أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الديناصورات: عمالقة بتاغونيا: رسوم متحركة تحفِّز الخيال والرؤية الأسطورية














المزيد.....

الديناصورات: عمالقة بتاغونيا: رسوم متحركة تحفِّز الخيال والرؤية الأسطورية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


لا يزال الإقبال شديداً على الفيلم الوثائقي " الديناصورات: عمالقة بتاغونيا " للمخرج الكندي مارك فافارد حيث تنفرد بعرضه سينما " BFI IMAX " الواقعة في " الساوث بانك "، والمحاذية لمحطة " ووترلو " في لندن. ومنذ العرض الأول للفيلم في 29 يونيو " حزيران " الماضي وحتى الآن يصعب أن تجد مقعداً فارغاً في هذه الصالة، ذات الابعاد الثلاثة D3، وهي تحتضن جمهوراً متنوع الأعمار وإن كان الأطفال يشكلون الأغلبية العظمى على إعتبار أن الفيلم الوثائقي ينتمي الى جنس " الرسوم المحتركة ". ولأن الفيلم لا يقتصر على الرسوم المتحركة حسب، وإنما يمتد الى السرد الوثائقي الذي نسمعة بصوت الممثل الكندي المعروف دونالد سذرلاند تارة، وبصوت عالم البنتلوجيا الكندي رودولفو كوريا تارة أخرى. كما أن قصة الفيلم تستند الى جوانب معرفية وتربوية واضحة إرتأى المخرج أن يطعِّمها بأبعاد مثيولوجية تحفِّز الخيال، وتشظِّيه الى أقصى مدياته. لا يكرِّس مخرج الفيلم مارك فافارد وقتاً طويلاً للمقدمة أو التمهيد، ربما لأن مدة الفيلم قصيرة، ولا تجتز الأربعين دقيقة. وربما أراد أن يُدخل المتلقي في قلب الحدث، ويمضي به الى جوهر القصة السينمائية التي يعالجها. فبعد المسح الجغرافي الأول الذي تصوره كاميرا سينمائية تعتمد على تقنية عين الطائر، مثبتة على متن طائرة مروحية، نلج الى الثيمة الأساسية للفيلم التي تركز على نوعين من الديناصورات العملاقة، وهما: الأرجنتيناصور، وهو أضخم المخلوقات البرية التي شهدتها الأرض منذ بدء الخليقة وحتى الآن، ويعتاش على النباتات، والجايغانتاصور، الذي يزن ثمانية أطنان، وهو من أكلة اللحوم. ومن خلال تناوب العملية السردية بين عالم المستحاثات الحيوانية والنباتية رودولفو كوريا، وصوت سذرلاند نفهم أن الإنطلاقة الزمنية التي وصل إليها العالم رودولفو تمتد الى " 65 " مليون سنة، وربما تذهب التوقعات أحياناً الى " 100 " مليون سنة. غير أن الكرة الأرضية تشهد، على ما يبدو بين أوان وآخر، كوارث طبيعية، وأخرى من صنع البشر، مثل الزلال والبراكين، وإصطدام مذَنبات كبيرة بالأرض، تفضي في نهاية المطاف الى القضاء على كل أشكال الحياة الحيوانية والنباتية. غير أن البراكين نفسها تحافظ على الهياكل العظمية للكائنات الحية بمجملها، وتفتح الطريق لاحقاً للمنقبين والباحثين والعلماء لدراسة الآثار والهياكل المندثرة التي مرَّت عليها ملايين السنين. تقوم فكرة الفليم الأساسية على الأبحاث والدراسات والرحلات الميدانية التي يقوم بها العالم البنتيولوجي الأرجنتيني رودلفو الذي يجوب في المناطق النائية من إقليم " بتاغونيا " وهذا الإقليم للمناسبة، هو الإقليم الذي إكتشفه الرحّالة ماجلان في واحدة من رحلاته الإستكشافية. وقد نجح المخرج وكاتب السيناريو فافارد في تصوير الأمكنة المعقدة جغرافياً، والتي يمكن لها أن تضم حيوانات ضخمة مثل الأرجنتيناصور والجايغانتوصور وغيرها من الطيور العملاقة التي تحلق فوق الجبال الوعرة، والوهاد العميقة، والجزر الصخرية الناتئة التي تتوزع في الخلجان والألسن المائية المفضية الى المحيط الهائل. ثمة مفارقة لعب عليها المخرج حينما قدّم بيوض الديناصورات التي تفقِّس وتخرج من قشرتها الخارجية بأحجام صغيرة لافتة للإنتباه لا تتناسب من الحجوم العملاقة لديناصورات بتاغونيا، مدار بحثنا ودراستنا. وعلى الرغم من أهمية الإستعادة الذهنية التي تمت بواسطة الكومبيوتر، والذي رسم لنا بدقة نسبية معقولة معالم هذه الحيوانات التي تبدو وكأنها أسطورية أو خرافية، إلا أن عملية البحث المتواصلة التي يقوم بها العالم البنتيولوجي الذي تساعده إبنته إضافة الى شخصين آخرين متخصصين في إستحاثة المتحجرات، تنطوي هي الأخرى على جوانب علمية شيِّقة تحفِّز المشاهد على الإصغاء والإستمتاع بالمعلومة التاريخية عن هذا النمط من الحيوانات الغريبة التي كانت ستعيش معنا لولا الكوارث التي حلّت بالكرة الأرضية. لم يكتف المخرج بالإشارة الى البراكين أو سقوط المذنبات، وإنما أضفى على الفيلم بُعداً خيالياً حينما وضع الجمهور أمام إحتمالية سقوط الزذاذ النووي، أو سخام كواراث أخرى مقاربة لكارثة القنبلة النووية التي تقضي على الحيوانات والنباتات. تكمن جماليات هذا الفيلم أيضاً في طريقة العرض بآلية الأبعاد الثلاثة التي تجعل المتلقي في قلب الحدث، وفي منتصف الصورة، ولذلك كان الأطفال، وحتى بعض الكبار، ينحرفون يميناً أو شمالاً تفادياً من سقوط أقدام الديناصورات الضخمة على رؤوسهم. بعض الأطفال كانوا يحاولون عبثاً أن يمسكوا ببعض الطيور والأسماك التي تتجه صوبهم ثم تبتعد بطريقة سريعة وخاطفة. لا أدري لماذا لم يلتفت المخرج الى أهمية وجود الإنسان في هذا الفيلم خصوصاً وأن إقليم بتاغونيا الواقع في الأرجنتين وجزء من البيرو، كان يضم بحسب الأساطير التي دوَّنها الكُتاب الأوروبيون أناساً عمالقة أيضاً تتراوح أطوالهم بين " 12 " و " 15 " قدماً، وقيل بأن قاماتهم متناسقة، وشعورهم حمراء، وأنهم كانوا يعتقدون أن البعثات الإستكشافية التي وصلت إليهم في القرن الخامس عشر إنما هم أناس هابطون من السماء! تبدو بعض اللقطات أو المشاهد غير منطقية ومنها أن بعض الديناصورات الصغيرة كانت تهاجم الديناصورات العملاقة، وحينما تحاول عضها من قوائمها الخلفية كانت الأخيرة تركلها بشدة لدرجة أن تطرحها أرضاً. غير أن هذه الهنات البسيطة كانت بمثابة الأعشاب الضارة في غابة مكتظة مترامية الأطراف. لقد نجح المخرج فافارد في أن يعمم الفيلم على مختلف الأعمار لما فيه من عناصر معرفية وجمالية وفنية. وجدير ذكره أن مارك فافارد قد درس السينما والمسرح في جامعة لافال في مدينة كيوبيك. كما عمل في التلفزيون لمدة 12 سنة. وقد ركز في السنوات الخمس الأخيرة على الإخراج وكتابة السيناريو. أنجز فافارد حتى الآن ثلاثة أفلام وهي " هجوم الأدرينالين: علم المغامرة " و " الفايكنغ: رحلة الى العوالم الجديدة "، و " الديناصورات: عمالقة بتاغونيا " وقد إعتمد في أفلامه الثلاثة على المزج بين المتعة والإثارة الممزوجة بشيء من الرعب.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرية نزار قباني تحت مجهر صلاح نيازي: لماذا أحسَّ نزار بالشي ...
- كيت بلانشيت . .السمكة الصغيرة التي سقطت في نافذة العنكبوت
- غمامة زها حديد تهبط على ضفة التيمز
- مارك والنغر يفوز بجائزة تيرنر الفنية: عمل يجمع بين المفردة ا ...
- - متاهة بان - للمخرج المكسيكي ديل تورو: تحفة بَصَرية تؤرخ لن ...
- - مئذنة الشعر -. . قراءات نقدية في التجربة الشعرية لباسم فرا ...
- الروائي مجيد خضر الهماشي يستجير من الرمضار بالنار، ويتخذ من ...
- الفنان التونسي لطفي عبدلي: الوسامة وحدها لا تكفي لخلق الجاذب ...
- في شريطه القصير - البغدادي - لميثم رضا: عراقي وبريطانية يتقا ...
- قراءة في الأداء التعبيري لنيكول كدمان في - الموت من أجل . . ...
- حدود الفنتزة في فيلم - لص بغداد -
- المخرج رونالد إيميريش يوحِّد قوى الأرض ضد طواغيت السماء
- المخرج الأمريكي ويْس كرافِن يستوحي - موسيقى القلب - من - عجا ...
- أمجد ناصر وشروط الإستجابة لقصيدة النثر الأوروبية الخالصة
- - غصن مطعّم بشجرة غريبة - مختبر للمقارنة بين ثقافتين وبيئتين
- آن إنرايت . . . ثالث روائية آيرلندية تختطف جائزة البوكر للرو ...
- بيكاسو الرسام الأكثر عرضة للسرقة في العالم
- في معرض كاووش الأخير: نساء فاتنات، وكائنات مُجنَّحة، وأُغنيا ...
- ظلال الليل لناصر بختي: جنيف تُقصي المهاجرين، وتنفي أبناءَها ...
- في مسرحية - ديمقراطية ونص - لأحلام عرب: الرئيس آخر مَنْ يعلم ...


المزيد.....




- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الديناصورات: عمالقة بتاغونيا: رسوم متحركة تحفِّز الخيال والرؤية الأسطورية