ستسقط في امتحان العداء

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:03
المحور: الادب والفن
    

من منا لا يعرف بشر لا يملكون غير الصوت ..
ظاهرة صوتية هم .. لا فعل لهم .. ولا ثمار تفيض
ولا شواطيء من القيم ولا تاريخ ترتكز عليه عندما يأتي وقت الغرق
عندما يتطلب الأمر إلى موقف .. والموقف يحتاج إلى قرار
والقرار يحتاج إلى تضحية وحساب نفقة

من منا لا يعرف بشر يأكلون على كل الموائد .. وتحت الموائد حيث الفتات الساقط والملوث
ويلبسون كل الأقنعة .. ويمارسون كل الأدوار .. ككورس وكومبارس لكل الألعاب الرخيصة ..
التي تطبخ في الخفاء

من منا لا يعرف بشر لا يحترمون عهداً أخذوه .. وأكلوا معك أكثر من خبز .. وأدسم من ملح .
من منا لا يعرف بشر يدعون أنهم مناضلين وهم لم يعرقوا في الزرع لحظة أو طرفة عين
وهم لم يحاربوا إلا طواحين الهواء .. وحتى الهواء لم ينتصروا عليه .
وهم لم يطردوا .. ولم يعذبوا .. ولم يسجنوا .. ولم يخسروا شيء بل على العكس تماماً
طول الوقت هم الرابحون .
من منا لا يعرف بشر أنانيون إلى حد التخمة .. شرهون إلى حد الأفراط ..
غارقون حتى الثمالة في جوعهم الذي لا يشبع وعطشهم الذي لا يرتوي ..
وكنوزهم التي لا تمتليء ولا تـُعبر ..
من منا لا يعرف بشر يكتبون ما لا يؤمنون به .. ويؤمنون بما لم يحيوه يوماً
ويحيون بطعم ليس بطعمهم وبلون ليس بلونهم
وبرائحة سرقوها من قارورة طيب غالية الثمن

من منا لا يعرف بشر اعطيتهم كل شيء ..
وأخذوا كل شيء بلا شكر ولا تقدير ولا عرفان
بل على العكس تماماً ..
أنكروك أمام أقل من جارية
ووشوا بك أمام من هو أكبر من مخبر
وأصبحوا هم المناضلين وأصبحت أنت عميل لمن عذبوك يوماً
افك كله افك ..

وأمام كل هذا أقول لك ..
لن تقدر أن تشابه المسخ
فكيف تحارب الوردة الشوك ؟
وكيف يحارب ندى الصبح الجفاف ؟
وكيف يحارب وجه مناضل قناع مهرج ؟
لن يقدر قلبك على معادلة عين بعين وسن بسن
وستسقط في امتحان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه
ستسقط .. لأنك لا تنتصر على الموتى الذين لا يدفنون حتى موتاهم
ولا تقيم بناء أحلامك على أنقاض آخر
ستسقط في امتحان العداء ...........
ستسقط ..........

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل