خريف العرب

مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرائق العرب تعكس خريف العرب ، صيف رسم الخريف ،هكذا يبدو المشهد مؤلما مظلما مسّودا من غزة الى بغداد ثم الى بيروت صيف شديد السخونة ،وضجر البنادق المجنونة يقطع اوصال الامة ،في غزة كان عدد قتلى الاعزة من حماس وفتح وجرحاهم قد بلغ ثمانمئة ،اطيح بعلم الدولة المنشودة وارتفعت رايات الفصائل على مبان السلطة ،واذا كان العقيد القذافي يرى في دولة واحدة دعاها اسراطين بدلا من دولتين تعيشان سويا واحدة للفلسطينين واخرى قائمة للموسويين ،فان احداث حزيران تنبيء عن دولتين فلسطينيتين واحدة في غزة واخرى في الضفة ،كان قتال الاخوة عنيفا ضاريا لم يبق ولم يذر كنت اتطلع بذهول الى ذلك الفتى الملثم الذي طوح بعلم فلسطين ليرفع راية خضراء او صفراء لافرق.لكنها راية بديلة لاتحمل رمزية فلسطين راية تهين نضال الملايين ونضال السنين وشهداء حروب فلسطين.راية فئوية تتضائل خلفها كل العناوين العظيمة ..
وعند نهر البارد امتدت نهارات البارود وقتل الاعزة من جيش لبنان في مخيم احتضان اللاجئين ،قتل مئات ونزح الاف والقضية لاتستحق قطرة دم ،وفي العراق الجميل العراق المقتول والقتيل ،تتهاوى القباب وتقطع الرقاب وتلعب فينا البنادق المجنونة وتتسلط خناجر الحقد فمن منائر العسكريين الى مسجد الكريم طلحة الخيرات صحابي الرسول(ص) وشهيد الغدر ،وقتل للابرياء واستعداء بلا اسباب ،والبنادق الغادرة تنثر رصاصها الاثم فتصيب لب كل غيور وتدمي قلب كل شريف .وانا لله وانا اليه راجعون،؟
لهيب حزيران يرسم مأساة كبرى ويوحي بهوان مرير ،موسم للهمجية وموسم للتنديد وموسم للاستنكار ،في بيروت وفي بغداد وفي غزة في حزيران البارود ،في حزيران الماساة لاحديث الا عن المؤمرات والانقلاب المطبوخ والانقلاب الوشيك،القلق شعور يثير الريبة ومشاريع الانقلابات غير العسكرية الانقلابات الفئوية حديث الحكومات ومعارضيها،؟
تحترق الشوارع تموت الناس واهل الكراسي يبكون مثل النساء على ملك لم يحافظوا عليه او يمنحوه حقه مثل الرجال.
ولا يملكون الا التنديد لايخلو يوم من مهرجان سباق للتنديد فالجرائم شتى وحكومتنا لاتحل ولاتربط ولاتضر ولاتنفع ،وبلداننا تحترق وصبرنا يختنق ودموعنا تشتعل كذرات رمل في ماقي العيون ،؟
صورة مؤلمة وامل ضئيل ،وصبر يوشك على النفاذ وهروب متواصل نحو الجحيم ،المشهد واحد من بيروت الى بغداد الى غزة ،اوطان تنتحر وحكومات تتصارع ولاتبالي بشيء اكثر من يوم اضافي في حكم بائس ،.كأن قائلهم يقول خذوا رأسي ولا تأخذوا عني الكرسي. اننا نصنع الفشل.

#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل