أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مرتضى الشحتور - قوانين الدولة وقوانين السلطةالغاشمة














المزيد.....

قوانين الدولة وقوانين السلطةالغاشمة


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:04
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في اي مرحلة من الزمن وتحت أي سلطة حكم ثمة صفحات بيضاء ناصعة واخرى سوداء كالحةوحين نتذكر الماضي تتجلى حتما محاسن ومساويءايامه ،هناك عناصر ضعف وعوامل قوة تقترن برجال الفترة والطبقة الحاكمة ،مع مايترسخ من اثارالمرحلة و الامها واشجانها وامجادها ومباهجها ،نظمها اعرافها وقوانينها.
في العراق قبل الاحتلال كانت لدينا قوانين وقوانين، منها مااثبتت الايام جدارتها وعدالتها وملائمتها واهميتها وانسجامها مع واقعنا و طباعنا وثقافة مجتمعنا.في مقابل قوانين اخرى اتسمت بالقسوة والبربرية والسادية.
فقانون بتر اذن الجنود الهاربين في ظروف الحصار ،وقانون قطع الايادي والارجل من خلاف لمرتكبي جرائم السرقات ،وتطبيقات عقوبة قطع الالسن لمن يتعرض لرهط السلطة بالاتهام او النقد هي في الحقيقة نماذج صارخة لن ينساها الضمير الانساني وسيتذكرها بالادانة والشجب مقرونة بالاسى والحزن لمن تعرضوا لتلك الاجراات الوحشية.
غير اننا وفي الوقت عينه نتذكر باجلال عشرات القوانين المنصفة اذكر منهاقوانين رعاية الشهداء والجرحى والتعليم المجاني والرعاية الصحية ، التظيم الاقتصادي ،التغذية المدرسية واستقلال القضاء ثم مجموعة قوانين اجرائية جسدت هيبة الدولةداخليا وخارجيا ورسخت انبساط سلطتها على طول خارطة الوطن،حيث كنا نجد المواطن والمسؤول وكل الناس تنّفذ القوانين لحظة صدورها ،تنفذها بدون تسويف او مماطلة او تذمر،كانت القوانين تصدر لتنفذ،تصدر وتنفذ، فما تريده الدولة تمتثل له الناس ان لم يكن بارادتهم الطوعية الواعية فبالالزام القانوني.يمكننا القول ان هناك تصنيف واضح ،فقوانين السلطة وشؤون تكريس السلطة جاءت قاسيةحاسمة وحشية،لانها احتكمت الى هواجس السلطة ولضمان عدم السماح بفقدان السلطة،اما الصنف الموازي اوقوانين الدولة فقد جائت عادلة محكمة وكانت تحظى بقبول تام لانها انبثقت في اطار بناء الدولة وثقافتها القانونية المعتبرة. وكنموذج لما اسلفت ،اعرض نموذجا،يتذكره ابناء جيلي.
مرة قررت الدولة مصادرة سيارة من يرتكب أي مخالفة مرورية على الخط الدولي السريع وكان ذلك عام 1989،في اليوم التالي لاصدار القانون تم ضبط سيارة عقيد طيار متوقفة على جانب الطريق المذكور وفي حادث متزامن ٌضبطت سيارة استاذ جامعي وقد ارتكبت مخالفة مماثلة كانت تحمل لوحات فحص بعد انتهاء مهلة التسجيل.
ترى كيف كانت النتيجة هل تمكن الطيار الكبير او الاستاذ الجامعي الافلات من طائلة القانون؟كلا.
صادرت الدولة سيارة بطل القادسية وهو العقيد الطيار وصادرت سيارة الاستاذ ايضا.
ولم يتعرض أي منهما لمفوض بسيط استوقفهما ،ووضعهما في قفص مخالفة القانون .ولم ينبس احدببنت شفة معارضا او معلقا على قسوة القانون.وحيا الناس قوة الدولة وقوة القانون واكبرناعدالة التطبيق.
امس كنت اجلس قبالة الشاشة ،حيث الفضائية التي اخترت.
القناة المشكاة،انتظر مثل كل يوم ، عشنا وشفنا.
ولكن فاصلا ينقل مباشرة من شوارع العاصمة الكويت سبق ياسر العظمة اعادني الى ايام العراق المستقروالنظام المستنفر او المزدهر.
مواطن مصري مقيم في الكويت.سؤال مارايك بقانون منع التدخين في الكويت.
قرار كويس ولازم نلتزم فيه علينا واجب اخلاقي ان نحترم الارادة الاميرية.
في اللقطة الثانية ،مواطن كويتي يتلقى سؤال !هل انت مدخن و ماذا تقول في قرار منع التدخين؟ .(يبه خلاص صار قانون ولازم فيه مصلحة ولازم نلتزم).
الان عدت الى بغداد،عدت الى شلل قوانيننا قوانين الدولة وفشلنا وتمردنا على الدولة لاالسلطة.
في كل شيء ترانا اليوم مختلفين اصبحنا اليوم مخالفين.
دولة عمرها لايتجاوز قرن ومواطنها لايخالف القانون في نفس سيكارة.ولا يرمي عقب سيكارة على الرصيف.
دولة عمرها ستة الاف سنةو هي ام الحضارات قاطبة ،تمتليء بيوت اهلها بالقاذفات والصواريخ ويحتفل شعبها باطلاق نيران البنادق الرشاشة في الاعراس وفي تشييع الموتى وحتى بعد فوز فريق المحلة في مباراة شعبية.
دولة هي منبع القوانين وام العناوين الاصيلة ،ولكن بعض ابنائها لايتورعون عن قتل اخوتهم على قارعة الطرق.ونصب المتاريس واعتقال المسافرين بين المدن.
دولة تقوم على اسس ديمقراطية ولكن احزابها السياسية تحتفظ بجيوشها وميلشياتها،ومستودعات اسلحتها ومعسكرات تدريبها. وقناصيها وغرف اعدامات وفرق اعدامات ومشانق وعلى الهوية وعلى من يقع بين ايديه .
في العهد السابق كانت بعض قوانينا جائرة في العهد الجديد منحنا الفوضى شرعية جائرة.
في العهد الجديد لامسؤول قوي .ولا مواطن قوي. فقوة الفوضى سحقت الجميع ازالة هيبة الجميع وفرت لاصحاب العضلات فرصتهم .
في العهد الماضي كنا نخشى السلطة في مايخص خطوط السلطة الحمراء ولكننا كنا اقوياء بقوة القوانين التي اطرتنا جميعا ، نمتثل للقوانين لنفس الاثر الذي يرتبه القانون على الجميع.
اليوم قوانين الدولة لاتملك أي قوة ولاتحظى باحترام لائق.
اليوم تمتليء الشوارع بسيارات دخلت خلافا للقانون ومجرد حيازتها يشكل جريمة ولا احد يرصد الجريمة.
اليوم البيوت تمتليء بالاسلحة ولا احد يمارس سلطة نزع السلاح مع ان الحيازة لوحدها تمثل جريمة .
اليوم يتعرض الاستاذ الذي يتورط باعطاء التلاميذ درجات دون خط النجاح للتهديد والقتل.
ويتعرض الطبيب الذي يقول ان هذا المتقدم للتطوع اعرج او اعور او قزم للقتل اذا وثق هذه الحقيقة.ولا احد يمنح الطبيب والاستاذ اذنا،بل ويتلقون توبيخا و نصائح وربما لوما وتأنيبا (لماذا يااخي ترسّب الناس،ولماذا يااخي تكتب غير لائق).
النتيجة اننا لانمتثل للقانون ، افقدنا القوانين قيمتها.
عجيب غريب شعب ولا مواطن ولامقيم فيه يخالف النظام ولو باشعال سيكارة في محل محظور،وشعب لايهاب قوانين الدولة فيه مواطن ولا مسؤول بل وربما قام المسؤول بحرق البنك المركزي.اواخر بتوريد اسلحة فاسدة اوان ثالث سرق رواتب المحتاجين.او احتكر الوظائف في الوزارة التي كانت من حصة حزبه لابناء عشيرته.
كل شيء بلا معنى ان لم نعرف معنى ان نمتثل للقوانين..



#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرقون ويحرقون
- دولة فتح ودولة حماس
- المتطهرون بالدم الديمقرطي
- حكومة الحالمين
- لسان الحكومة
- حديث الدكتور
- معركة التصحيح هي الحل
- السلام المهزوم وشاح الالفية الثالثة
- انفال اخرى يااحفاد اتاتورك
- دماء في صبيحة العيد
- اخشوا الله في رموزنا
- قضاة العراق في دائرة الخطر
- وكنا نهبا للافكار
- الساقط لايعود
- لماذا يتغيب نوابنا
- القراءة الاخرى
- قوانين الناس
- خريف العرب
- شكل الحكومة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مرتضى الشحتور - قوانين الدولة وقوانين السلطةالغاشمة