أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان التونسي لطفي عبدلي: الوسامة وحدها لا تكفي لخلق الجاذبية ما لم تقترن بالموهبة وحسن الأداء















المزيد.....

الفنان التونسي لطفي عبدلي: الوسامة وحدها لا تكفي لخلق الجاذبية ما لم تقترن بالموهبة وحسن الأداء


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 08:12
المحور: الادب والفن
    


من البريك دانص الى الباليه
بدأ لطفي عبدلي حياته الفنية راقصاً، إذ أتقنَ منذ وقت مبكر أنواعاً عديدة من الرقص مثل " البريك دانص " و " الستريت دانص " ثم انتقل نقلة نوعية الى الباليه أو " الكلاسيك دانص" وبموازاة هذا النوع الراقي من الرقص أتقن لطفي " الموديرن دانص " أيضاً لينتقل الى مرحلة الإحتراف حيث يمكن للمتلقي الذي يشاهده وهو يرقص أن يستمتع بأدائه التعبيري أو الإيمائي. وليس هذا بمستغرب على راقص فنان تدرّب في كونسيرفاتوار تونس مع آنا ماري سلامي، وأمضى سنواتٍ طوالاً في مسرح البالية التونسي الذي يقوده محمد إدريس، والباليه الوطنية التونسية التي يديرها نوئيل إسكندراني. صمم لطفي بوصفه " كوريوغرافاً " العديد من الرقصات، كما نفذّ رقصات عديدة صممها " كوريوغرافيون " آخرون له. ورداً على سؤالنا الذي تمحور حول أهمية الرقص الإحترافي ودوره في " آخر فيلم " للمخرج نوري بوزيد أجاب قائلاً: " شكَّلت الرقصات المشاهد الإفتتاحية للفيلم وكانت أغلبها بريك دانص وستريت دانص أداها أكثر من شخص أبرزهم أنا، لكن الراقصين جميعاً كانوا مطاردين من قبل الشرطة التي لا تحبذ هذه التجمعات والحشود في الأزقة والشوارع. وتأتي أهمية الرقصات لكونها مستوردة من الخارج في نظر الشرطة في الأقل، كما أنها تنطوي على نوع من التمرد على الثوابت التراثية والإجتماعية التي يفترض أن تكون راسخة في المجتمع التونسي. " ثم أردف لطفي قائلاً: " لقد تعلمت الرقص مذ كان عمري 15 سنة تقريباً، لكني سرعان ما تخليت عن رقص " الشوارع " بأنماطه المعروفة وتحولت الى الباليه، وفزت بالبطولة في أحدى المسابقات نتيجة للتقنيات المعقدة التي كنت أجيدها تماماً." ولأن الرقص التعبيري له علاقة حميمة بالمسرح فقد إنغمس لطفي في عدد غير قليل من الأعمال المسرحية ويكفي أن نشير هنا الى أبرز المخرجين الذين عمل معهم أمثال رجا بن عمار، فاضل الجعايبي، فاضل جزيري، محمد إدريس، إلياس بكار، نجيب بلقاضي، توفيق العايب، كما كانت تربطه علاقة ثقافية وفنية بالمخرج عزالدين قنون. وقد كانت أبرز المسارح التونسية حاضنة لأعماله المسرحية التي إشترك فيها سواء بأدوار رئيسية أو ثانوية مثل مسرح فو أو المسرح الوطني.
