عن رواتب الوزراء والنواب

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

بداية علينا أن نتوجه بالتحية لنواب كتلتي‮ ‬الوفاق والمستقلين على الموقف الذي‮ ‬أعلنوه برفض مقترح زيادة رواتب الوزراء والنواب،‮ ‬رغم أن الأمر ما‮ ‬يزال عند حدود التداول الصحفي‮ ‬فقط‮. ‬ المجتمع كان‮ ‬ينتظر مثل هذا الموقف إن لم‮ ‬يكن من المجلس كله،‮ ‬فعلى الأقل من بعض كتله من مسألة أثارت الاستهجان والاستياء الشديدين عند الناس‮.‬ ستكون خطوة استفزازية لمشاعر المواطنين‮ ‬إذا قيض لمثل هذا المشروع أن‮ ‬يمر من تحت قبة البرلمان،‮ ‬فهل‮ ‬يجوز،‮ ‬من وجهة النظر الأخلاقية على الأقل،‮ ‬أن‮ ‬يجري‮ ‬الإمعان في‮ ‬تحدي‮ ‬المجتمع كله بمثل هذه الزيادات الكبيرة في‮ ‬رواتب الوزراء والنواب في‮ ‬ما لا تزال رواتب الغالبية الساحقة من العاملين في‮ ‬القطاعين الحكومي‮ ‬والخاص بهذا المقدار من الضعف‮.‬ بل إن الزيادات التي‮ ‬أعلنتها الحكومة في‮ ‬الفترة الأخيرة على رواتب موظفي‮ ‬الحكومة جاءت أقل بكثير من التوقعات،‮ ‬ولا تتناسب البتة مع الارتفاع المطرد في‮ ‬أسعار المواد الحيوية ومع معدلات التضخم المتزايدة،‮ ‬وبات حديث الناس متواترا،‮ ‬في‮ ‬الآونة الأخيرة،‮ ‬عن طفرة وشيكة في‮ ‬أسعار المواد الغذائية خلال الأسابيع القليلة القادمة‮.‬ كان منطقيا أن‮ ‬يذهب التحليل إلى أن الحكومة أرادت مقايضة النواب‮: ‬وافقوا على رفع رواتب الوزراء مقابل رفع رواتبكم أيضا،‮ ‬وهي‮ ‬فكرة‮ ‬متقنة،‮ ‬ومن الواضح أنها لاقت هوى لدى الكثيرين من أعضاء المجلس‮.‬ وكان المؤمل أن تعلن كتل المجلس موقفها الرافض لذلك بسرعة وبدون تلكؤ،‮ ‬فالأمر واضح وضوح الشمس ولا‮ ‬يستدعي‮ ‬كل هذا الوقت للتفكر فيه‮.‬ المرجح أن موقف‮ »‬المستقلين‮« ‬و»الوفاق‮« ‬أحرج بقية أعضاء المجلس،‮ ‬خاصة في‮ ‬كتلتي‮ ‬المنبر الإسلامي‮ ‬والأصالة،‮ ‬ولعل في‮ ‬أساس ذلك ما نشرته الصحافة أمس،‮ ‬وأكدته أيضا مصادر نيابية مطلعة،‮ ‬عن تراجع الحكومة عن التقدم بمشروعها المذكور،‮ ‬وتفكيرها في‮ ‬صيغة أخرى تمرر من خلالها زيادة رواتب الوزراء التي‮ ‬يجب أن تحدد بقانون‮.‬ قصة رفع رواتب الوزراء والنواب تطرح مجددا النقاش عن أولويات الحكومة،‮ ‬ومعها مجلس النواب بالطبع،‮ ‬وما هو موقع مسألة النهوض بالأوضاع المعيشية للمواطنين من هذه الأولويات،‮ ‬خاصة وأننا شهود على واحدة من أكبر الطفرات في‮ ‬العوائد النفطية،‮ ‬التي‮ ‬من المنطقي‮ ‬أن تنعكس،‮ ‬بصورة من الصور،‮ ‬على المواطنين‮. ‬ ويحق لنا أن نستدل دائما بما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬البلدان الشقيقة المجاورة،‮ ‬والسؤال الكبير هو‮: ‬إذا لم تتحسن أوضاع الناس اليوم،‮ ‬فمتى ستتحسن؟‮! ‬

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل