أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الحسيني - فرح - قصة قصيرة -














المزيد.....

فرح - قصة قصيرة -


إبراهيم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


انحسر الضوء , وسقط الظل أمام القهوة , امتد إلى أرجل الدكة المتهالكة , التي يقعد فوقها المعلم" عوض" صاحب القهوة, التي ورثها عن أبيه المعلم" زهران", الذي مات على أثر تناوله " نص قرش" من الحشيش البني.
كان المعلم عوض يتأمل من مكانه ,الذي يطل على شارع الجامع الكبير:الكهارب والزينات والفراشين وهم يتحركون بهمة ونشاط, يصفون الكراسي الخيزران والمناضد والمفارش في السرادق الواسع الكبير, ينفث دخان الشيشة الصدئة من فمه وفتحتي أنفه, ويتعجب من أمر هذه الدنيا التي ترفع من تشاء,وتخسف الأرض بمن تشاء.
حينذاك تعالت دقات الطبول ونفير الأبواق النحاسية والفرقة الموسيقية, بالأردية العسكرية الباهتة, تتقدم موكب الرجال والصبيان والبنات, تقترب من قهوة المعلم عوض الذي قال لنفسه :
" الليلة سوف تظل القهوة سهرانة حتى الصباح, تبيع البيرة مثلجة ومنعشة, وأحجار المعسل, والنار و الجوز ستدور على معازيم الحاج دسوقي, الذين سيتوافدون بعد قليل في سياراتهم المرسيدس و الشيفروليه و البيجو, من سوق الخضار ووكالة البلح جماعات وجماعات, وربما يمكننا ربح الليلة من البيع والشراء وبقشيش المعلمين الكبار, استكمال مقدم أقساط التليفزيون الملون, الذي سأضعه هنا في مدخل القهوة, قدام الرايح والجاي, ليستعيد الزباين الذين طفشوا للقهاوى الجديدة , لكنى لن أجعل يدا أخرى تمتد إليه وتعبث بأزراره غير يدي" ونهض المعلم عوض , يطوح عصاته , هكذا , يميناً ويساراً من أمام ومن خلف , وهو يتقدم للرقص أمام طابور العربات الكارو , التي لفت "بهتيم" من أقصاها إلي أقصاها محملة بعفش رمضان بن الحاج دسوقي , ليحي العريس وأهل العريس وجدعان الحي والحارة "بنص " جنيه قد الكف , وهو يقول لنفسه :
" والليلة سأخطف رجلي إلى دكان حمادة الجزار , وأشترى كيلو لحم ضاني للعيال, وزينب تسلقه وتحمره" وتحبشه" بالفلفل الأسود والحبهان والمستكة, وتعمل جنبه شوية شوربة وحبة مكرونة بالزيت والصلصة, وستراقبني من فوق سطح البيت, وأنا أخترق بنظراتي أفخاذ الغوازي ومؤخراتهن ولحمهن العاري : يتمايل يتراقص, يهيج المشاعر والأجساد على أنغام الموسيقى وضرب الصاجات وقرع الكئوس وصيحات المعازيم, فتجرى تستحم, تنتف مابين فخذيها وتحت إبطيها, تحك كعوبها بالحجر, وتتزين بالكحل والبودرة وأحمر الشفايف."
وطوح المعلم عوض, مرة أخرى, عصاته, ودار ثم دار,وهو يقفز بجلبابه البلدي الذي يمتلئ بالهواء, ويقترب من الفرقة الموسيقية و مشهرا " نص" الجنيه الذي قد الكف بين أصابعه, وزأر:
- ليلتنا فل يا جدعان.
وكان صوت رصاص البنادق و الطبنجات يشق الهواء, ويلعلع في الفضاء, فاستقرت رصاصة طائشة في رأس المعلم عوض.



#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوس -قصة قصيرة -
- سفر - قصة قصيرة -
- النخلة - قصة قصيرة -
- العائلة - قصة قصيرة -
- لهو
- أفخاخ - نصوص -
- فالس - قصة قصيرة -
- النهار الذي غاب
- جلسة ليست عائلية - قصة قصيرة -
- الحدود - قصة قصيرة -
- بيضة الصباح و المساء - قصة قصيرة -
- الغائب - قصة قصيرة -
- عرس
- اللعبة (قصة قصيرة)
- الشاويش والدرويش1
- ليل
- ثقافة الحرمان بين الكاب و العمامة
- إيران في مرمي نيران العولمة


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الحسيني - فرح - قصة قصيرة -