التألق في الأدوار السينمائية
لم يترك لطفي أية قناة للتواصل مع الجمهور التونسي إلا ومرّ بها فقد عمل في التلفزيون التونسي لعدد من السنوات، غير أن السينما كانت شغله الشاغل، وهمه الرئيس. فحينما سألته عن عدد الأفلام التي إشترك فيها أجاب " لقد إشتركت في ثمانية أفلام طويلة من بينها " حُب محرَّم " لنضال شطّا، " عرائس الطين " للنوري بوزيد، " دار الناس " لمحمد دمّق، " أحباء النيل " لأريك هويمان، " الشمس تحترق " لعبد الكريم بهلول،" باب العرش " لمختار لعجيمي،و " آخر فيلم " للنوري بوزيد أيضاً. وقد حقق هذا الأخير شهرة كبيرة ليس بسبب الجوائز الكثيرة التي حصدها، وإنما بسبب خطورة ثيمته، وحساسية الموضوعات التي طرحها، وطريقة المعالجة الفنية التي تفادت التجريح أو النقد اللاذع الذي يستفز المسلمين. فالفيلم، جملة وتفصيلاً، يحترم القرآن الكريم، ويبجل الديانة الإسلامية، لكنه يحاور أصحاب الشأن والمصلحة بعمق شديد." وعطفاً على الجوائز التي حصدها الفيلم أضاف لطفي قائلاً: " لقد نال هذا الفيلم ثلاثة جوائز مهمة وهي " التانيت الذهبي " لأحسن شريط طويل في أيام قرطاج السينمائية عام 2006. كما فزت أنا بجائزة أحسن ممثل عن دوري في هذا الفيلم، كما فاز أيضاً بجائزة أحسن توليف في الدورة العشرين لمهرجان السينما والتلفزة الأفريقي في واغادوغو. كما فزت أنا بأربع جوائز أخرى وهي جائزة أفضل ممثل في مهرجان فسباكو في بوركينو فاسو 2007، وتنويه خاص من المهرجان العالمي للسينما المتوسطية في تطوان 2007، وجائزة أفضل ممثل في فيلم روائي طويل من مهرجان تربيكا 2007، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان تورمينا السينمائي 2007. وفي الإطار ذاته فزت بجائزة أفضل فنان كوميدي في مهرجان الحب في مونس عام 2007 والذي أعتبره عام الجوائز بإمتياز ". وفي إطار الأفلام الروائية القصيرة يمتلك لطفي رصيداً لا بأس به قياساً بعمره الحقيقي " 36 عاماً " أو الفني الذي قارب العقدين تقريباً إذ اشترك بستة أفلام روائية قصيرة من بينها " أنا أرفض " للطفي عاشور، و " المصعد " لإبراهيم لطيّف، و " موعد " لسارة بن عبد الله، كما عمل مع مخرجين آخرين أمثال إيمان سماوي وطيب جلول ولسعد دخيل. كما إشترك لطفي في ستة أفلام تلفزيونية من بينها " فتاة الكشك " لخالد بصراوي وأفلام أخرى أنجزها عبد اللطيف بن عمار، وصلاح الدين أسيد، وعزالدين حرباوي، وعبد الرزاق حمامي. ربما جاءت شهرة لطفي عبدلي متأخرة بعض الشيء على الرغم من رصيده الكبير في السينما والتلفزيون والمسرح وعروضه الراقصة في الباليه أو الموديرن دانص، إلا أن هذا المجئ المتأخر كان في مصلتحه إذ تزامنت الشهرة مع نضجه الفني بعد تجربة طويلة في مضمار الفنون المرئية.
