أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - مهزلة الكهرباء الوطنية ..















المزيد.....

مهزلة الكهرباء الوطنية ..


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 06:34
المحور: كتابات ساخرة
    


القتل العمد مع سبق الإصرار
(فنطازيا الكهرباء من تفاؤل بريمر الى فشل وزرائنا)
بعد مدة قصيرة من تعيين بول بريمر رئيسا للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق بدلا من الجنرال المتقاعد جاي غارنر في أوائل مايس/ آيار 2003 أعلن في تصريح له ان الحكومة العراقية ستكون قادرة على تلبية متطلبات العراق من الطاقة الكهربائية منتصف عام 2009 وقد أصابنا ذلك التصريح حينها بالاحباط حين فكرنا بالمدة الطويلة التي ستستغرقها عملية تزويدنا بالكهرباء.
أما الآن فان أكبر متفائل لدينا سيضحك ملء شدقيه وسيشعر بالاشفاق على برايمر لأنه لم يقدر الأمر جيدا ً حيث أنه ما ان ترك العراق حتى ابتدأت الكهرباء بالتدهور تدريجيا بعد ان شهدت صحوة لمدة قصيرة.
خمسة اعوام بقضها وقضيضها لم تنفع على الإطلاق في تزويدنا بالكهرباء التي نحتاجها بل أفلحت فقط في قطع حتى الساعات الأربع التي كانت تأتينا قبل بضعة أيام.
خمسة أعوام متواصلة في ظل حكومات ثلاث وتعاقب دوري على مجلس الحكم من قبل أشخاص كنا نأمل ان ينجزوا لنا جميع حاجاتنا وأكثر كحق طبيعي ومنطقي بفعل الثروات الهائلة التي نمتلكها ولكنهم خيبوا أملنا وأحالوا وضعنا من السيئ الى الأسوأ فا لأسوأ؛ وإلا ماذا يعني تزويد المواطن بساعة واحدة او ساعتين أو حتى لاشيء طيلة اليوم ولماذا يعطي المسؤولون وبضمنهم وزير الكهرباء السيد كريم وحيد الحق لنفسه وهو وأسرته وحاشيته بان يتمتعوا بالماء الساخن وبالتدفئة في الوقت الذي يحرم أطفال ونساء وعجائز العراق من كل ذلك فيزيد من آلام المرضى ويسرّع موتهم .. كيف يهنأ أولاء الذين يتشبثون بمسابحهم ويلهجون بأسماء الله الحسنى في الوقت الذي يقتلون او يسهمون في قتل أبنائه. ألا يخجل الوزير المبجل من السفر هذه الأيام الى طهران لاستجداء الكهرباء؟ ألم يتعلم (على الأقل) درسا ً من اسرائيل التي تضرب له مثلا ً في الإدارة الحصيفة والذكية التي وفرت لمواطنيها الكهرباء بأكثر من حاجتهم وأفاضت بمنحها للفلسطينيين .. فهل ان ثرواتنا اقل من ثروة اسرائيل؟
يقول آخر تقرير لوزراة نفطنا ان ما صدره العراق من النفط خلال شهر كانون الأول المنصرم قد بلغ 54 مليون برميل وهذا يعني في حساب السوق ان ما وصل الى خزينة الدولة العراقية خلال شهر واحد هو بحدود خمسة مليارات وخمسمائة مليون دولار هذا عدى عن مبالغ النفط الذي يصدر ويهرب بصورة غير شرعية والذي تمارسه قوى فاعلة في العملية السياسية.. ان سدس المبلغ المذكور تمنحه الولايات المتحدة الأميركية كمساعدة لدولة كبرى مثل مصر في سنة كاملة فيعينها على إعالة شعبها الذي يبلغ تعداد نفوسه أربعة أضعاف نفوس العراق .. كان بعض مسؤولي الأحزاب المتنفذة الحالية في العراق وخصوصا في جنوبه يدعون بان الأميركان جاءوا لسرقة نفط العراق فانسحب الأميركان من حقول النفط الجنوبية وتركوها لهم فابتدأ النهب المنظم والتهريب في وضح النهار في الوقت الذي تتراكم فيه القمامة في أزقة وشوارع العشار والبصرة.
ألا تبا لهذا الزمن الرديء .. لا أريد ان أتشعب في الموضوع فيذهب الذهن بعيدا عن قضية الكهرباء (الوطنية) التي اختفت بقدرة قادر كما انني استميح قارئ مقالتي العذر لتكرار موضوع الكهرباء بصورة تكاد تكون يومية من قبل كتاب العراق .. فماذا نفعل إزاء انقطاع الكهرباء الذي يتكرر لدينا بصورة يومية بل حتى خلال الساعة الواحدة التي يأتوننا بها خلال اليوم.
وعلى العموم فان معظم المسؤولين يواصلون اتحافنا بالكذب المنظم الذي لا ينطلي حتى على مغفل ساذج بالادعاء بان الوضع السابق والحكومات السابقة هي التي أسهمت في تفاقم مشكلة الكهرباء ! حسنا ألم تكن الكهرباء في عهد الدكتاتور المباد أفضل حال مما هي عليه الآن رغم العقوبات التي كانت مفروضة على البلد أو لم تأتنا الكهرباء في عهد السيد اياد علاوي لمدة اثنتي عشرة ساعة في اليوم وكان في النية زيادتها الى 16 ساعة قبل ان تأتي الحكومة الحالية! ترى ماذا يدور في الخفاء؟ هل هي نية مبيتة من قبل بعض الوزراء للإساءة الى سمعة السيد نوري المالكي تمهيدا لإسقاطه لأنه ينتمي الى حزب غير أحزابهم .. أفتونا مأجورين أيها المتحذلقون وأجيبونا على السؤال التالي .. كيف يتسنى لإسرائيل ان تضع في يدها الحل والربط وتأتي بالكهرباء في لمحة عين (او تقطعها إذا شاءت) عن قطاع غزة الذي يضم حوالي مليوني إنسان في حين تعجزون عن توفير الكهرباء لقرية عراقية صغيرة لا يزيد نفوسها عن بضع مئات؟! عيب عليكم والله! يقولون في الأمثال إذا لم تستح فاصنع ما شئت فهل ان بعض وزرائنا لا يستحون الى الحد الذي يفعلون أي شيء.. اذا كان الأمر كذلك فهي الطامة الكبرى وإذا كانت سنوات التغيير الخمس والحكومات الثلاث وجميع مجالس الحكم قد أفلحت في توفير ساعتين فقط من الكهرباء في اليوم طيلة تلك المدة فكم بالأحرى علينا ان ننتظر لكي نحصل على الكهرباء على مدار اليوم؟! أرجو من وزارئنا ان يحسبوا (وأشك في شهادات الكثير منهم) المعادلة الرياضية ليدركوا اننا بحاجة الى (100) مائة عام لتوفير الكهرباء للمواطنين! نعم مائة عام بالتمام والكمال ونتوقع ان تختفي الكهرباء نهائيا ً في العام 2009 إذا ظل الحال كما هو عليه من التبديد المنظم لثروات البلد وليعذرنا بريمر فلقد اثبتنا بالتجربة عدم صحة توقعاته بتوفر الكهرباء في عام 2009.
أما الحجة التي يتذرع بها مسؤولو الكهرباء على الدوام حول عدم توفير تلك الخدمة بسبب الإرهاب فانه الآن اختفى او يكاد فما هي المشاريع التي باشروا بها (والمفترض ان يكونوا قد باشروا بها منذ وقت طويل في الجنوب الهاديء)؟ ماهي المشاريع المقترحة غير الذهاب الى ايران والدول المجاورة لاستجداء الكهرباء وماذا غير الحديث عن الناصرية والبصرة التي تسرقان كهرباء بغداد على حد قولهم !! أين هي المشاريع التي أنجزتها وزارتكم في الناصرية والبصرة لكي تخفف الزخم على بغداد وباقي المناطق أم انكم كنتم بانتظار حركة جند السماء لكي تديروا اسطوانتكم المشروخة التي (تجعر) بالصريخ عن الإرهاب والتخريب ام ان البعض يلجأ الى اكتشاف بارع يديم عذر عدم توفر الكهرباء بتوفير الأيادي الخفية والخبيرة في بعض المنشآت لحرقها بعد ان أمِن المجرمون من العقاب إذ لا تحقيق ولا سجن ولا هم يحزنون! وهل انشأتم محطة في مدينة الثورة ـ الصدر (مثلا ً) التي يربو سكانها على الثلاثة ملايين رغم توفر الأجواء الأمنية الملائمة والإمكانات في تلك المدينة التي ستخفف لو تمت الزخم عن باقي مناطق بغداد بل عن العراق كله!.
