|
تنزيلات في البرلمان العراقي!!
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:25
المحور:
كتابات ساخرة
كلمات -168-
لم أفاجا بتصريح الدكتور محمود المشهداني، رئيس البرلمان العراقي، فما أكثر تصريحات الرجل، زائدا الزعامات السياسية في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وآه لو تخلّص الجميع من هذر الكلام، وعملوا لوجه العراق بدل الطائفة والقومية والأحزاب والميليشيات! لكن المتغيبين اليوم من نواب ابرلمان بلغ 141 من أصل 275 نائبا ... وصرح رئيس البرلمان "إن المجلس سيُفعّل قضية الغيابات لاعضاء مجلس النواب بعد نشر القانون في جريدة الوقائع". واضاف في جلسة مجلس النواب اليوم الاثنين 5.11.2007 " إن القانون ينص على ان العضو الذي سيغيب 20 جلسة سيُقال.. ولا يتمتع باي حقوق او مستحقات". وعندما تصل الأمور إلى مس الحقوق والمخصصات، التي يحصل عليها كل عضو (7,5 مليون دينار عراقي) ، ناهيك بالامتيازات الأخرى التي لايعلمها إلا الله والراسخون تحت قبة البرلمان، فإن العضو سينتفض ويفكر مليا بالشعب الذي انتخبه، ويجب تمثيله أحسن تمثيل، في هذه الفترة المودارنعثمانية التي يمر بها العراق، حقبة المشحوف والفانوس أبو التمره وفتاح الفال والمافيات الدينية والميليشيات! إنني أتساءل – والعراق اليوم على كف عفريت – عن سر الرقم عشرين في روزنامة المشهداني، وماهي أسرار التنزيلات الأخيرة للبرلمان العراقي!؟ إذ لم يرد ذكر الرقم عشرين - حسب علمي المتواضع - في الكتب المقدسة، مثل السبعة والتسعة والأثني عشرة مثلا!!، ولا في اطلالة دانتي وفرجيليو على الأرواح المسرفة في جبل المطهر (الكوميديا الالهية)، ولا أظن أن مثل تلك التنزيلات والتسهيلات مدونة في النظم الداخلية لبرلمانات العالم المتحضر، كما لم أقرأ أي ذكر للرقم عشرين في الدستور العراقي، لاسيما في الفقرات المتعلقة بآلية عمل البرلمان ومعاقبة أعضائه المتغيبين، ولا حتى في البناء الديمقراطي الموعود، الذي أصبح هواء في شبك، بعدما انهارت أساساته في عقليات المخططين وأهل الحل والربط، عبر النهب والمافيات ودفع الشعب والوطن إلى المجهول.. أخيرا توصلت إلى أن الرقم لم يكن إلا اجتراحا جديدا! أليس هذا هو زمن الاجتراحات والابداعات العراقي بامتياز!؟ وتفتقت عنه أريحية السيد رئيس البرلمان المعهودة! فقد دب الملل في أوصال الأعضاء الميامين، لانعدام شكاوى المواطنين وفراغ الصناديق، وقلّتْ حتى انعدمتْ مشاكل العراق الأمنية والسياسية والخدماتية وسواها، وهنا رأى العديد من السادة الأعضاء، أن لاداعي لتكليف أنفسهم عناء السفر من أطراف العراق القصية إلى بغداد، فقد أحيل أكثر من تسعة أعشار موظفي الطب العدلي على التقاعد، بعدما استتب الأمن وانتفت خدماتهم في العهد الجديد، ولم تعد دوريات الشرطة ولاالمواطنين يعثرون على الجثث المرمية على قارعة الطريق! لم يعد الكثير من ابناء بغداد يحفرون الآبار بحثا عن الماء، الذي شحَّ أكثر من شحته أثناء حصار الكوت سنة 1916، وعزّه على العراقيين أبناء أمية الجدد، والرغيف كبييييير على حد تعبير الزعيم عادل إمام، والكيا فاضيه، والقطاران الصاعد إلى بغداد والنازل إلى البصرة، لم يرحلا خاليين موحشين إلا من شرطة حماية القطارات والسائق، لكنهما ممتلئان بالمواطنين العراقيين في رحلات راحة واجازة واستجمام، إلى الأهوار وإلى بغداد في الطريق إلى مصايف الشمال الخلابة! السعودية من طرفها سحبت شراذمها وهوامها وجراثيمها من مساجد العراق ومدنه الواقعة على خط النار مع اعداء الانسانية، واحترمت نفسها وكفت يدها المجرمة عن قتل وتعذيب الشعب العراقي، بالديناميت والسيارات المفخخة، وحذت حذوها إيران وسوريا والأردن وغيرها! وشُمل العراقيون العاطلون عن العمل بمشروع وطني ستراتيجي عبر شبكة الرعاية الاجتماعية، التي تكفل لبني آدم في بلادنا آدميته، فقد ولت وإلى الأبد تلك الأيام السوداء، التي يقف فيها المواطن العراقي بالطابور، في ايام رمضان على سفرة دولة الإمارات أو الكويت الشقيقة بعد السقوط، أو ينتظر بطانية تحميه من برد العراق المتطرف، من منظمة إسلامية تديرها السعودية، برأس مالها ووهابييها الملطخة أيديهم بدماء شعبنا!! فلماذا إذن يداوم اعضاء البرلمان، ولماذا يهدد المشهداني الأعضاء المتغيبين، مادام الأمن مستتبا، والخير وفيرا، والسياسيون يسترخون في فيللاتهم، التي اشتروها، بكدهم وكدحهم وعرق جبينهم، في دمشق ولندن وباريس وعمان!؟ لماذا يغني المشهداني : راح للعشرين اعدلك !؟ وعلى طريقة أغنية الفنانة أنوار عبد الوهاب، التي كنت أرددها أيام كآبتي العسكرية في شرق البصرة : عد وآنه ونشوف ياهو اكثر هموم.. من عمري سبع اسنين وكليبي مهموم، قلت لأجرب حظي وأعدد الأسباب، فوصلت إلى العشرة وعجزتُ عن العشرين : واحدة لخاطر عمامة السيد وصللي على محمد وآل محمد..آمين ثانية للحية شيخ العشيرة العنطوزية الوهابية أو الايرانية ثالثة لرايات الطوائف أخضرها الناصل وأحمرها القاني وأبيضها الزائف، وبقية الوانها التي لم تجلب للعراق غير الحلحلة والخلخلة والفدرلة والتقسيم والتفتيت والتفخيذ !! رابعة من أجل عيون الحزب الفلاني والقوى العلانية والأحزاب الممثلة في البرلمانِ ..ويابنت حسان..ابوك وصاني ! خامسة من اجل عيون الفسنجون والبازار الايراني والكرزات الأصفهانية سادسة من أجل سوريا الصمود والتصدي والتمر هندي سابعة لكل من كان لديه من الدول الاقليمية ممثلون في البرلمان من السعودية والشارقة وعجمان ! ثامنة لخاطر نغمة موبايل طائفية تلعلع تحت سقف قبة البرلمان مراءاة ونفاقا تاسعة لأبو كشيدة عثمانية الحارس الأمين على الديمقراطية وحقوق الانسان في الالفية الثالثة عاشرة لخاطر عيون شمشون الجبار قاهر المحيطات والبحار! تصبحون على خير بعد منتصف ليل أوسلو/6 نوفمبر 2007
http://summereon.net/ http://summereon.net/tarikharbiweb.htm
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهلا: طارق الهاشمي يشيد [بموقف ملك السعودية لتخفيف معاناة ال
...
-
درس طنطاوي!
-
ديناصورات الكونغرس الأمريكي!؟
-
أحداث كربلاء : رسالة إيرانية للولايات المتحدة مرت عبر الضحاي
...
-
دولة رئيس الوزراء المحترم : قائد شرطة ذي قار يصدر مذكرة اعتق
...
-
صحيفة الصباح تحاور الشاعر المغترب طارق حربي..في اللحظات التا
...
-
هذه الحياة المقدسة كيف نفديها وقصائد أخرى
-
أخطاء رئيس الوزراء الإملائية!
-
أسقطوا قانون النفط والغاز!
-
عقدا واحدا أم عقدين ياسيادة الجنرال!؟
-
تهديدات الحكومة : الحَكْ بالسيف والعاجز يريد شهود!!
-
بين ميزانية الناصرية.. وميزانية البيش مركَه!؟
-
يوم أسود في الناصرية!!
-
أين نولّي بالفيحاء!!؟
-
مطعم فلافل البرلمان!
-
دمشق باعتبارها حلقة وصل إرهابية بين العراق وشمال أفريقيا!؟
-
صورة خلف الشاشة
-
القتل بالطحين!!
-
الله أكبر ذبح التلعفريين بالجملة هدية القاعدة إلى مؤتمر القم
...
-
عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر ......مجموعة شعرية جديدة
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|