جاذبية الأداء والحضور
سألناه أيضاً عن السر الكامن وراء جاذبيته الشخصية اللافتة للنظر فأجاب: " الكاريزما هي من عند الله سبحانه وتعالى. فهو الذي يحبب الناس فيَّ أو في أية شخصية فنية أخرى. إضافة الى الموهبة التي أتحلى بها. فهناك دائماً ممثلون وسيمون، لكن الجمال أو الوسامة وحدها لا تكفي لخلق الجاذبية التي تتحدث عنها ما لم تقترن بالموهبة وحسن الأداء، وقوة التعبير لدى الشخصية.". يبدو أن لطفي عبدلي له لمسات خاصة في أي فيلم يشارك فيه، وربما يتدخل في السيناريو المكتوب سلفاً، ويضيف إليه شيئاً من لمساته الخاصة في بناء الشخصية التي يؤديها على الأقل. وعندما سألناه عن حدود هذه الإضافات في " آخر فيلم " أجاب: " مشكلتي أنني لا أكتفِ بما هو مكتوب في السيناريو، وأضيف غالباً بعض الأشياء الجوهرية التي تقنع السينارست والمخرج معاً كما حصل في " آخر فيلم ". واحدة من خصال أو ميزات النوري بوزيد أنه يشتغل مع أي ممثل مرة واحدة فقط، لكنني " ربما بسبب الكاريزما التي تحدث عنها " أسعفني الحظ لأن أشتغل معه مرتين، الأولى في " عرائس الطين " والثانية في " آخر فيلم ". يعرف بوزيد جيداً أنني لا أكتفِ بالنص المكتوب، ولذلك فهو ينتظر مني أن أضيف شيئاً ما للسيناريو بعد أن أقرأه بتأمل وعناية كبيرة. كما أنه يدرك جيداً بأنني ابن الجيل الذي أمثله، وأفهمه أكثر من الناس الذين هم أكبر أو أصغر مني سناً. بمعنىً ما أنا الإبن الشرعي لهذا الجيل، وأعرف همومه ومشكلاته وطموحاته وتطلعاته، وأنا أعيش في الشارع الذي يجمعهم " وكأنه لا مكان آخر غير الشارع يلّمهم " لذلك تأتي الإضافة في محلها، وربما تسد فراغاً كبيراً يعرف بوزيد مدى خطورته إن ظل بعيداً عن هذه الإضافات أو مُجرداً عنها.". وفي لقاء جانبي على هامش المهرجان أسرّ لي النوري بوزيد بأن لطفي عبدلي قد كتب كلمات الأغنية ولحّنها أيضاً، وهي جزء حيوي من الإضافات الجوهرية التي نتحدث عنها. حملت هذه المعلومة التي سرَّبها إلي المخرج وسألته عن فحواها والطريقة المؤثرة في أدائها أمام المدى المفتوح للبحر فقال: " إقترحت للنوري بوزيد أن أكتب كلمات الأغنية، وأن ألحنها، وأؤديها أيضاً، فأنا كما أشرت سابقاً مؤدٍ وكاتب كلمات، وحينما سمعني بوزيد وافق في الحال. وأنا أعتبر هذه الأغنية من أهم المشاهد التي مست مشاعر الناس لأنني غنيتها بألم وحزن شديدين، وليس كما يغنيها أي مطرب آخر. لم يكن أمامي سوى أن أغني بهذه الطريقة الموجعة، وهذا ما يفعله أي إنسان صادق حينما يُفجع. ويبدو أن هذا الإحساس قد لامس مشاعر الكثير من المشاهدين. "
المفاجأة لعبة المخرج
احتفت الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام بـ" آخر فيلم " وبمخرجه النوري بوزيد الذي كان فيلم الإفتتاح من نصيبه. وبعد عرض الفيلم جرى حوار شبه مطول عن الموضوعات التي عالجها المخرج في فيلمه المثير للجدل. ولعل من المناسب أن نلتقط الملاحظة الأكثر أهمية في هذا الحوار حيث قال بوزيد " إن بطل الفيلم لطفي عبدلي لم يكن يعرف النصف الثاني من السيناريو وقد تعمدت في ذلك لكي أوفر له عنصر المفاجأة والدهشة. وإنطلاقاً من المفاجأة المخبأة سألنا لطفي إن كان هذا الإجراء مجرد لعبة مخرج أم لا؟ فأجاب: " أن البناء الدرامي في أي فيلم جيد لا بد أن يعتمد على لعبة فنية ما. وأعتقد أن أي مخرج لا يستطع أن يكون ناجحاً ما لم يعتمد على لعبة في البناء، أو صياغة الشخصية وتركبيها. وأنا لا تقلقني هذه اللعبة، ولكنها توفر لي المفاجأة على الرغم من أن عدم معرفة سياق الأحداث ونهايتها هو أمر مزعج. وأظن أن هذه الُلعَب الفنية الكثيرة لدى بوزيد هي التي تجعل منه مخرجاً ومثيراً وجذاباً في الوقت ذاته.". أثار " آخر فيلم " قضايا جدلية تظل قائمة وملتهبة لأنها مستقاة من الواقع الذي تهدف معالجته أو التعاطي معه في الأقل. ففي هذا الفيلم يتحول " بهتة " أو لطفي عبدلي من راقص بريك دانص الى إنسان يؤمن الى حد ما ببعض القناعات السلفية، وكاد أن يتحول الى مشروع إرهابي لولا أنه انتبه الى نفسه، وراجع قناعاته الفكرية، وقرر أن ينهي حياته بعد مطاردة مريرة. عن هذه النهاية المأساوية قال لطفي: " إن نهاية الفيلم كانت مفجعة ومأساوية، وقد تعاطف معها الجمهور كثيراً، لأن البطل لم يمت كإرهابي على الرغم من كل الظروف الإشكالية الخطيرة التي أحاطت به. لقد رفض هذا الشاب أن يقتل الناس البريئين، لذلك قرر أن يقتل نفسه، ويموت وحيداً من دون أن يسبب ضرراً للآخرين، آخذين بنظر الإعتبار الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها عائلته، وحبيبته، والناس المحيطين به.". تساءل النقاد والمشاهدون عن سبب تفجير البطل نفسه في ميناء " رادس " تحديداً. وكان بودهم أن يعرفوا الدلالة الكامنة وراء هذا المكان، خصوصاً وأن إحدى الكونتينرات كان مكتوباً عليها كلمة " رأسمالية ". حملنا هذه التساؤلات ووضعناها أمام لطفي عبدلي فأجاب: " لقد فجّر البطل نفسه في هذا الميناء لأسباب متعددة، من بينها أنه المكان الوحيد الذي كان سيخرج منه، ويهاجر الى أوروبا لتحقيق أحلامه وطموحاته الوردية. كما أن تفجير نفسه في هذا المكان الذي يشبه المتاهة يوحي بحجم الضغوطات النفسية الكبيرة على ذهنه بحيث إختار الموت وحيداً ومنعزلاً حتى لا يلحق الضرر بالآخرين. وهناك إحتمالات متروكة لمخيلة المشاهد في تأويل شكل الكونتينرات ودهاليزها والكلمات المكتوبة هنا وهناك وهي كلها لا تخلُ من دلالة.".
غيور على الإسلام
وقبل أن ننتقل الى الأسئلة الأخرى التي ربما تدور في أذهان القراء سألنا لطفي إن كان دوره في " آخر فليم " سيجلب له بعض المنغصات لأنه تقمصَ الشخصية الدينية السلفية فأجاب: " أنا بطبيعتي الشخصية مُحب وغيور جداً على ديني، ولا أريد الإساءة له، أو تشويه صورته " لا سمح الله " كما أنني لا أريد أن أروّج عنه مفاهيم خاطئة ليست موجودة فيه، لذلك طلبت من النوري بوزيد أن يوضح لي بعض النقاط، ويشرح بعض المواقف الملتبسة، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي. فالإرهاب موجود في الديانات كلها، مثلما هو موجود لدى شعوب الأرض بأسرها، وهو ليس مقتصراً على العالمين العربي والإسلامي. أنا فخور بأنني مسلم، وأشعر أنني من المحظوظين على وجه الكرة الأرضية كوني أنتمي الى هذه الديانة السمحاء. وأن إحساسي كمسلم يتجاوز الفيلم وحتى مسيرتي الفنية التي أعتبرها " تافهة " أمام هذا الموضوع الكبير.".
"حب محرّم " أحَّب الأدوار إليه
ولكي نحيط القارئ علماً بأهم أدوار لطفي عبدلي أو على الأقل الأدوار المحببة الى نفسه سألناه فكان ردّه الآتي: " أحببت كل الأدوار التي مثلتها، ومع ذلك فقد أحببت دوري في فيلم " حب محرَّم " حيث وقفت أمام الكاميرا السينمائية مثل كائن بريء. كما كان الدور صعباً حيث كان الرصاص ينهمر في أحد المشاهد بالقرب مني، لذلك سأظل أتذكر هذا الفيلم. لقد أخذت أدواري أشياء كثيرة مني، كما منحتني الشيء الكثير أيضاً. وربما من المناسب أن أذكر بأن دوري في " آخر فيلم " قد منحني هذه الشهرة الواسعة كما أغدق عليَّ بالجوائز والتنويهات من مهرجانات عالمية عدة. أشعر أن دوري في " آخر فيلم " ليس دوراً مقرراً في فيلم روائي طويل، وإنما هو دور أعيشه في الواقع اليومي، وهو يمثل بصدق حياة الشباب التوانسة أو المغاربة عموماً." وعطفاً على أهمية هذا الدور في " آخر فيلم " حاولنا إستجلاء السبب الكامن وراء نجاحه منقطع النظير في هذا الفيلم فقال: " إن طاقات الممثل تتراكم، وتتطور، وتتصاعد مع مرور الأيام. وهذا ما حصل لي في الأقل، لأن تجربتي قبل ثلاث سنوات تختلف كثيراً عما هي عليه الآن. هناك مخرجون يفجرون طاقات الممثل، ويعرفون جيداً ما الذي يحتاجونه لشخصيات أفلامهم." وربما يتساءل القراء عن سبب إغفال هذه الموهبة الفنية للطفي عبدلي، ولماذا تفادها النقاد العرب كل هذه السنوات الطوال؟ وهل أن " آخر فيلم " سيفتح له المسار الصحيح في الصحافة والإعلام العربيين. أجاب لطفي قائلاً: " لقد إشتركت في أفلام أخرى مهمة، ومن بينها فيلم " عرائس الطين " للنوري بوزيد نفسه، لكنني، مع الأسف، لم آخذ حقي من النقد والترويج، وكان دوري مهماً في الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً على صعيد الثيمة والإخراج، لكن أحداً لم ينتبه لدوري فيه بالطريقة التي أستحقها. ومع ذلك فأنا سعيد بأن النقاد والصحفيين والمتابعين للشأن السينمائي قد عرفوني بعد أن وصلت الى هذه المرحلة من النضج.". أما عن صدى أدواره في بعض الأفلام الإنكليزية والأمريكية والفرنسية والإيطالية فقال: " كان صدى هذه الأفلام جيداً، وهي تجربة مهمة بالنسبة لي، لكنني أعترف بأن دوري في " آخر فيلم " قد تجاوز كل الأدوار التي مثلتها في حياتي لحد الآن، والدليل أن المشاهدين ومحبي السينما قد انبهروا به في كل البلدان التي عرضت هذا الفيلم. وقد كوفئت بخمس جوائز عالمية حتى الآن في قرطاج وتربيكا ومونس وفسباكو وتورمينا، وهذا اعتراف كبير بحد ذاته."
القاهرة تفتح ذراعيها
ولكي ننقل له الحقيقة من خلال المداعبة فإن الممثلين المصرين المحبوبين شريف منير " الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم " قص ولزق " في مهرجان الفيلم العربي ذاته " وفتحي عبد الوهاب قالا " بأن ممثلاً مثل لطفي عبدلي يجب أن يأتي الى مصر لرعاية موهبته الفنية، وإتاحة الفرصة الواسعة أمامه " وكانوا جادين في هذه الأطاريح والنيات الطيبة. أما رد لطفي فجاء كالآتي: " يشرفني جداً لو أن المخرحين المصريين يطلبون مني أن أشاركهم في أي من الأفلام المصرية القيمة، ولكنني لا أفضل الذهاب الى مصر من تلقاء نفسي، ومن دون دعوة من مخرج ما يحتاجني لأن أشترك في فيلمه. لقد تعاملت مع مخرجين إنكليز وإيطاليين وفرنسيين فلماذا لا أتعامل مع مخرجين مصريين أو من بقية البلدان العربية؟ السينما ليست لها حدود، والفن لا يعرف الحواجز. أنا أرحب بهذه الدعوة الكريمة لو أنها صدرت من أي مخرج مصري جاد. كما أشكر الصديقين شريف وفتحي على مشاعرهما الحقيقية.".
الجدران الفاصلة
أما مسك الختام فكان يتعلق بطريقة الأداء الفني للطفي عبدلي، وفيما إذا كان ينتمي الى مدرسة فنية بعينها فأجاب: " أرفض أن أضع نفسي ضمن مدرسة فنية محددة. ولدي شعور داخلي بأنني أنتمي الى الشعب، وأحب أن أمثل أدوار الناس الحقيقيين الذين ينتمون الى الشارع التونسي أو العربي عموماً. ليس عيباً أن ينتمي الفنان الى تيار محدد، لكنني أفضل أن أنتمي الى هذه الحياة الواسعة. ربما هناك أدوار تتطلب تقنيات عالية ومبهرة قد تنال إعجاب المشاهدين، وربما تنتمي الى مدارس فنية معروفة في الأداء مثل مدارس بريشت وآرتو وغروتوفسكي، لكنني لا أريد أن أضع جداراً فاصلاً بيني وبين المتلقي العادي الذي لا يفضل الأشياء الغامضة، لذلك تجد أن مجمل أدواري تنطلق من الحياة اليومية للناس، وتخاطبهم بلغتهم، وتعالج همومهم بالطريقة التي أراها مقنعة ومنطقية بالنسبة لي أولاً بوصفي واحداً من الجميع، وليس الكائن الأوحد الذي يعيش في برج عاجي منعزل."



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في شريطه القصير - البغدادي - لميثم رضا: عراقي وبريطانية يتقا ...
- قراءة في الأداء التعبيري لنيكول كدمان في - الموت من أجل . . ...
- حدود الفنتزة في فيلم - لص بغداد -
- المخرج رونالد إيميريش يوحِّد قوى الأرض ضد طواغيت السماء
- المخرج الأمريكي ويْس كرافِن يستوحي - موسيقى القلب - من - عجا ...
- أمجد ناصر وشروط الإستجابة لقصيدة النثر الأوروبية الخالصة
- - غصن مطعّم بشجرة غريبة - مختبر للمقارنة بين ثقافتين وبيئتين
- آن إنرايت . . . ثالث روائية آيرلندية تختطف جائزة البوكر للرو ...
- بيكاسو الرسام الأكثر عرضة للسرقة في العالم
- في معرض كاووش الأخير: نساء فاتنات، وكائنات مُجنَّحة، وأُغنيا ...
- ظلال الليل لناصر بختي: جنيف تُقصي المهاجرين، وتنفي أبناءَها ...
- في مسرحية - ديمقراطية ونص - لأحلام عرب: الرئيس آخر مَنْ يعلم ...
- بعيداً عن بغداد كتاب جديد للفوتوغراف العراقي قتيبة الجنابي
- الفنان جمال بغدادي: أشبِّه الأصوات الجميلة بالورود، ولكل ورد ...
- الفنان جمال بغدادي: أشبِّه الأصوات الجميلة بالورود
- الروائي برهان الخطيب ل - الحوار المتمدن -: لم أخرج بعيدا عن ...
- الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- في - عرس الذيب - لجيلاني السعدني: تنجو الذئاب القوية، فيما ت ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد ليالي هبوط الغجر
- بيت من لحم فيلم جريء لرامي عبد الجبار ينتهك المحرّم والمحجوب ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان التونسي لطفي عبدلي: الوسامة وحدها لا تكفي لخلق الجاذبية ما لم تقترن بالموهبة وحسن الأداء