خالد ساحلي
الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 14:17
المحور:
الادب والفن
قالت: أحب مدينتك حلمي رؤية أحيائها الشعبية.
قال: مرحبا بك في كل وقت .
راحت تسرد عليه بعضا من مقدمات سفرها مع أهلها إلى كذا دولة، تعد له الواحدة تلو الأخرى من الشرق والغرب ثم ما لبثت مفاجأته بحلمها الذي لن يتحقق .
قالت: عزبة وأهلي يحيلون بيني وبين سفري وبلادك ليست في أجندة رحلات العائلة.
حثـّها على إقناعهم.
قالت: غير ممكن واستطردت: تدري بما أغضب الأهل ؟
أعتبر سؤالها صعبا ولا يتحقق فيه التكهن.
قالت: عند إخبارهم اعتزامي الزواج برجل من بلدك.
بيّن لها بلباقة بحصول الشرف لكل مواطن الزواج بامرأة مثلها .
قالت له : كم عمرك ؟
لم يجرأ على إخبارها عن حقيقة العمر المحصور في صورة عنقود الروح المتناقصة حبات أيامه حين تشيخ الهمة وتضعف الإرادة، لم يشأ ولوج عالم السؤال معها فالنساء جميعهن يتشابهن في قرار (.....) أعطاها عدد السنين الماضية عليه بقرون، شيـّبت حُلُمَه وأمله، صعب أن يفصح لها عن مكامن المنفى في فضاءات الأوطان الرحبة .
شب حريق بداخله، علّق على تقاليد أهلها البالية والعنصرية الظاهرة، لم يكن ليشفع النوع الواحد والدين الواحد والمعتقد الواحد .
قالت : أهلي يعتبرون أمثالك غرباء لا يمكن مصاهرتهم، لا يريدون اختلاط دمهم بدمك .
أفضى إليها بخبر حج أهلها كل عام لخطبة ود بنات بلده محملـّين بالهدايا والعطايا.
قالت: صحيح أحد أفراد عائلتي يزور بلدك سنويا.ثم غيرت وجهة الحديث وبدأت الموّال من الأول قالت: أحب بلدك.
لم يكلف نفسه شرح سر حب الأوطان واهتمام المحبين لها لأجل حضارة عريقة، لثقافة رجالاتها لمآثر صنـّاع التاريخ ماضيه وحاضره . أكثرت من لغتها الشعرية، شعر من خلالها بسيناريو على وشك الانتهاء، حلّت عقدة الكلام، أقنعته أخيرا بحبها ترجته أن يرى مدينته بعينييها، هو لم يرى لونهما يوما في حياته، سايرها لما عرف تأثرها بشخصيات روائية لكاتبة من مدينته وحبها لقصة العاشقة الجميلة، وبطل الرواية الحامل لنفس اسمه، ساعدها على مراجعة ما حفظت ونشّط ذاكرته معها. كان يتجدد اللقاء كل ليلة بالأميرة في أحداث قصة جديدة ــ بالمايك ــ على نافذة الميسنجر .
خالد ساحلي
#خالد_ساحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