أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن مدن - فضاء لن‮ ‬يعُد حراً














المزيد.....

فضاء لن‮ ‬يعُد حراً


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 10:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


ليست قليلة المرات التي كُتب فيها نقد لاذع للفضائيات العربية، التي يتكاثر عددها تكاثر الفطر. أوجه النقد تطال الدور الذي تؤديه هذه الفضائيات في تسطيح الوعي وتزييفه لدى ملايين المشاهدين، الذين يتلقون في اليوم الواحد جرعات فائقة على الحد من المادة الإعلامية التي تخاطب الغرائز لا العقول، وتتوسل، في برامجها، الحسي والمبتذل لا ما يرتقي بالذائقة ويطور المعرفة . وتنتشر في السنوات الأخيرة ظاهرة الإعلام الطائفي والمذهبي، الذي يحرض ما هو راسخ في الطبقات السفلى من تفكير العامة، مشجعاً ما هو مفرق، ومُغيباً لما هو موحد في مجتمعات يواجه نسيجها الوطني مخاطر التفتيت والتمزق غير المحسوبة. وتسهم غالبية الفضائيات العربية في تسطيح الوعي وتزييفه، ويتحول الكثير منه إلى وسيلة لمصادرة المعرفة عبر تسويد الجهل وتعميمه، على النحو البديع الذي صورته إحدى حلقات المسلسل السعودي الشهير "طاش ما طاش"، بثت في أول ليلة من ليالي شهر رمضان الماضي. لكننا لا نحسب أن هذه المحاذير هي ما يقف خلف الوثيقة التي انتهى إليها مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعه الخير في القاهرة. وضعت الوثيقة ضوابط تلتزم بها جميع المحطات الفضائية العربية، بحيث يتم التوقيع عليها، باعتبارها، ملحقاً للعقد المبرم بين المحطة والدولة مانحة الترخيص، دون استثناء للمناطق الحرة، مع إقرار عقوبات محددة في حالة مخالفة هذه الضوابط، تبدأ بإنذار المحطة ومصادرة المعدات والأجهزة المستخدمة، وفرض غرامات مالية كبيرة وتصل لإلغاء ترخيصها نهائياً. المهتمون بالحريات العامة، خاصة حرية التعبير بما تشمله من حرية وسائل الإعلام، حذروا من أن الهدف الرئيسي لذلك هو مصادرة النقد الذي يوجه للأداء السياسي للحكومات العربية المختلفة، وهو النقد الذي يجري النظر إليه بوصفه منجزا رئيسيا تحقق بفضل أن الفضاء بات يتسع لآراء مختلفة، بعد أن كان الإعلام العربي مقتصراً على وجهة النظر الرسمية. الفضاء المفتوح أتاح للمشاهد العربي ألا يكون أسيرا لتلفزيون بلاده وحده، حين يتعين عليه، مجبرا، تحمل تلك الجرعات الزائدة من التضليل والتلميع والنفاق، وبات بوسعه عبر "كبسات" خفيفة، رشيقة، أن يتنقل، حراً، من محطة إلى أخرى. وهو أمر يعني أن هذا المشاهد بات عصيا على السيطرة في اختياراته لما يشاهد، وهذا ما يراد وضع حد له. "عليك أن تشاهد ما نوافق نحن على أن تشاهده" - هذه هي الرسالة الإعلامية العربية التي يراد إيصالها. وثيقة الضوابط تضمنت عدداً من التعبيرات الفضفاضة والعامة القابلة للتأويل الواسع، الذي يمكن أن يجعل من أية مادة لا تروق لدولة أو لأخرى سببا للتضييق على الفضائية المعنية والعاملين فيها، وربما إلى إغلاقها نهائيا، وهو ما يناقض القاعدة التي استقر على العمل بها دوليا، وهي أن الأصل في الحرية هو التوسيع لا التضييق، الذي لا يجب أن يكون إلا عند الحدود الضرورية. تلزم الوثيقة الدول الموقعة بوضع الإجراءات اللازمة في تشريعاتها الداخلية لمعالجة حالات الإخلال بمبادئها، وهو ما يفهم منه أن تدابير ماسة بجوهر حريات التعبير آتية لا ريب فيها، ما علينا سوى انتظارها.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدل كاسترو‮: ‬القائل لا
- -عودة- التعذيب
- فرصة أمام الدولة
- الأربعون مليون‮ ‬ دينار وحبة‮ »‬البن ...
- قرار أم قرارات؟‮!‬
- عن الأحزاب السياسية
- هل صحيح أنهم لم‮ ‬يُجربوا؟‮!‬
- كيف نتدبر الأمور
- مداخلات في ندوتي الوطن والوقت حول الأحداث الأخيرة
- مجيد مرهون‮: ‬فلذة من تاريخنا
- ثلاث عشرة توصية
- كلمة جمعيتي - المنبر التقدمي - و-وعد- في حفل إحياء ذكرى الشه ...
- النص الكامل لأجوبة الأمين العام للمنبر التقدمي د . حسن مدن ع ...
- عن رواتب الوزراء والنواب
- أملاك الدولة
- قانون مستنير للصحافة
- قمصان جيفارا‮: ‬ رمز أم موضة ؟‮!‬
- بين الدراما والتاريخ
- أسئلة راهنة‮ (1-4)
- أسئلة راهنة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن مدن - فضاء لن‮ ‬يعُد حراً