دولة رئيس الوزراء : حقائق مذهلة عن الحنطة المخلوطة ببرادة الحديد في الناصرية!!

طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 08:12
المحور: حقوق الانسان
    

كلمات
-152-
السيد نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراق المحترم
السلام عليكم
وصلت قبل ايام شحنات من الحنطة المخلوطة ببرادة الحديد إلى سايلو الناصرية، وأعلن عدد من مهندسي السايلو أنهم في صدد إستخدام مغانط كبيرة ، لغرض فصل البرادة عن الحنطة!، لكن بعض المطاحن الأهلية طحنتهما معا، مايضر بصحة أهلنا في الناصرية، ويزرع فيهم الأمراض أجيالا ومستقبلا، فمعلوم أن برادة الحديد تتسبب في حدوث إثني عشر مرضا سرطانيا، قد تؤدي إلى تكسر خلايا الدم البيض عند الاطفال وضعف المناعة، كما ان هذه المادة الخبيثة تستقطب جميع الاشعاعات في الجو، وتقوم بادخالها إلى جسم الانسان، مسببة نقصاً في اوزان الكلى وعرقلة نمو الجهاز العصبي.
إنه لأمر يبعث على السخرية والإشمئزاز حقا، فبعد نحو أربع سنوات من سقوط صدام ونظامه الفاشي، الذي أذل العراقيين في الحروب وجوعهم وشتتهم، يتهدد المواطن اليوم في أمنه الغذائي وصحته، وكأن لم يحدث شيء : فحرب الإبادة التي تشن، وتستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة ضد شعبنا ووطننا ماتزال مستمرة، وكما تنشغل الحكومة بمكافحة طاعون الإرهاب، وردّ استكلاب بعض الدول والأنظمة والشخصيات ضدنا، نطالبها أيضا بملاحقة أسباب الفساد والمفسدين في الوزارات والأحزاب والمنظمات.
الله وحده يعلم كم بلغت نسبة الفساد الإداري في الوزارات وبينها وزارة التجارة، إذ كيف يمكن تمرير تلك الصفقات القاتلة، من دائرة التقييس والسيطرة النوعية، وأي رداءة في قلب الإنسان، بل وإلى أي مدى وصلت فيه الخسة وانعدام الضمير، أن يخدع البعض أبناء شعبه بغذاء مداف بأنواع السموم، مما تقذف به على شعبنا الطيب، دول ميتة الضمير وقليلة الشرف مثل أستراليا دولة المنشأ لبرادة الحديد.
دولة رئيس الوزراء المحترم : ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استيراد تلك السموم، وبواسطة من : شركة عالية الأردنية!!، فقد كانت هنالك صفقة في شهر نيسان (سنة 2005 )، وبعدما افتضح أمرها ونوقشت في البرلمان حينذاك، حاول الكثيرون التكتم عليها في الناصرية!، حيث لم يتم اكتشاف برادة الحديد، وكذلك في البصرة والعمارة، بعكس محافظة بابل التي رفضت طحن الحنطة المستوردة، وبعد عدة اسابيع انحرج مجلس محافظة البصرة وقرر معاقبة مدير السايلو في المحافظة، لانه قد خدعها واكد لها في وقت سابق عدم وجود البرادة!
إننا في الوقت الذي نعاني فيه مع شعبنا وحكومتنا من الإرهاب والإرهابيين ونكافح بالفعل والكلمة، فإن خفافيش الظلام من المنتفعين والفاسدين في الوزارات والأحزاب، وجدوا الفرصة سانحة لدس السموم في غذاء شعبنا، متضامنين مع الإرهابيين بحرب كتلوية وإبادة المزيد من العراقيين وبث الأمراض والسرطانات، وبدت الناصرية - التي لايزال البعض يعاملها حتى اليوم بنمظور صدامي مع شديد الأسف- مثل منطقة واسعة للطمر الصحي!، وربما تستغل إيران من خلال رجالها في الناصرية وأقصد محافظ ذي قار التابع للمجلس الأعلى، على أن تكون مدينتنا الحبيبة المظلومة والشهيدة مقبرة لدفن النفايات النووية في المستقبل!!، وهي التي تعاني أصلا من جرعات إشعاع اليورانيوم المنضب، حيث يؤكد الخبراء أنها ستبقى في تربتنا ملايين السنين، وظهرت بوادرها منذ سنين على شكل الولادات المشوهة والعقم والأمراض الجلدية وأمراض السرطان وغيرها.
دولة رئيس الوزراء المحترم : لقد انعكس الصراع السياسي في بغداد، وكذلك المحاصصة البريمرية السقيمة، على العراق كله وتردد الصدى اللئيم في الناصرية، فشهدت صراعا بين حزب الفضيلة والمجلس الاعلى حول تعيين بعض مدراء الدوائر حيث ان المعادلة كالتالي :
فمدير الماء الذي (ظهرت عليه بعض أعراض الفضائح) التابع لحزب الفضيلة، قد اصدر مجلس المحافظة قرارا بفصله، لكن المجلس الاعلى رفض الامر بواسطة محافظ الناصرية التابع له كما ذكرت، ولغرض السيطرة على الامر وتوجيه ضربة لحزب الفضيلة، قام مدير الرقابة التجارية في الناصرية، بارسال كتاب الى محافظ ذي قار، يخبره بان مدير سايلو الناصرية (التابع لحزب الفضيلة)، قام بعمليات اختلاس واهدار للمال العام وضعف في ادارة السايلو!، الامر الذي اضطر المحافظة الى الاعتماد على سايلو الرفاعي لسد الحاجة!!، ثم قام المحافظ بدوره بارسال رسالة الى وزير التجارة بهذا الخصوص، مما اثار حفيظة رئيس المجلس (حزب الفضيلة)، الذي سارع بارسال كتاب الى وزارة الداخلية، لتغيير مدير الدفاع المدني في الناصرية التابع للمجلس الاعلى!! ..وهكذا استمر الصراع الى ان تم ايقاف امر تغيير مدير الماء، مقابل التراجع عن سرقات مدير السايلو كما يقولون!!
قبل بضعة ايام وبعد وصول شحنات من الحنطة المخلوطة ببرادة الحديد إلى سايلو الناصرية، وماتلا ذلك من نشر الخبر وافتضاح الأمر، قام البعض في وزارة التجارة ( المتورطون في هذا الامر)، باستثمار الصراع السابق بين الاحزاب في الناصرية، فقاموا بالاستفادة من حزب الفضيلة ورئيس مجلسه، وطلبوا منهم الاسراع لتكذيب الخبر!.
وفي هذه المعمعة صرح رئيس مجلس محافظة ذي قار، بأن شحنات الحنطة التي وصلت إلى سايلو الناصرية خالية من برادة الحديد!!، بعد ان تم تشكيل لجنة وقامت باجراء الفحوصات المختبرية!، ولكن يبدو ان سيادة الرئيس نسي او تناسى انه لا توجد اي قدرة أو جهد فني في سايلو الناصرية، للتحليل الكيميائي لبرادة الحديد، والقدرات الموجودة كما اكدها لنا بعض المهندسين المخلصين، تتمثل باجراء تحليل فيزيائي فقط، وان التحاليل المخبرية التي يمكن ان تكشف برادة الحديد من عدمها هو التحليل الكيميائي فقط .!!
وكما حدث في الازمة السابقة في العام 2005 ، يحاول العديد من المسؤولين اليوم التكتم على الفضيحة المذكورة، كما حصل عندنا في الناصرية، حيث لم يتم اكتشاف برادة الحديد، ومر الأمر لكن ليس بسلام لأنه حتما ستظهر أعراضه القاتلة على الأحوال الصحية في الناصرية، أعني في جسم إنساننا الذي مازال رخيصا في الذهن المريض لمن يدير اخطبوط الفساد الإداري، ويبتلع ثروات العراق معانقا الإرهاب ومتناغما مع أهدافه الشريرة، لكن يبقى الأمر الأكثر فضاعة في هذا المخطط التدميري اللاوطني، ان الاشخاص المتورطين في هذا الامر هم من أهالي الناصرية أنفسهم ومن المقربين من وزير التجارة! وأرجح انهم استخدموا علاقاتهم الشخصية، وربما دفعوا بعض الرشاوى لغرض تكذيب خبر الفضيحة!!
الصفقة كبيرة جدا وبامكان المتورطين فيها دفع مايلزم مما نهبوه لسد افواه المسؤولين .
دولة رئيس الوزراء المحترم
أطرح بين يديك هذه الحقائق وهي قليلة، عن الصراع الخفي بين الأحزاب في الناصرية، الذي يذهب المواطنون الفقراء والبسطاء ضحية له، وأطالب سيادتك بتشكيل هيئة تحقيقية فنية من رئاسة الوزراء الموقرة وليس من وزارة التجارة، لكشف المتسببين الحقيقيين والمتلاعبين بقوت أهلنا في الناصرية.
السلام عليكم

#طارق_حربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل