خالد ساحلي
الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 07:49
المحور:
الادب والفن
لاك الشاب المتحمّس في السوق كلاما نفّس من خلاله عن كبت عان منه كثيرا ، كلامه كان عند جهة ما تصريحا خطيرا ، قال للسوقة : ــ أصبح الفقر ظلما عظيما فادحا لا يحتمل ، حتى الأرض لم تعد تأتي بالمحاصيل كما كانت ، بعد شهور هددّت الرعية وتوعدت باحتجاج جارف لنقمتها ، سمع الأغنياء بما يحدث من غضب الجماهير المسمى عندهم نباح الجياع ، الأغنياء الذين عاثوا في الأرض فسادا لم يفقدوا ما يملكون برغم تعاقب الحكـّام و الملوك ، كانت العامة تحتـّج و الأغنياء يجنون الفائدة، تم الاتفاق بعد ذلك بين ملك البلاد صاحب الوزر وبين العامة المتطلعة للنصر عن المخازن الموصدة وعن الاحتجاج صانع الفوضى ، قدّم ملك الظل لملك البلاد معجزة حين أقام من رحم الشعب فئة أخرج من خلالها يده بيضاء للناظرين ، نظيفة من غير سوء ، كان قلب البؤساء جيبه فارغا ، خرجت الفئة تتفنن في تكريس لحظة التعسف ، تسلط فيها الأغنياء بدفع الضرائب لملك الظل .... سنينا كثيرة لم يتغير من الأمر شيء من قبله ولا من بعده. أثناء تلك السنين لاكت الألسن إشاعة عن شبح رجل يظهر في منتصف الليل للحظات يعتلي جدار السوق للمدينة ثم يختفي فجأة كلمعان برق... كانت الإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم، قال الناس يخرج الشبح في نفس المكان الذي صلب فيه شاب في منتصف الليل من سنين كثيرة ثم أحرق لا كما يحرق الهشيم... كان ذلك من سنين أتهمته العامة بنشر الكفر والخراب وإفساد أفكار أبنائهم بوجود مملكة للظل.
خالد ساحلي
#خالد_ساحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