لدى العراقي الطيب مثل يقول الصيف أبو الفقير أما الآن فلم يعد الصيف ولا الشتاء أبوين ولا أمّين للفقراء بل تحولا الى أعداء و نقمة على الفقراء وهم غالبية العراقيين بمن فيهم ما يسمى بالطبقة الوسطى حيث ان انعدام الكهرباء في الصيف (والصيف المقبل بضمنها طبعا ً إذا بقى مسؤولونا حتى ذلك الوقت) يمنع أي نسمة هواء او تكييف في صيف العراق اللاهب كما ان انعدامه شتاء جعل أيادي الناس (إتمشـﮓ) وتنزف الدماء بسبب انعدام الماء الحار والتدفئة وان الفترة التي يتنفس فيها المواطن الصعداء والتي تشمر فيها وزارة الكهرباء عن سواعدها لتتحفنا ببضع ساعات من الطاقة هي فقط الأشهر التي يعتدل فيها الجو وهي قليلة ومنها نيسان وتشرين الثاني وهكذا فنحن ننتظر دوران السنين كي نحظى بتحسن الجو في تلك الأشهر القليلة أما أين تذهب مليارات الدولارات الممنوحة لوزارة الكهرباء فالعلم عند الله وقادتها وانها لعمري قضية معقدة مثل قضية الأموال التي توفرها بعض الوزارات نهاية كل سنة؛ أما كان الأجدى ان يستعملوا تلك الأموال في تبليط مناطق المدن المليئة بالأوحال والمحرومة من المجاري والتبليط واذا كان لدى احد الشك فليسأل عن احياء الكمالية والفضيلية والنصر والمعامل الى آخره من المناطق البائسة التي تعاد تخصيصاتها هدرا ً الى الخزينة (ولربما سجل معيدو الاموال تلك المناطق على انها مكتملة الخدمات ولا تحتاج تلك الاموال)!! لو سمع مواطن في اي من بلدان العالم حتى المتخلفة منها بتلك القصص الاسطورية الحاصلة لنا لفتح فاه مدهوشا ً على غرابة الامر ولكنه الواقع المرير الذي يسحق الجميع تحت دعاوى النضال والمصالحة ولكن غرابة هؤلاء تزداد حين يشهدون عجز السيد المالكي عن التخلص من الوزراء غير الكفوئين و يلاحظون تشبث هؤلاء بكراسيهم رغم ان ابسط قضية يساء فيها الى المواطن في أي بلد متحضر تدفع بحكومات كاملة الى الاستقالة والانزواء فهل نحاول بذلك ان نخدع العراقيين أم ماذا ؟ افتونا مرة اخرى ..
ان المسؤولين لدينا لم يعرفوا كيف يستفيدون من الانفراج في الوضع الامني وعودة الكثير من العوائل من سوريا والاردن وكذلك المهجرين داخل العراق الى ديارهم فأخذوا يدفعون بهم بسوء الخدمات الى التفكير بالهجرة مرة أخرى في تصرف غريب يعبر عن مدى الجهل السياسي وانعدام المسؤولية ..
و لا نقول أكثر من هذا ..



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!
- تفجيرات الحلة تتحمل مسؤوليتها الجهات الادارية والامنية في ال ...
- فجرّوا حبايبنا
- بشار الاسد والحدود الاميركية المكسيكية .. (القشش) التي ستقصم ...


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق الازرقي - مهزلة الكهرباء الوطنية ..