أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - بعث خدام في زمن صدام














المزيد.....

بعث خدام في زمن صدام


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عندما أسقطت القوات الأميركية تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس ببغداد , ظن بعض العروبيين الأشاوس أن جناح البعث اليميني , الذي راعاه الرفيق صدام بقوة الحديد والنار والشعارات الطنانة , التي جعلت من جيرانه الفرس يرتعدون خوفاً , وعلوج الغرب يصدقون حقاً أن لديه أسلحة نووية قادرة على ضرب أي عاصمة , بحسب اعترافات صدام الأخيرة التي كشف عنها المحقق الاميركي – اللبناني الأصل جورج بيرو.
على الجانب الآخر ابتهج بعض العروبيين المنافقين لأنظمة الدفع المسبق بالدولار الأخضر وشراء الذمم بانشقاق القيادي عبد الحليم خدام من جناح البعث اليساري , الذي رعاه الرفيق حافظ الاسد بشعارات الصمود والتصدي , ويرعاه اليوم نجله الرفيق بشار بشعارات الممانعة والمقاومة .
جميع البعثيين على اختلاف دمائهم وألوانهم ومذاهبهم – يفترض عدم وجود مذاهب باعتبار أن أيديولوجية البعث علمانية – ينهلون من شعار واحد , شعار السلطة لنا , وينسون أن الاستمرار في السلطة ينقلب بمرور الزمن إلى تسلط , إنطلاقاً من مبدأ علمي راسخ ( السلطة المطقلة مفسدة مطلقة) .
كما وأنهم يفكرون بعقل واحد , عقل كل من ليس معي فهو ضدي , شبيه بالعقل الذي سار على نهجه المحافظون الجدد بعيد هجمات سبتمبر الإرهابية وقبل إطاحتهم بعث صدام , هذا ما يفسر أحكام الخيانة العظمى المدونة في كراسات البعث , والجاهزة للإطلاق من منصاتها الروسية الصنع في أي لحظة .
يختلف حزب البعث عن باقي الأحزاب في العالم , أن هيكله التنظيمي يتألف من قاعدة عريضة من الرفاق المنتمين قسراً أو طوعاً , لا فرق , كله انتماء لأمة العرب المجيدة , وهرم قيادي ضيق يضم رفاق درب النضال والكفاح ضد الامبريالية (أميركا) والصهيونية (إسرائيل) والرجعية ( الخليج العربي) وأدواتهم المجرمة
و(( عصابة)) الإخوان المسلمين (( العميلة)) , وبالتالي فإن الرفاق القياديين هنا لهم باع طويل في النضال وأعمارهم تتعدى الستين أو السبعين عاماً , أما الرفاق الشباب فهم مراهقون يجهلون التاريخ المعاصر.
خروج خدام عن خطوط جبهة المقاومة الممتدة هلالياً من طهران حتى غزة , وتحالفه مع خطوط الإخوان , بداعي جلب الحرية والديمقراطية للشعب السوري المحروم منها , يذكّر بالأشرطة المسجلة التي كان يذيعها صدام على مسامع الأميركيين والعراقيين ( بأن واشنطن ستسقط مع سقوط أول قنبلة تقذفها على بغداد , وأن يوم النصر اقترب ) ولا تقل أشرطة خدام الحية عن أشرطة صدام من حيث مفرداتها الحماسية وإلهابها لمشاعر الجماهير بجرعة من خطاب النصر الذي لا يتصوره العقل العربي كونه استساغ مرارة الهزيمة .
ومما قاله خدام في أشرطته الحية ومقابلاته الإعلامية ( إن السنة هي آخر سنة لنظام بشار, وخطابه آخر خطاب , وبأنني سألقاكم في دمشق قريباً جداً ) لا شك أن المعارضة في روح خدام مثلما هي في روح صدام منذ الصغر , والتشابه بينهما أن الاثنين كانا في السلطة وخرجا منها بظروف مختلفة , فتحليل المفكر العراقي حسن العلوي لشخصية صدام يقترب من شخصية خدام , بأنه رجل معارضة أكثر من كونه رجل سلطة , وهو الذي رافق صدام في واحدة من أهم المراحل التي مر بها العراق.
سياسة عقد الأحلاف لا أساس لها في مدارس البعث , خصوصاً إذا كانت إقليمية , أو مع أحد الخصوم ضد أحد الأصدقاء , وعليه , كيف يمكن لنا تفسير تحالف خدام (البعثي) مع البيانوني (الإخواني) ؟ سؤال طرحه الوزير السابق أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة ثورة البعث على الإخوان المسلمين , وبدأت تجيب عنه الألسن المنشقة عن جماعة الإخوان , كما فعل علي الأحمد العضو المفصول عن الإخوان في مقابلة مع قناة العربية , وستكشف عنه الأيام القادمة شيئاً فشيئاً .
لكن هل فكر السيد خدام بعواقب ما قاله في مقابلة مع قناة الحرة , أنه يقيم في باريس لبضعة شهور , ليس بصفته لاجئ أو منفي أو مشرد , بل كنائب سابق لرئيس الجمهورية , كما كان يقول صدام إنه الرئيس الشرعي للعراق حتى لحظة الاعدام؟ . وبانتظار ساعة الحسم , هل فكر المعارضون السوريون ( المنفيون واللاجئون والمشردون) الذين يشكلون مع أبو جمال جبهة الخلاص الوطني , بعواقب وتداعيات هذا الكلام عليهم وعلى مسقبلهم السياسي المرتقب ؟ هذا هو السؤال.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضدية الاعتراف بالآخر
- وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية ( 2-2 )
- وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية (1- 2)
- نصران إلهيان يكشفان المستور
- شام شريف أم شام فارس ؟
- التخوين بلسان الإلهيين
- ماذا تريد إسرائيل من الأسد؟
- بين شيعستان العظمى وكردستان الكبرى ماذا بقي للعرب؟
- مصير لبنان ولعنة التاريخ
- الحوار المتمدن ... حوار كل الأحرار
- أحقاً إسرائيل أعجوبة القرن العشرين؟
- دمعة على قبر الكواكبي
- سياسات حزب الله الكسروية
- هل يظهر - بن لادن - في أورشليم ؟
- الخروج من عصر الشعارات
- رقصة المكابري السورية
- ألا يكفي لبنان قاعدة إيرانية واحدة ؟
- إرهابيون .. مستنعجون ولسنا انقلابيين
- هل التوافق الدولي ممكن حول لبنان ؟
- الأفق الإيراني المفتوح على العراق


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - بعث خدام في زمن صدام