دولة رئيس الوزراء المحترم : قائد شرطة ذي قار يصدر مذكرة اعتقال بحق أربعة من زملائنا مراسلي موقع سومريون.نت في الناصرية

طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دولة رئيس الوزراء المحترم : قائد شرطة ذي قار يصدر مذكرة اعتقال بحق أربعة من زملائنا مراسلي موقع سومريون.نت في الناصرية
دولة رئيس الوزراء المحترم
السلام عليكم
فوجئت بعد عودتي إلى هذا المنفى بعد عطلة إسبوع لم أطالع فيها الأخبار، أن قائد شرطة ذي قار (اللواء عبد الحسين الصافي) أصدر أمرا باعتقال أربعة من مراسلي موقعنا سومريون.نت، على خلفية نشر خبر سيارة نوع (دينا) كانت مليئة بالمتفجرات في ناحية البطحاء بتأريخ (24.7.2007)، علما أنه ولاأحد من هؤلاء الزملاء له علاقة من قريب أو بعيد بالخبر، حيث كتبه - كما نشر في حينها - وأرسله لفيف من أهالي البطحاء أنفسهم، بعدما تخلى عنهم قائد الشرطة، وكان استشاط غضبا من الخبر الموثق بالصور، الذي لم يتردد عدد من المواقع في نشره، وكان حريا بقائد الشرطة وحياة المواطنين أمانة في رقبته، بدلا من اصدار المذكرة وملاحقة الزملاء وتبليغ السيطرات، وكأن الزملاء مجرمون (تم استجوابهم أمس الأول في دائرة إجرام ذي قار!!)، اطلاع مواطني ذي قار على ملابسات الحادث وتحقيقات الشرطة الشفاف أمام الفضائيات والصحافة في ذي قار والعراق!
كان حريا به أيضا، إصدار أوامر باعتقال من يوظف شرطته بالدولار، شرطته الذين لايثق بهم حيث صرح قبل شهرين لمراسل بي بي سي بول وودان انه لا يستطيع ان يثق في ثلث ضباطه بسبب ولائهم للمسلحين.. ان اكثرهم غير موالين ولا يمكن تسريحهم لانهم يحظون بحماية من احزابهم".
في الواقع تحمل المراسلون الكثير من الضغوطات والتهديدات خلال السنوات الأربع الماضية من عمر الموقع، سواء من المسؤولين، وعلى رأسهم محافظ ذي قار، أو من الأحزاب الدينية الحاكمة في الناصرية وميليشياتها، لاشك يستطيع أي مسؤول تنفيذي في العراق اليوم، سواء أتت به الرشاوى أو الأحزاب الدينية إلى الوظيفة، أن يصدر أوامر بالقاء القبض والإعتقال، والتوقيف والتخوين والتشريد، أو حتى إعادة غير المرغوب فيهم إلى المخيمات في السعودية وإيران!، إذا اقتضى أمر الأحزاب، أو لم يعجب بعض المسؤولين تصويب هنا، وتنبيه عن تقصيرهم وتهاونهم هناك!
الذي حصل أن الزملاء انحنوا للعواصف منذ زمن طويل ورغبوا عن نقد المسؤولين، وفضح تهاونهم وتقصيرهم، وفساد بعضهم وهدرهم للمال العام، ومعلوم أن كل ذلك من مسببات الفساد الإداري، وتردي الخدمات البلدية وتدهور أوضاع الناس الصحية، حتى أصبحت الناصرية اليوم، أوسع منطقة في الجنوب للطمر الصحي أو تكاد!
لقد واصل الزملاء المراسلون، الكتابة في مجالات لم تكن فيها للموقع، نظرا لأوضاع ذي قار المأساوية، كبير رغبة : أدبية وفنية واجتماعية وإخوانيات، ماحدا بعدد غير قليل من متصفحي موقع سومريون.نت، إلى توجيه سهام النقد إلى الزملاء أنفسهم في دفتر الزوار، وتهاونهم في نقل مايجري من فساد إداري، وسوء الخدمات والسرقات المافيوية المليارية :
* الزميل إبراهيم عبد الحسن عزف عن النقد منذ سنتين تقريبا، بعدما تعرض في العام الماضي لمجلس تحقيقي من قبل المحافظة، بسبب نشره شكاوى ومعاناة المواطنين، وواصل الكتابة عن تأريخ الناصرية تحت حراب البعث الفاشي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، أخذ الرجل يعيش في الماضي دون الحاضر المؤلم، الذي يبدو أننا لم نتخلص فيه من سيطرة الأحزاب الدينية الحاكمة اليوم في الناصرية، وقدم صورا رائعة في محبة ابن المدينة البار لمواطنيه وتأريخه وهويته، فضلا عن تغطيته لنشاطات الحزب الشيوعي الذي ينتمي اليه، وفعاليات الحركة الأدبية والفنية في محافظة ذي قار.
* الزميل جواد كاظم اسماعيل هجر مهمة نقد الفساد الإداري والتقصير الأدائي والخدماتي في ذي قار، إلى نقد الحكومة في بغداد، إلى جانب إعلاميين وصحفيين كثيرين في الداخل والخارج، مما يتحمله البناء في العراق الديمقراطي والمؤسساتي، لكننا لم نسمع أن رئاسة الوزراء أصدرت أمرا بإلقاء القبض على الزميل جواد في سيطرة الفهود أو الكرماشية!؟
* الزميل عدنان الفضلي كلما كتب - في أوقات متباعدة - عشرة تقارير عن المسرح والفن التشكيلي، وتشييع مبدع أو التبرع لمعوز أو طفل مريض عز شفاؤه، كتب تقريرا واحدا عن سوء الخدمات والمحسوبية والمنسوبية في دوائر المحافظة، لا ينال فيه من مسؤول ولاميليشيا، مبتعدا عن الشخصنة وإنما هو كلام عام في أدواء العراق، وذلك مايرضي نوازع المسؤولين الذين تركوا الناصرية تعيش بين تلال الزبالة وباصات المتفجرات والمفخخات، ناهيك باستشراء ظاهرة التسول المخجلة في شوارع الناصرية!
* الزميل لطيف سلمان غجيري توقف عن العمل مراسلا للموقع منذ مايقرب الثلاث سنوات، ولاأعرف لماذا تذكره سيادة اللواء الآن!!؟، ولم أرغب في حذف اسمه من قائمة المراسلين تشجيعا له، عله يعود يوما إلى خدمة مواطنيه ومدينته، هو خريج كلية الإعلام ولابد من أن يأخذ فرصته المناسبة في العراق الجديد الديمقراطي!
حقا من بقي لقائد شرطة ذي قار فيصدر أمرا بإلقاء القبض عليه!
أنا!
لاشك أنه سيفعلها لو عرف أني أقيم في الناصرية، وما تردد يوما عن القاء القبض عليّ وإغلاق الموقع، لكن هيهات!
وأهمس في أذنه : لا يتهاون هذا الموقع ولا صاحبه، في نشر أي خبر له علاقة في الحفاظ على أرواح المواطنين، والدفاع عنهم ضد المسؤولين المتهاونين والمقصرين في أداء واجباتهم، وأنت قصرت مرات عديدة ياسيادة اللواء، وأذكرك بقضية الباص الآخر الملىء بالمتفجرات والمفخخات، الذي قبضت عليه الشرطة قبل نحو ثلاثة أشهر في (حي الشموخ/الناصرية)، وكان قادما من البصرة في الطريق إلى بغداد، أجب أبناء الناصرية الكرام وأجبني : لماذا أمرت بإطلاق سراح الباص حالما عرفت أنه تابع لجيش المهدي!؟
لعل قائد شرطة ذي قار يمني النفس بمحاسبة الزملاء المراسلين بالإستناد إلى المادة (435) من قانون العقوبات العراقي التي نصت " اذا وقع القذف او السب في مواجه المجنى عليه من غير علانية او في حديث تلفوني معه او في مكتوب بعث به اليه او ابلغه ذلك بواسطة اخرى فستكون العقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن الستة اشهر او غرامة مالية او باحدى الحالتين " .
ولكن المستشار القانوني لمرصد الحريات الصحفية، له راي آخر حيث يقول : ان هذه الدعوى و الاتهام الموجه ضد الصحفيين من قبل قائد الشرطة اللواء عبد الحسين الصافي وفق المادة (435) لا تنطبق بالاساس على قضايا النشر، و خاصة ان الصحفيين الاربعة لم يقوموا بكتابة الموضوع او الشكوى، انما الاهالى هم من كتبوه و نشروه مباشرة على الموقع الالكترونيٍ.
أخلص إلى القول أن النشر في هذا الموقع (سومريون.نت) أنا المسؤول عنه أمام الله وأبناء محافظة ذي قار والتأريخ، ولاعلاقة للزملاء المراسلين بما نشرناه في قضية متفجرات البطحاء، وتقصير قائد الشرطة وعدم نجدة المواطنين، فالذي أرسل الخبر كما ذكرنا، هم لفيف من أهالي البطحاء الكرام عز عليهم، وشاحنة المتفجرات فوق رؤوسهم، أن يروا إلى مدينتهم الهادئة المسالمة ينقلب عاليها سافلها، بسبب تهاون قائد الشرطة عن إرسال وسائل الإسناد.
دولة رئيس الوزراء المحترم
أرجو من سيادتك التدخل الشخصي ليس لإنقاذ هؤلاء الزملاء الأعزاء حسب، بل إنقاذا للصحافة في الناصرية والعراق، وذلك جزء لا يتجزأ من مستقبل الديمقراطية في عراقنا العزيز الجديد.
السلام عليكم

طارق حربي
رئيس تحرير موقع سومريون.نت الإلكتروني
8.8.2007
http://summereon.net/
[email protected]

#طارق_حربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل