إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 09:00
المحور:
الادب والفن
جارى الذي غاب سنة وراء سنة , عاد الليلة في سيارة " بيجو " فاخرة , فجاءت زوجته - التي كنت اقرأ لها خطاباته وأكتب له خطاباتها - تدق باب شقتنا , ترتدي الروب الأحمر- الذي طالما خلعته أمامي , في غرفة نومها , عندما أتسلل إليها - في أنصاف الليالي- تدعونا , نفض الحقائب والكراتين معهم, وكانت نظيفة , لامعة , وملونة .
رمقتها زوجتي بنظرة خبيثة , وأخرى ملؤها الحقد والغيرة .
القي جاري باكو سجاير" مارلبورو" على المنضدة , ثم جاء بكأسين وزجاجة ويسكي , وقعد على " الفوتيه" , يرتدي شورتاً وفانلة داخليه .
وقال : دخن ما شئت يا أستاذ مصطفى .
وذهبت زوجة جاري إلي مطبخها, تدندن :
" تك..تك..يا ام سليمان
تك.. تك .. زوجك ولهان "
وأنا أراقب , بطرف عيني , والغيرة تنهشني , جسدها الذي تفتح وتحرر يعزف نغما , استعيد عريه , لونه , زهوره , تضاريسه , اشتاق الآن إليه ,ا شتهيه , وامقت جاري الذي عاد .
وعادت زوجة جاري بالمزة : الجبنة الرومي والبيضاء والبسطرمة والزيتون الأسود والأخضر , وشرائح المانجو والتفاح والكمثري وحبات العنب والبرقوق والمشمش .
وقالت : لن ننس أفضالك يا أم محمود.
قالت زوجتي بغيظ : لننه أولا ما جئنا من أجله.
وأخذنا نفرغ محتويات الحقائب والكراتين : أشياء صفراء , أشياء زرقاء , أشياء بيضاء , أشياء حمراء , أشياء خضراء , أشياء سوداء .
وتهالكنا علي الكراسي متعبين .
صب جاري كأسا لي وكأسا له ..
وقال : عندك فكرة عن أسعار الدولار والريال ؟
قلت : قدرت تدبر لي عقد عمل هناك ؟
خطفت زوجتي الكأس من قدامي , ألقته في جوفها دفعة واحدة , وتبادلت وزوجة جاري نظرات غامضة , ثم انفجرتا معا في ضحكة طويلة عصبية.
قلت : عندي الصبح أشغال كثيرة .
قامت زوجة جاري , غابت دقائق في غرفة نومها , و أتت بكيس فاكهة و قطعة قماش زرقاء و عقد عمل .
وقالت بمرارة : تروح و تيجى بالسلامة يا أستاذ مصطفي.
علي سريري دخلت زوجتي في حضني , لفت ذراعيها و ساقيها حولي , ضغطت علي ..
وانفجرت في البكاء .
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