أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن إسماعيل - ألف مشروب .. والف دين !!














المزيد.....

ألف مشروب .. والف دين !!


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 06:33
المحور: كتابات ساخرة
    


الإهداء ..
لكل ألوان طيف الوجود .. للشوك والأحجار والورود ..
لكل هذا التعدد الذي منذ البدء وسيظل للمنتهى

من منكم ذهب لبلاد الفرنجة .. في الضفة الأخرى للكـُرة المتكبرة الأرضية
ليجد ما لم تراه عين ولم تسمعه آذان ولم يخطر على قلب إنسان
خـَضار يجري من بين أهدابه الأنهار
وأحلام تعشق الحياة تحصد من البراكين نهار
مجتمع الوفرة وثراء التعدد المتفاعل وغير المتناحر
تختار ما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء
فأنت هناك مخلوق حـُر ( فقد خلقهم الله هناك أحراراً )
أمام هذا البوفيه المفتوح والمـُتاح للجميع
حيث نفس الحقوق ونفس الواجبات
بلا تمييز في اللون أو في اللغة أو في الجنس أو في الدين .
ألف مشروب .. وأيضاً ألف دين هناك
فحرية الاعتقاد هناك تجعل باب قلبك مفتوح على مصرعيه
لتـُجلس على عرشه ما تريد وتـُنزل ما وُقر فيه لسنين بكل بساطة وسلام
فتداول الأديان على عرش قلبك يتم هناك بشكل سلمي جداً ..
وبشكل شخصي جداً دون أن يزعج أحد
دون أن يسيء لأحد
دون أن يزدري بأحد
ففي دول الحـُريات كل شيء مـُتاح .. وكل شيء بوفرة
المشروبات والأديان
كل ما هو جسدي .. وكل ما هو روحي
كل ما هو آني .. وكل ما هو خالد
بوفيه مفتوح الظاهر والباطن .. الشكل والجوهر
وعولمة تضع كل العالم بين أنامل طفل
وتـُعَّرفه كيف يـُحلق دون خوف على كل الشجيرات
وكيف يغني كل الاغنيات
دون تلصص أو مراقبة أو وصاية من أحد
فالأبناء هناك متساوون الحقوق مع الآباء
فلا أخ أكبر ولا قلم أحمر ولا حجارة للرجم
والعجب العـُجاب أن الحريات هناك
لم تجعل الجميع يفرون من دين بعينه
إلى دين آخر
ولا من مشروب مـُشرك إلى مشروب موحد
إطلاقاً فهناك مازالت البوذية تكسب أعداداً كل يوم
ومازال الإسلام يكسب أعداداً كل يوم
ومازالت المسيحية تكسب أعداداً كل يوم
ومازالت البهائية وشهود يهوة والمورمن ..
حتى كنيسة الشيطان هناك تكسب كل يوم
لم ينتهي دين ولم تنقرض عقيدة .. لم تنقرض غير الديناصورات هناك
ولم يتلاشى أي لون من أطياف لون العابدين
فالأحمر جذاب .. والأزرق مازال يتلألأ .. والاصفر يتفحص بعمق
كل يذهب إلى هيكله .. إلى معبده .. إلى كنيسته .. إلى مسجده
كلاً يبكي على ليلاه .. وكلاً يضيء لأيقونته الشمع
وكلاً يصلي صلاته برهبة .. وتتجه بوصلته إلى قدس اقداس قـِبلته
بكل خشوع واحترام وهدوء وسلام
فدولة القانون تعدل .. دولة القانون تقدس الحريات

فالقلوب في الدول المتحضرة
لا تتصارع فيها جنة ولا نار .. كلها قلوب رابعة العدوية
حتى العقائد هناك لا تسكن الخنادق بل تسكن أماكن العبادة والقلوب
لا تتصارع ولا تتقاتل
الكل يعمل ويمر حيث رهان الكفاءة الوحيد
الكل يريد أن يجعل اليوم مهم والحياة أفضل
وسؤالي .. لماذا نحن هكذا .. دائماً خائفين
خائفين من المستقبل المجهول لأننا لا نصنعه
خائفين من العلم .. لأنه يكشف زيف أساطيرنا
خائفين من الآخر لأننا نجهله رغم أنه ونحن وجهي عملة الوجود
خائفين من الحريات لأنها تضعنا أمام مسئوليتنا وجهاً لوجه
ونحن لا نريد أن نكون مسئولين
نريد وننتظر من يحمل عنا عبء هذه الأمانة .. أمانة المسئولية
فالعبد لا يسأل
العبد يطيع فقط .. يخنع فقط
الحـُر وحده هو الذي يقرر مصيره
والشعوب الحـُرة وحدها هي التي لها حق تقرير المصير
هي وحدها مصدر السـُلطات
فالحـُر .. لا يخاف
والأحرار .. متساوون
ولأننا عبيد بطالون لسنا متساوون
ليس لنا نفس الحقوق ولا علينا نفس الواجبات
فالشعب في خدمة الشرطة .. والشرطة في خدمة الحكومة
والحكومة في خدمة النظام
والنظام طـُفيلي يحيا على بعضه البعض
مصاصي دماء في كهف العبودية يتعبدون
النتيجة فتنة طائفية .. وشرطة في خانة الديانة للبهائية
وحكومة أهلاوية .. ومعارضة زمالكوية
وبوفيه غير مفتوح .. مغلق بالشمع الأحمر
حيث الطعام الواحد واحتكار المشروب الواحد
واحتكار الحديد لواحد ..
وها صكوك الجنة والنار تباع على الأرصفة
وخنادق جديدة كل يوم تـُحّضَر لحرب مقدسة قادمة
يطلقون عليها صدام الخرافات ..
وهم يحارب وهم .. وسراب يريد أن يفني سراب
والخاسر الوحيد الإنسان
وحقوق الإنسان .. وحياة الإنسان .. ووطن الإنسان
ـــــــــــ
لا تجبر الإنسان ولا تخيره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيره
اللي انهارده يطلبه ويرضاه
هو اللي بكره بيشتهي يغيره

صلاح جاهين



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا عيد أو طقس
- وحدها الأسئلة هي التي ترى
- محاكمة لوسيفر أم محاكمة الآلهة
- النُباح أفيون الشعوب !
- حرية الاعتقاد بين أحمر الشفاه والعدسات اللاصقة
- احنا اللي ثبتنا إن الذرة ليها صوت
- مين اللي بيشوه سمعة مصر
- عهد الغرق
- من أجل توسيع صلاحيات المجالس البلدية
- ليس لنبي كرامة في وطنه !!
- مش عايزين وطن يكون أم الدنيا !!
- أكثر من يهوذا .. هو
- الصفر .. صفر والكبير .. كبير
- عصفور غبي بيعشق الحرية جوه القفص
- أنت لست فارسها الأوحد !!
- الإنس والجان.. ووفاء سلطان !!
- اتحاداً.. لم تفصله خطية
- الآن ...
- لا تثقي في رجل دين لا يرقص
- !!اتحجبي يا مصر


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن إسماعيل - ألف مشروب .. والف دين !!