أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - إرهابيون .. مستنعجون ولسنا انقلابيين














المزيد.....

إرهابيون .. مستنعجون ولسنا انقلابيين


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 11:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كثيرةٌ هي الحكم الصينية , يروى في قديم الزمان , أنّ فلاحاً صينياً كهلاً جاوز عمره الثمانين عاماً ونيف , كرس معظم حياته في أعمال الزراعة , وقد تعلم منه آلاف الشباب فنون المهنة , وتحول بنظرهم من فلاح يغرس ويسقي إلى معلم يرشد ويوجه إلى حكيم يعي كل كلمة يقولها .
حكمته أنه في ذات يوم , وبينما كان يسقي إحدى شجيراته الوارفة الظلال , بثمرها الكثير الذي جعل أغصانها تقترب من الأرض حتى كادت تتكسر , وخضرة أوراقها التي تسحر عين الرائي , قصده رجل تبدو عليه علامات القيادة , سأله عن سر قوة ونضارة هذه الشجرة الهرمة , هل الصدفة فعلت فعلها فيها , أم أن ثمة لغزاً يقف حائلاً دون معرفة السبب؟.َ
فهم الفلاح الحكيم قصد القاصد واستدرك قائلاً .. إنّ هذه الشجرة لا يميزها شيء عن باقي الأشجار , كما ولا تقل عنا بشيء , إن أعطيتها جل ما عندك , أعطتك جل ما عندها , وإن حرمتها حاجتها , حرمتك حاجتك .
يبدو أن كلام هذا الفلاح الكهل , لا يزال صداه يتردد على مسامع القادة السياسيين والحزبيين الصينيين , يدلهم على الصواب ويبعدهم عن الخطأ , البارحة عقد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم مؤتمره العام وأوصى بضرورة إحداث تغيير جذري شامل في سياسات الدولة , واستبدال الوجوه القديمة بوجوه جديدة أكثر حيوية .
مهما قيل عن تجارب الشيوعيين وإخفاقاتهم بالحكم في شتى أنحاء العالم الشرقي بشقيه الآسيوي والأوروبي , تبقى التجربة الصينية فريدة من نوعها , ومن المتوقع أن تشكل بحلول العام 2025 قوة منافسة على المستوى الاقتصادي – المستوى الذي فشلت فيه التجربة السوفيتية – للقوة الأميركية الأوحد في العالم , والسبب يرجع أن الصينيين يعيشون تاريخهم المليء بالحكم الحية بروح الحاضر .
الصين كأمة تعدادها يفوق المليار نسمة مثلها مثل أمة العرب والإسلام (كتلك الشجرة الباسقة لا تختلف عن نظيراتها ) لكن الاختلاف أننا لم نسمع حتى الآن أن اتهمت بالإرهاب مثلنا , أو شارك أحد أبنائها من بين المليار إنسان بعملية إرهابية , حسب المعايير الأميركية المحددة لطبيعة الإرهاب ونوعه , ولا عرفنا قط , أن الصينيين يأكلون ليذهبوا إلى النوم أو لإغلاق أفواههم فقط , إنما لاستمرار ماكينة إنتاجهم في الليل قبل النهار, وستعطيهم عما قريب ما تحلم الشعوب نيله .
أمامنا ثلاث حالات ترتبط بخيط واحد , وتشتمل المقاربة بين واقعنا بآفاقه المسدودة وواقع جيراننا المفتوح على أهله والمحيط , أولها صبغة الإرهاب التي صبغنا أنفسنا بها أو صبغوها بنا , لا فرق طالما ظللنا منطوين على ذواتنا , رغم عدالة قضايانا
– فلسطين كمثال- مع خصومنا الخارجيين , لكننا وللحق لا نعرف كيف ندافع عنها , أبقوة الحجة المرتكزة على العمل الغير موجود لدينا , موجود عند الصينيين , إذا ثبتنا أقدامنا وركزنا عيون عقولنا على أول الطريق بدأنا ننتصر لقضايانا , أم بقوة البارود ؟ لا نملك منها إلا ما يعمي أبصارنا حين نشرع باستخدامها , فلسنا من شارك بصنعها .
ثانيتها ,حالة الاستنعاج التي أصبحنا أسراها , من حيث نعرف أو لانعرف , إمّا لكثرة اجترارنا وبلوغنا مرحلة التخمة التي شلت حركتنا , أو لقلة مواردنا وشحها , بما جعلنا نسير صعوداً وهبوطاً بحثاً عن قوت يومنا , وفي الاتجاهين الحال سواء , إن زاد علفنا أو قل , نحلنا أو ثخينا .
ثالثتها ,أهم صفة وأفضل شيء يقدسه رعاتنا فينا , بأننا لسنا انقلابيين عليهم , أي لسنا تغيريين للقديم على حساب استقدام الجديد , ولا حتى رعاتنا بقادرين على استنساخ النموذج الصيني المنافس عالمياً بكليته , الذي يكفل بقاءهم مع تماثيلهم وصورهم إلى ما قدر الله صاحب الملك , شريطة اقتداءهم بالطريق الصيني القويم المصحح لكل اعوجاج والتواء والممقت لكل شعار وتدجيل , مشكلتنا في شعاراتنا الجوفاء الواهية , بحيث جعلتنا نعيش المستقبل كأمة عظيمة على أساس أننا شيدناها في الماضي , ونسينا الحاضر أو تناسيناه لأنه لا يعنينا بشيء .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل التوافق الدولي ممكن حول لبنان ؟
- الأفق الإيراني المفتوح على العراق
- المواصفات السورية لمؤتمر السلام
- دهائية نجاد السياسية - مكشوفة -
- فتح - الحدود أم فتح - الإسلام ؟
- عباس والبحث عن السلام المفقود
- الرد السوري المبطن
- تصورات الضربة الأميركية المحتملة لإيران
- وداعاً - كيلو- ... الأمانة بقلم الأمين
- ثنائية النفط والديمقراطية والمواجهة المقبلة
- جسر (بري) المقطوع
- متى يخرج الغرب من شرنقته الاستعمارية ؟
- التحرير المنقوص عند حزب الله
- الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً
- تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم
- تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - إرهابيون .. مستنعجون ولسنا انقلابيين