أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى الشحتور - دماء في صبيحة العيد














المزيد.....

دماء في صبيحة العيد


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 07:31
المحور: الادب والفن
    


كل عام وانتم بخير ،اقول وايامكم سعيدة،وقد قلناها كثيرا ونثرناها بعيدا ،لمحن نحب ولمن نهوى لاسرنا واصدقائنا ومعارفنا ومن صادفنا من واصلنا ومن اتصلنا به.
وكان لنا شأن اخراستجد مؤخرا ليترسخ هذا العيد ، دخل ضمن مراسم العيد سيل من رسائل الموبايل ،واردة ومستلمه معلقة وقيد التسليم ، رسائل استقبلنا وتحتاج ومن باب اللياقة الى الرد الفوري و المناسب ،ورسائل ارسلنا ،ولم يكن ذلك كافيا بعضنا لم يقتنع بالرسائل الالكترونية ،ذلك انها لاتبدو بنفس حميمية علاقاتنا ان علاقاتنا العادية لاتتماشى مع علاقاتنا الالكترونية ،وحسنا ان محطات الوقود تجاوزت جحودها ،لتقطع علينا الاسباب ،لقد كان لدينا الوقت والوقود وفسحة امن لم ترق لاولاد الذين ... والذين...،وتطرزت ساحة عدن بدم طهور لاطفال الكاظمية وقد قتلوا فرحة عشرات الاسر وحسبنا الله؟
كانت العطلة امتدت بما اسعفنا في تلبية اهتماماتنا ،تجاه الاصدقاء والاقارب والخلان.
ولكن ذلك لم ينهي كل المشاكل فقدعجزت شبكة الاثير عن مواكبة زخم السيل وظلت الاف الرسائل معلقة .كان العيد مناسبة جميلة التقطنا فيها الانفاس ذلك اننا تفرغنا لعلاقاتنا ولاسرنا وللشؤوننا الذاتيه التي توارت خلف صخب الاحداث و اهملناها بسبب الاحداث ؟
اقول ايامكم سعيدة وعيدكم مبارك .
في مجلس من مجالس العيد حدثني شيخ وقور عن مقبرة السعادة.
قال بينما كان العبد الصالح (جبر) يبحث في ديار الله الواسعة عن عمل ينقذه من العوز والفقر اذ وجد نفسه في مقبرة تمتد طويلا ،كانت شواخص قبورها كبيرة ، وكان كلما راى قبرا يقرا اسم صاحبه بذات الفضول الذي يجتاحنا ونحن نزور المقابر ايام الاعياد نعالج اسانا لفقد احبتنا.
عجب جبر حين تعرف لاعمار الموتى كانت متقاربة الى حد بعيد ،وكانت قصيرة جدا كذلك ،شغله الموضوع ثم توجه الى القائم على الجبانة مسفسرا؟.
قال ان امركم عجيب وهذه القبور تنبأعن امر غريب. فحجم القبور يدل على انها لموتى استوفوا حقهم من الحياة .غير ان اعمارهم تشير الى انهم جميعا لم يحفلوابطيب الحياةالا عشرات الايام لاالاشهر اوالسنين.!
رد صاحب الجبانة على محدثه ، لقدقلت الصواب ايها العبد. نعم هذه المقبرة تضم ابائنا وامهاتنا نحن اهل هذا البلد الشقي،وقد كان لنا مع الزمان شأن لم يخف على بلد من البلدان،دهر من الخراب والعذاب والموت المجان ،فتداول اهلنا السابقون قضية وجودنا وحجم البلاء الذي يصيبنا.ثم انتهينا الى رأي مفاده، ان عمر الانسان هو مقدار ايامه السعيدة اما ايام العوزوالمصائب والهوان،الطويلة والمهينة فهي سيئة ثقيلة على القلب والوجدان نسأل الله ان لايمر بها انسان ،ولقد اتخذنا من الايام السعيدة وحسب! ايام تستحق التسجيل وان مامن احد من قومنا تجاوز عدد الايام السعيدة طيلة عمره ماوجدته عند واجهة قبرة .
ان لحظات الحياة تساوي فقط تلك الايام السعيدة ،فوالدي عّمر تسعون عاما ولكن ايامه السعيدة لم تتجاوز ليلة عرسه وميلاده وايام اخرى قليلة لم تبلغ التسعين يوما ،اضاف وكان والدي سيد القوم فما بالك بالاخرين.
اطرق جبر القادم الى هذه البلاد بحثا عن السعادة ،وجلس الى جانب صاحب الجبانة قائلا اما انا فانني صنوكم و ابن بلدكم واخيكم ومن عشيرتكم.ولقد جئتكم لادفن بينكم .اوصيك ان تضع على واجهة قبري،رسمي وبيان مقدار عمري،قال اكتب.هذا قبر جبر وعمره صفر من المهد الى القبر.
ايامكم سعيدة وكل عام وانتم بخير..



#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخشوا الله في رموزنا
- قضاة العراق في دائرة الخطر
- وكنا نهبا للافكار
- الساقط لايعود
- لماذا يتغيب نوابنا
- القراءة الاخرى
- قوانين الناس
- خريف العرب
- شكل الحكومة


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى الشحتور - دماء في صبيحة العيد