أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة














المزيد.....

تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصدعات التي قسَمَت الساحة اللبنانية نتيجة ردود الأفعال الإقليمية التي لا يطيب لها التعاطي والإصغاء لمواقف فريق سياسي معين , استهدفت الجميع دون استثناء , وبمفعولها تحولت تلك الساحة إلى عدة ساحات كل ساحة لها أعلامها وأنصارها وحلفاؤها بالداخل والخارج , ولولاهم لما انقسمت الساحة الرئيسية وازدادت معها حدة التباين في أجندات كل فريق .
من هؤلاء الافرقاء الذين أثرت فيهم ردود الأفعال وأخذت منهم الكثير , تيار المستقبل صاحب القاعدة الشعبية العريضة في امتداداتها اللبنانية , والمتنوعة في انتماءات أفرادها المذهبية والطائفية , بعكس التيارات الأخرى ذات التوجهات المذهبية وأحياناً المناطقية .
لربما كان الزخم الشعبي الذي حظي به التيار الدافع وراء اغتيال زعيمه الرئيس الراحل رفيق الحريري , إضافةً إلى جملة من الأسباب الأخرى سيكشفها التحقيق الدولي في تقريره الأخير , فالحراك السياسي والاقتصادي الذي أدخله تيار المستقبل إلى صلب الحياة اللبنانية , لاقى صدىً واسعاً في وقت احتاج فيه البلد الخارج لتوه من ويلات الحرب الأهلية , إلى حراكٍ كهذا يساعده على التعافي .
للتدليل على فاعلية هذا التيار وقوة حراكه , يكفي أن نتذكر اللحظة التي اغتيل فيها مؤسسه وما سبقها من حدث شطر الساحة اللبنانية بين فريق أيّد التمديد للحود ومضى وآخر عارضه , الحريري كان وقتها واحداً من الفريق المعارض , ليس بصفته رئيساً للحكومة , وقد استقال منها , بل لصفته زعيم تيار سياسي وحسب .
ففي لحظة اغتياله توقفت الاستقطابات السياسية لبعض الوقت , والتقى الجميع حول إدانة الجريمة وتوحدوا في طلب الحقيقة , بالرغم من اتساع موجة الاغتيالات قبل وبعد اغتيال الحريري , لكنها لم تحرك ساكناً باتجاه زيادة التوافق الوطني لبعض القضايا الحساسة , بل زادت من درجة الغليان السياسي حتى بلغ مرحلة الخوف لدى الفريق المستهدف .
لأنه شعر باستمرار الاستهداف الغادر الآتي من جهات مجهولة , المؤسف لم تتحدد هوية واحدة منها قانونياً , ولازالت تنفح برياح الاستهداف الباعث على الخوف , لقد حُددت إعلامياً في إطار الحرب الكلامية بإشارة الأصبع نحو سورية , هنا لا يجدر الدفاع عن المتهم أياً كان إن ثبت تورطه حسياً لا ظنياً , بكل الأحوال التحقيق الدولي قطع أشواطاً كبيرة , وتعزز دوره أكثر مع إقرار المحكمة التي ستميط اللثام عن الجريمة وتقول الحقيقة في نهاية المطاف .
بدايةً لم يكن خوف تيار المستقبل قبل اغتيال النائب وليد عيدو منصباً على أعضائه بقدر ما كان على إقرار المحكمة , وما شابها من انسحاب وزراء الفريق الآخر من الحكومة وتبعها قفل البرلمان لحظة التصويت بإقرارها دستورياً , واشتدت المخاوف عند إقرارها دولياً تحت الفصل السابع نتيجة التصريحات السورية التي اعتبرتها تنتقص من سيادة لبنان تارةً , ولن تتعامل معها تارةً أخرى .
حاول تيار المستقبل إشعار الآخرين بأن الخوف على المحكمة أصبح خلف الظهر , لم يتمم جملته حتى أفجع باغتيال أبرز قياداته النائب عيدو, ثم انتقل الخوف على هيكل التيار نفسه, الأمر الذي دفع بزعيمه النائب سعد الحريري إلى اعتبار بيروت معقل تياره الأساسي خطاً أحمر , وأيضاً شخص فؤاد السنيورة القيادي في التيار, كذلك الحكومة التي يرأسها السنيورة والمراد إسقاطها من قبل فريق المعارضة .
الخوف أمر طبيعي خطورته تكمن في التأثير على الحقيقة أثناء ظهورها , بحيث تغدو ضعيفة لحظة بزوغها , لدى المتوجسين منها , رغم نيل العدالة من الجناة , لامعنى للحقيقة ما لم تتصالح مع نفسها ومجتمعها , هذا شرط تحقيقه مؤكد لأن طرفه لبنان , كذلك مع محيطها , الطرف المقصود هو الشعب السوري بكليته , نقول ذلك لأن جزءاً منه يعمل في لبنان سعياً وراء لقمة عيشه وقد مسه الضّر وأتعبته تداعيات الاغتيال , وصارت الحقيقة تهمه أكثر لأنها تريحه ولا تخيفه , وهذا الشرط يقوّي الحقيقة ولا يضعفها , فهل يقبل أصحاب الحقيقة التصالح معه مجدداً ؟ الكرة في ملعبهم الآن .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة