء !
وعدتُ بذاكرتي إلى عصر رئيس الوزراء الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي (نتنياهو) واستعدت ذكرياتي في صحفنا العربية وإذاعاتنا العربية أيضا ... فهو (نتن) من النتانة والقذارة لأن اسمه نتنياهو ، أما بعض الإذاعات الناطقة بلغة سيبويه المشوهة فقد كانت تناديه (النتن يا هووه ) !
ولا يعدم العربيُ أن يطوِّعُ أي اسم من الأسماء ليجعله هزوءا ومسخرة ، وذلك بفضل اتساع (رقعة) لغتنا العربية ، وامتداد مدلولات الألفاظ إلى أقصى آفاق المعمورة !
غير أنني حاولت أن أعثر على الأسباب التي تدفع (العربي) إلى هذا النحت !
فهل ذلك دليلٌ على (قدرة اللغة العربية) وسطوتها ، أم أنه مؤشر لمرضٍ يصيب كثيرين من الناطقين بها ، الذين يحاولون أن يجتازوا إحباطهم وقصر باعهم ، وتخلفهم عن الركب بوسيلة (رخيصة) لا يدفعون فيها ثمنا سوى تقريب الأسماء الأجنبية وتغيير مدلولاتها لتصبح هزوءا لإحداث متعة عند القاريء تُعَوِّضُهُ عن نقص الوعي والفهم !
فإذا كان ذلك كذلك ، وهو بالفعل كذلك ، فإن خطر تفشي هذه الظاهرة يؤدي إلى عملية (تنفيس) غير صحية ، أي تنفيس لُغوي ، بدلا من أن نوجه طاقاتنا إلى مجالات إبداع جديدة وبدلا من محاولة الفهم العميق لما يجرى من أحداث ، وبدلا من انشغالنا بوضع خطط علمية فإننا نقوم بعمل [ نُكتة] لغوية سهلة باستخدام مرادفات الكلمات ، وهو أيضا يدل على التقصير في الإنتاج العملي في كل مجالات الحياة والمعارف ، والأخطر من ذلك أنه يؤدي إلى مواصلة الكسل والتمطي العربي ، وبخاصة عند أجيالنا الصغيرة ، التي تكتفي في الغالب بالاستهزائية ، ولا تنتقل منها إلى العملية .
وحتى أكون منصفا لأمة العرب فإن تراثنا العربي بما يحويه من معاجم وقواميس ، ظل أسيرا للعبة (الدومينو) في حروف الكلمات ، وأتحدى من منطلق تجربتي الخاصة في التربية ، أن عديدين من المختصين في اللغة العربية ما يزالون يجهلون طريقة استخدام المعاجم العربية ، وقد فوجئت ذات يوم وأنا أتفقد مدرسا (قديرا) للغة العربية أنه يجهل استخدام لسان العرب ، فقد فشل أمام طلابه في الكشف عن كلمة (رأى) العربية ، وليس سرا ، فإن استخدام القواميس والمعاجم العربية ليس سهلا ، كما أنه مستغلق على كثير من أبناء العرب المتخصصين .
ومما يزيد الطين بِلةً أننا بقينا اسرى النظام اللغوي الذي اختطته تلك المعاجم ، ولم نتمكن من بلورة صيغة حديثة للتعامل مع الكلمات العربية !
كما أن من يتمكنون من استخدام قواميس العربية التقليدية (يضيعون) في صفحاتها ، ولا يعثرون على المعنى إلا بعد جهد جهيد ، فكلمة (أثير) أي مقرب ومحبوب مثلا نجدها في أحد القواميس العربية كما يلي : أثِرَ أَثَراً وأثْرةً وأثرة ، وأَثِرَ عليه أثَرا وأثرة ... وآثر إيثارا ، يُقال آثره على نفسه ، الشيء بالشيء خصه به ، وتأثر الشيء ظهر فيه الأثر ، والسيف وغيره أثرا وأثْرة أي ترك فيه علامة يُعرف بها ، وأثرى : فضل نفسه عليه ، وأثّر فيه : ترك فيه أثرا ...... ولم تنتهِ الاشتقاقات بعد ، وما بقي منها لا يكفيه مقالٌ أو مقالين في الحروف الثلاثة نفسها : أ .... ث ..... ر فقط لا غير
وكان الله في عون الباحثين والمتصفحين والدارسين !
لم نفلح في قولبة لغتنا العربية في سبائك العصر الحديث ، وحتى أكون منصفا ، فإن هناك جهودا فردية مخلصة في إطار المعاجم الحديثة التي بسطها المبدعون اللبنانيون ، غير أن جهود مجمعاتنا اللغوية ما تزال قاصرة عن إدراك مطلوبات العصر الحديث اللغوية.
كما أن الإعلام العربي يساهم في (اللعبة) اللغوية المُغررة ويرغب في جعلها مشروعا عربيا عاما ، حتى (ينيم)العرب على وقع نحت أسماء المكروهين من الرؤساء لتصبح في لغتنا العربية أسماء مذمومة ، أو أن نُعرّب بعض الأسماء لنحررها (لغويا) من الاستعمار !
فتل أبيب تصبح تل الربيع ، وكيرم شالوم هي كرم أبو سالم ، وأسبانيا هي الأندلس ، والأوروبيون هم الفرنجة ، والمسيحيون أهل الكتاب ، واليهود قوم موسى وشكسبير هو الشيخ زبير .... وحتى نصل إلى أن نترجم سفن أب (سبعة للأعلى) وهكذا إلى ما لا نهاية !
نعم ... إننا بحاجة ماسة إلى من (يوقظنا) من سباتنا ، لا إلى من يُنيمنا ، نعم نحن بحاجة إلى ضرباتٍ على رؤوسنا حتى نُفيق ... فنحن بحاجة إلى من يجعلنا نفهم اللغة التي يعتمدها رؤساء الدول الكبرى ، وأقصد باللغة التكتيك الذي أوصلهم إلى العلو والرفعة ، نعم ... نحن بحاجة إلى دورات تدريبية لكي نتعلم بأن احترام المنافسين جزء رئيس من الثقافة ، وأن احترام أسمائهم الموروثة والملفوظة بلغتهم لا يُقلل من شأننا ، وأن الاستهزاء بهم وذمهم كما اعتاد بعض السياسيين أن يذموا أحد الرؤساء لأن والده كان بائعا ، فهذا الذم لا يساهم في رفعة شأن عرب قحطان وعدنان أيضا، وهو بالمناسبة إطراءٌ ومدح !






#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !
- الإعلام العربي ... كلام حتى الموت !
- هل ستصبح غزة تحت وصاية حلف الناتو ؟!
- إعلان براءة إيهود أولمرت بعد لاءاته الثلاثة !
- الحوار المتمدن نافذة لأكسجين الحريات
- هل الوطن العربي هو الذي يُهاجَر منه .. لا إليه ؟!
- هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟
- لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !