أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - أين نولّي بالفيحاء!!؟














المزيد.....

أين نولّي بالفيحاء!!؟


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-157-
طارق حربي
أين نولّي بالفيحاء!!؟
الصور التي بثتها قناة الفيحاء الفضائية ليلة أمس، عن اقتحام عناصر من الأمن الكردي العام (الأسايش)، والشرطة لمبناها في السليمانية (حدث ذلك مساء الخميس 20.4.2007)، وإهانة عدد من العاملين فيها وضربهم وإدمائهم وكسر فكوكهم واعتقال عشرة منهم!، تذكرني بإقتحامات بعثية بالقبضات والأسلحة، قامت بها عصابات الجيش الشعبي وعناصر الأمن العراقية، إبان حكم صدام المقبور!!، وكأنما كردستان لم تتحرر بعد من أساليب الحكم البائد، ولم تنعم بالديمقراطية وحرية التعبير بعد!!
فالتهور والخبال والصياح والأسلحة نص أخمص والمسدسات نفسها، مرفوعة بوجه رجال ليس بين أيديهم سوى الأقلام، مدافعين بها عن شعب مذبوح ومضروب بالكيمياوي، وكاميرات فيحاوية تسجل بقيا أمل لنا من العراق العزيز!
ووسط ذهول العاملين في الفيحاء وانتظارهم لما يحدث، كانت مجاميع من الغوغاء الأكراد وقفوا خارج مبنى المحطة، وثلاث سيارات يتعجب مدير القناة (محمد الطائي) كثيرا، كيف وصلت إلى المكان دون تخطيط مسبق!؟، وقبل أن يهيج الغوغاء ويرددوا هتافات معادية للقناة، كانوا حذفوا من الشعار المرسوم على حائط المبنى، الرسمة العربية والكتابة!!، وأكثر من ذلك : لم يغير وصول المسؤولين الأمنيين إلى المحطة من الأمر شيئا، حسب شهادة أدلى بها أحد العاملين (نصف وجهه ملفوف بالضمادات نتيجة كسر فكه الأيسر!!) على شاشة الفيحاء، من إسلوب العجرفة والتحدي الذي واجه به عناصر الأسايش والشرطة، عددا من الموظفين الذين اتهموهم بهذا الفعل الآثم!
شعبنا الكردي الطيب يعرف أن قناة الفيحاء وقفت على مسافة متساوية من الأمة العراقية، بقومياتها وإثنياتها وأديانها ومذاهبها وشخصياتها، ولم تفرق بين مكونات هذه الأمة وتأريخها ومآسيها، فكما وقفت ضد إبادة الشعب الكردي في حلبجه والأنفال، وقفت ضد ممتهني كرامة أهلنا في الجنوب والوسط، وقتلهم وتعذيبهم وتشريدهم وتجفيف أهوارهم ومقابرهم الجماعية، ونذرت نفسها مدافعة عن الهوية العراقية، وضرورة إعادة تشكيلها وفق منظور وطني، وليس طائفي ميليشياتي أو مذهبي أو قومي أو عرقي، وبثت عبر عمرها القصير وإمكاناتها المتواضعة، برامج وطنية هادفة قربنا من خطابها الإعلامي، وحببه إلى نفوسنا، وجعلنا نلوذ بهذا الصوت العراقي الحميم، معبرا وناصرا لصوتنا الضعيف المنكسر، أمام الهجمة العروبية الإقليمية الإرهابية الشرسة بالمفخخات على شعبنا، وضد التطور النوعي للإرهاب والحرب الكتلوية بالنتريك والكلور، حتى أصبح لقناة الفيحاء الصوت المعلى بين كل الفضائيات، التي تعود لأحزاب وميليشيات وشخصيات، قسم منهم يبحثون عن الظهور حتى لو كان في الإعلانات والمناسبات!
ولما كان صوت الفيحاء بهكذا عمق ووضوح، يخاطب العقل العراقي ويشيع الثقافة الوطنية وروح التسامح، مبتعدا عن لغة الخطاب الإعلامي المتشنجة أو المؤدلجة لغير صالح العراق، فقد حاربها من هم ضد الوطن الأبي، بدعوى زائفة هي تجاوزات ادارية، عندما كانت تبث من الإمارات العربية المتحدة، لكن في الحقيقة حاربتها الأنظمة العربية الفاسدة المتضررة من هذا الصوت الوطني، الذي يلم شعث العراقيين عربا وأكرادا وتركمانا، سنة وشيعة ومسيحيين وكلدوآشوريين وغيرهم، وكنت من بين العراقيين ممن طالبوا قناة الفيحاء بالعودة إلى أحضان الوطن، والبث من أي بقعة أرض طاهرة محررة من رجس صدام ونظامه، وكانت كردستان العراق هي المكان المفضل نظرا لاستقرارها السياسي والأمني، مايشجع لعمل المؤتمرات الوطنية وانطلاق الفضائيات.
لقد تردد في قناة الفيحاء وجيب قلوب الشعب العراقي المقهور الذي يأس من الأوضاع الراهنة، وأمكن لكل عراقي أن يسمع صوته عاليا شجاعا عبر هذه القناة، حتى أصبحت كالسوط يجلد الأعداء ويقض مضاجع المخططين الأشرار ضد الإرادة الوطنية، في ظلام هذا العالم الواسع المتفرج على مأساتنا، ويفضحهم من خلال استضافة الوجوه الوطنية والفعاليات العراقية المخلصة التي لاتفرق بين عربي وكردي، وأهيب بالزملاء الكتاب الأكراد إلى إدانة وشجب هذه العملية الآثمة وبصوت عال، لايخاف في الحق لومة لائم، كما أتمنى على الرئيس الطالباني والدكتور برهم صالح (وهما من دعيا الفيحاء للإنطلاق من أرض كردستان) أن يعملا على فتح تحقيق شامل وشفاف بهذا الاعتداء الآثم، على صوت عراقي وطني حميم، وتقديم حكومة كردستان الإعتذار الرسمي لقناة الفيحاء الفضائية!
مبتعدا قليلا عن التكهنات والتحليلات، وحتى ينجلي غبار الغمة وتتوضح الصورة التي صدمت الجميع : مشاهدين وعاملين في الفيحاء، أفضّل مؤقتا القول بأن هذا فعل طائش قام به ضباط ومراتب من الأسايش والشرطة، وليس أن الأنظمة العربية المتضررة من صوت الفيحاء، لحقت بها إلى أرض كردستان، فأرادوا إسكات صوتها وقمع حريتنا...
لكن هل يستطيعون!؟



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطعم فلافل البرلمان!
- دمشق باعتبارها حلقة وصل إرهابية بين العراق وشمال أفريقيا!؟
- صورة خلف الشاشة
- القتل بالطحين!!
- الله أكبر ذبح التلعفريين بالجملة هدية القاعدة إلى مؤتمر القم ...
- عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر ......مجموعة شعرية جديدة
- طالت لحية بن لادن في هذا البلد الآمن.. وقصائد أخرى
- دولة رئيس الوزراء : حقائق مذهلة عن الحنطة المخلوطة ببرادة ال ...
- تتيه الأشواق المجنحة حتى تكاد تلامس النجوم
- مغناطيس لكل عائلة متضررة في الناصرية!!
- دمشق تستعد لتسليم المطلوبين (بينهم الضاري) إلى الحكومة العرا ...
- رثاء أخي
- حذار من (لجنة شؤون العراق) السعودية!!
- حذار من صناعة طاغية جديد في العراق!؟
- مالمنظمة(هيومان رايتس ووتش) وقرار مصادقة محكمة التمييز بإعدا ...
- ناموا بالعسل ياعراقيين... نحل أمريكي يطارد الإرهابيين !!
- بوش القادم إلى عمان اليوم بمشروع جهنمي لتدمير ماتبقى من العر ...
- تشيني للسعوديين: نعلم بوجود دعم مالي خليجي للإرهابين في العر ...
- أغسطس وبرابرة
- عشرة في الحروب وعشرة في تيه البحر*


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - أين نولّي بالفيحاء!!؟