أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد ساحلي - قصص قصيرة جدا














المزيد.....

قصص قصيرة جدا


خالد ساحلي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:30
المحور: الادب والفن
    



ظلال منافقة
قام بما أعتقده لازما ، أقام سياجا للفسيلة المغروسة في الطين وسط إطار رخام الزقاق ، قام على حراستها زمنا ، يخاف الذراع الفلاذية ، تمتد في الطول كلما أستطال بها الحنين ، اليد الخشنة تقتلع الحياة بلا شفقة ، تملأ من عمرها وقتا ، لا ينتبه الناس لشجرة لا تؤتي أكلا ولا تفيئ ظلا ، سنينا تفرعت الفسيلة منحت ظلا وثمارا ، أضفت على المكان رونقا وجمالا ، لحق زمن الإقبال ، خَدَمُ السلطان يسألون عن الغارس ، الجند يتحرون عن الحارس ، أراد أن يصنع من نفسه إستثناءا للمواطن الصالح ، ذات صباح و العصافير تزقزق على الأغصان وجد شمعا أحمرا على الأوراق، يمنع التجمع تحت الظل ، ربما صارت الشجرة منبرا ، أو صنعت منها الأقلام دون علم مولانا ، في ذات الصباح وجد نفسه وحيدا ، الوجوه الصفراء أصابت الأوراق بعدوى لونها ، يمضي الربيع خريفا ، يترك ظله، يطعن في الظلال المنافقة العابثة وراءه ، راح يرسم على الجدار صورة شجرة بلا أوراق كبرت في حينها.. في الجدار المقابل رأى رسما ، أيادي بأصابع لولبية تحمل مطرقة وفأسا.

وحش الغابة
وفـّى بالعهد ، خوفا من سؤال العهد ، أخبر قبيلتها بأنه آتي إلى القرية التي كان فيها و العير التي كان دوما يقبل فيها ، ضربت المواعيد للعهد القديم بين القبيلتين ، لما خلا بها قالت : ما تقول في شجرة أقتلعت من الغابة
و أخذت لبيئة غير بيئتها ؟ قال : ستموت ، رفعت رأسها في خيلاء : هكذا أنا ، حياتي في القرية مثل هذه الغابة ، ما كان ليضحك إلا من نفسه حين قال: مالي وقتل النفس التي حرّم الله ... نقضت شخصه حين لبست الغول ، كذبت ما عاهدت الرجل عليه ... مر زمان ، ولى زمان ، صارت هوايته تسلق الشجر إلا أنه سقط مرات ومرات حتى حدق ، كان يتعلم كيف يصعد الشجرة هروبا و خوفا من وحش الغابة... قطع عهدا جديدا ببناء شجرة بلاستيكية في غابة الإسمنت تذكارا ووفاءا لحلم لبس صورة الوحش وجعله فوق الشجرة... أقسم أنه سيتخلص منه ويقتله بحب.

رجل لا يحترم ظله
كانت لفحات الهجير تصفع وجهه كما تعبث بخلايا دماغه ، رأى المكان يهيج يتمايل ، أمواج لظى وسراب، العرق يأخذ طريقه من رقبته إلى قفاه ، لمح من بعيد شجرة ، أسرع ليستأنس بظلها ، كان النسيم يقترب من أنفه ينعشه ، ذاك رسول الأوراق و حق الضيافة ، أخذ القيلولة ما شاء له أن يأخذ ، لمّا أفاق تقيئ شيئا قد تناوله صباحا ودن أن يشكر و يحمد الله قام وتبوّل على المكان الذي قيـّل فيه ، لم يستحي من ظله و ما احترمه ، نَتِنَ التراب و تعفـّن من رائحة ابن آدم ... حمد الظل ربه بأن خلقه متحركا ولم يجعله ساكنا.

خالد سحلي



#خالد_ساحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا دعاء
- الحذاء
- المسمار ( المتقادم في الزمن )


المزيد.....




- انطلاق فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الثامن -الجسر الأور ...
- نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء
- الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار ...
- -الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع ...
- “المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس ...
- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد ساحلي - قصص قصيرة جدا