أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية ( 2-2 )














المزيد.....

وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية ( 2-2 )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقف السلطة والمعارضة على مسافة واحدة بالنسبة لإسرائيل , لا لكونها العدو المشترك لكليهما أو لأنها تحتل فلسطين , بل لأنها الجار الأشد خطراً , إن حرباً أو سلماً , وتبقى قضية الاعتراف بها الحد الفاصل بين السلطة والمعارضة , في الشكليات لا أحد يعترف بها ,أما الجوهر فلا يعني الاعتراف بها وحسب , بل لا يستطيع أحد أن يستمر في الحكم أو يصل إليه دون القبول بوجودها كأمر واقع, رغم عدم شرعية وجودها, فإسرائيل ككيان ونظام قادرة على زعزعة كيان الأنظمة المجاورة لو شاءت بوسائل غير مكشوفة .
بالغوص في أعماق الداخل يتبين أن أي فرد قد يكون له تأثير على السلطة أكثر من المعارضة , ربما تلجأ السلطة إلى هذا التكتيك للشعور بالعظمة للقول إنه لا توجد معارضة أو لا وجود لها حتى إن وجدت .
نستذكر هنا ما قاله وزير الخارجية وليد المعلم لفضائية ANB حينما سألته الزميلة زينة فياض عن المعارضة التي يتزعم عبد الحليم خدام أحد أجزائها, أجابها المعلم بأنه لا توجد معارضة وأننا لا نحسب لها حساباً ونشغل بالنا بها , واستدرك قائلاً ... المعارضة الحقيقية هي المعارضة في لبنان .
على كل حال لا تخفي السلطة السورية تعاطفها وتأييدها للمعارضة اللبنانية حتى الساعة , ويبدو أن المعارضة في مفهوم السلطة السورية هي المعارضة التي تشل حركة البلد وتنصب الخيام في وسطه وليست خطابية إلكترونية كحال المعارضة السورية.
مهما اشتدت الادعاءات والأقاويل عن دور السلطة في زعزعة الأوضاع في لبنان والتأثير على الفصائل الفلسطينية , تظل هذه السلطة صمام أمان ضد أي انفجار يستهدف الداخل السوري , رغم كثرة الانفجارات والاضطرابات الحاصلة في المحيط , فالأمن المفقود في المحيط توفره السلطة وتحافظ عليه بشتى الوسائل , انطلاقاً من حاجتها الماسة للأمن لأنه يشكل الحلقة الأقوى في بنية السلطة , وأي إضعاف لهذه الحلقة هو إضعاف للسلطة , لهذا السبب لا تعير السلطة بالاً للمعارضة , طالما أنها توصد أبواب (الفوضى) جيداً , فعندما ترفض السلطة الحديث مع المعارضة والاصغاء إليها بعقد مؤتمر وطني يؤسس لعلاقة جديدة بينهما , فإن أسباب رفضها ناجمة عن الخشية من عواقب وتداعيات فتح الأبواب الموصدة أمام المعارضة , فالسلطة مترددة في فتح الأبواب أو لا تريد فتحها , تطبيقاً لمبدأ (الباب الذي يأتيك منه ريح سده واستريح) ولو حاولت المعارضة فتحه كمحاولة إعلان دمشق الأخيرة , فإن السلطة ستعتبره تهديداً وإضعافاً لحلقة أمنها القومي , لذا لم يكن مستغرباً الأحكام التي صدرت بحق أنور البني وميشيل كيلو , صيغة الحكم الأساسية المس بالأمن القومي .
تتوهم السلطة والمعارضة في التسابق بتأمين متطلبات الشريحة الأوسع في الشارع , شريحة الشباب , فالمعارضة وتحديداً جبهة الخلاص لا تهدأ قنواتها بإرسال الرسائل الحماسية إلى هذه الشريحة , عاقدة الآمال عليها بالتغيير كما لو أنها تخاطب الشباب الأوكراني أو كأن الشباب السوري على جبل من قش, شرارة واحدة تكفي لإشعاله , ولا تعلم أن صواعق البطالة والعطالة والفساد النازلة على رأسه جعلته مخصياً هارباً من واقعه إلى الجحيم , ولا تقل مراهنة السلطة عن المعارضة فيما يخص هذه الشريحة المغلوبة , فخطاب السلطة يشعر المرء بأن ما يحصل عليه الشباب من نعيم أبدي , لا يحصل عليه وهو في الجنة, قد توجد ثلة من الشباب المحسوبين على السلطة يحظون برعايتها ونفقتها , وهم بكل الأحوال لا يعضون اليد التي ترعاهم , فتظن السلطة أنها تحمل جميع الشباب على أكتافها, فيما الواقع يشي بأن غالبية هؤلاء الشباب أصبحوا تحت الأرض.
والمثير للسخرية أن السلطة حمّلت ذات مرة بلسان وزير إعلامها محسن بلال في لقاء مع قناة الجزيرة, حكومة فؤاد السنيورة بأنها والأكثرية النيابية , اسهمتا في ترحيل وتهجير الشباب اللبناني إلى الخارج , لو يعلم الوزير بلال كم هي أعداد الشباب السوري في الخارج لما نبس ببنت شفة , عدا عن الشباب الذي يعيش الغربة في الداخل.
ختاماً ,الكفة ستبقى تميل لصالح السلطة أمنياً وسياسياً وحتى اجتماعياً , ليس لأن الشباب يقف بثقله وراءها - هو خارج هذه المواجهة لو دخلها لقال كلمته وحسم المواجهة من الجولة الأولى - بل لأنها تملك مفتاح الباب الذي لو فقدته سيؤدي إلى انتقال الكفة لصالح المعارضة .
لا يوجد في الأفق ما يشير بأنها ستفقده, إن فقدته فإنها تحتفظ لنفسها بنسخة مشابهة طبق الأصل, لا تملكها المعارضة ولا تملك بديلاً عنها .
كاتب عربي



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية (1- 2)
- نصران إلهيان يكشفان المستور
- شام شريف أم شام فارس ؟
- التخوين بلسان الإلهيين
- ماذا تريد إسرائيل من الأسد؟
- بين شيعستان العظمى وكردستان الكبرى ماذا بقي للعرب؟
- مصير لبنان ولعنة التاريخ
- الحوار المتمدن ... حوار كل الأحرار
- أحقاً إسرائيل أعجوبة القرن العشرين؟
- دمعة على قبر الكواكبي
- سياسات حزب الله الكسروية
- هل يظهر - بن لادن - في أورشليم ؟
- الخروج من عصر الشعارات
- رقصة المكابري السورية
- ألا يكفي لبنان قاعدة إيرانية واحدة ؟
- إرهابيون .. مستنعجون ولسنا انقلابيين
- هل التوافق الدولي ممكن حول لبنان ؟
- الأفق الإيراني المفتوح على العراق
- المواصفات السورية لمؤتمر السلام
- دهائية نجاد السياسية - مكشوفة -


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - وجهاً لوجه : السلطة والمعارضة في سورية ( 2-2 )