أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية














المزيد.....

الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 06:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وجدت دمشق ضالتها هذه المرة بالانسحاب من الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في القاهرة , لمناقشة دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط , وسط ترحيب الجامعة العربية لهذه الدعوة وكل ما من شأنه تحريك المسار التفاوضي بين العرب والإسرائيليين بدلاً من تجميده.
الاستباق السوري وخروج السفير يوسف أحمد من الاجتماع فضلاً عن غياب وزير الخارجية وليد المعلم , ليس سببه الانقسام بين السلطة والفصائل الفلسطينية كما زعم السفير أحمد , باعتبار أن القضية الفلسطينية كانت دوماً محور اهتمام جميع المؤتمرات الدولية ولا مجال للمزايدة فيها , بل لمجرد الشعور بأن الإدارة الأميركية تعتزم إبعاد سورية عن المشاركة في المؤتمر المذكور بالخريف المقبل , قد لا يكون للمؤتمر أهمية تذكر بالنسبة لسورية بقدر ما تعول على تطلّع واعتراف أميركي بمنحها دوراً جديداً للمساعدة في حل المشكلة اللبنانية والفلسطينية , فاستبعادها من المؤتمر دلالة على استبعادها أميركياً عن المشاركة في أي حل يتناول
قضايا المنطقة .
مقاطعة المعلم لها رزمة من الحجج تبررها ولا يتسع بنا المجال لتعدادها , أمّا انسحاب السفير أحمد من أجواء الاجتماع , لا يدل على أن ثمة انشقاق حصل في صف الجامعة , وخلاف حول قضية اعتبرتها مركزية وحاضرة دوماً في اجتماعات أعضائها ومناقشاتهم الكثيرة , لكن التقصير في قلة المرونة والفاعلية السياسية والديبلوماسية على صعيد هذه القضية , خاصةً وأن القمة العربية القادمة ستعقد في العاصمة السورية دمشق , وهذا يتطلب منها التوافق مع جدول أعمال الجامعة ومقررات قمة الرياض الأخيرة تمهيداً لعقدها في دمشق .
الانسحاب السوري من الاجتماع يكشف علناً عن عدم الرضى من مواقف الوزراء العرب الذين رحبوا بدعوة بوش وتناسوا الوضع الفلسطيني المتدهور , يضاف إليه زيارة وزيري خارجية مصر والأردن إلى إسرائيل مؤخراً , بالتزامن مع إطلاق بوش لدعوته , فاستمرار التباين بين ما تفضله دمشق وما لا تفضله العواصم العربية الأخرى سيجعل من قمة دمشق القادمة قمة لزيادة العتب والتباين , وربما للانسحاب من اليوم الأول على مبدأ المعاملة بالمثل , إن حصل ذلك يعني زيادة العزلة عليها وتكريسها عربياً .
لا شك أنّ دمشق معنية بالسلام مع إسرائيل قبل غيرها لعاملين أساسيين : الأول , لقربها الجغرافي من إسرائيل وبالتالي فإن السلام أو عدمه سيحدد ما إذا كانتا مستقبلاً جارتين حميمتين أو عدوتين لدودتين , الثاني , احتلال إسرائيل للجولان الجزء الأهم من الأراضي السورية في الجنوب , ولأن السلام مع إسرائيل يتناول الجولان فقط , فإسرائيل بطبعها لا تحبذ أن يفاوض السوريين نيابة عن الفلسطينيين أو العكس , فهي ترغب بالاستماع إلى وجهة نظر كل طرف للتعرف على نواياه دون أن يتمكن بدوره من معرفة نواياها ,وهذا ما تم على فترات متتالية مع مصر والأردن سابقاً , لذلك فإن سورية لا تمانع قيام مفاوضات فردية وقد خاضتها في السابق بجنيف والآن تُمرر رسائل كثيرة لإعادة إحيائها , بخلاف المفاوضات الجماعية التي تكفلت لجنة مبادرة السلام العربية النظر بأمرها .
الحقيقة , لن تقبل إسرائيل بالسلام دفعةً واحدة مع الدول العربية , قبل التعرف على نوايا كل دولة إلى جانب تطبيع العلاقات معها قبل أي حديث , وعليه فإن الخروج السوري من الجلسة الوزارية لا يتعلق بمبادرات السلام ودعواتها الكثيرة , إنما يأتي للتأكيد على متانة المحور السوري الإيراني , المتأهب لصيف ساخن مليء بالانتصارات على حد قول احمدي نجاد , عشية الزيارة الثنائية لرايس وغيتس للشرق الأوسط , ويفهم منه بأنه خروج تدريجي من الخيمة العربية الموسومة بالأميركية , والالتحاق بخيمة عَمَدُها الصمود والتصدي وقماشها الممانعة .
المهم بالنسبة لدمشق حل الانقسام الفلسطيني , والأهم أن ينبثق الحل من عندها , فإذاً لماذا لم ترعَ اجتماعاً موسعاً يناقش الوضع الفلسطيني بعد انهيار اتفاق بين فتح وحماس ؟ الجواب , لأنها مستفيدة في حالتين , حالة عدم الحل بإبقاء تأثيرها على حركة حماس والفصائل الأخرى , وفي حالة الحل ضمان تسليم الجميع لها بأن مفتاح الحل بيدها , بما في ذلك أميركا وهو ما تنتظره الآن منها .
عملياً من يساهم بالحل ويملك مفاتيحه , يستطيع المساهمة في استمرار التأزم , فالانقسام على الساحة الفلسطينية لا يختلف كثيراً عن الجاري في الساحة اللبنانية ويتقاطع معه في محاور رئيسية من حيث التعطيل والحل .







#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية