أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - شوق لاحاديث العراق














المزيد.....

شوق لاحاديث العراق


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:42
المحور: الادب والفن
    



قيل ان ام علي وصلت للتو من العراق ، لا اعرفها ، لم اشاهدها من قبل ، وغاية الامر ان ابنها علي صديقي جمعتنا التشرد والغربة ، واواصر صداقتنا تقوت وتوثقت بداعي الجيرة والحيرة والهموم الكثيرة والكبيرة ، طرقت الباب، دخلت الى الصالة ، رايتها جالسة على الاريكة ، امراة عراقية صرفة ، وقورة ، حنونة في نهاية العقد السادس من عمرها ، ملامحها جنوبية ، لهجتها بغدادية ، نظراتها شمالية ، معجونة بمياه دجلة والفرات ، وترحيبها يقطر دبسا شهيا ، جلست قبالها قبل ان تاذن لي بالجلوس ، رأيت في جرغدها أمي وفي جلستها عماتي وفي حركاتها وسكناتها جميع خالاتي ،رايت فيها كركوك وكربلاء ودهوك والرمادي ، رايت فيها السنة والشيعة والعرب والكرد والتركمان والاشوريين ، والصابئة والايزيديين والشبك .
فقلت لها سيدتي : حدثيني عن العراق ، فانا اشتاق لكل حديث عن العراق .
حدثيني عن لفح الشمس في البصرة وعن هبوب النسيم في اربيل ، حدثيني عن شارع الرشيد والمكتبات والفنادق والمطاعم والاكشاك، عن شارع النهر وابو نواس ، حدثيني عن كل شئ، عن انواع السمك وانواع البط وانواع الثمر ،حدثيني عن النهار اذا اقبل وعن الليل اذا ادبر ، عن الجيران والصبايا ولعب الاطفال ،عن الزيارات والاعياد والاعراس والمناسبات ، عن الطلاب والطالبات والمدارس ، عن آثار الحروب ومخلفات الحصار ونتائج الاحتلال ومعاناة الارامل واحلام اليتامى وتأوهات العذارى وحسرات المعوقين.
حدثيني عن الحقول وتوالي الفصول وعن مزارع الكروم والقصب والبردي والاهوار والمشاحيف وخبز التنور .
حدثيني عن الانهار والسواقي والاعشاب ، والطحالب والسلابيح والبعوض والجراد والفراشات.
حدثيني عن البهجة في عيون الاطفال والخوف في عيون الكبار ، حدثيني عما يجري في الازقة والحواري وعلى السطوح وعن الحدائق والازهار والميادين وملتقيات العشاق، وعن التباريح وخفقات القلب عند التلاقي ونشوة اللقاء ومرارات الفراق ، وعن الاغاني والتواشيح والاناشيد والزغاريد ، عن الاطفال الذين كبروا والكبار الذين ماتوا ،حدثيني عن الشموع والدموع وتمنيات الرجوع ، وعن المصابيح والمراجيح وزحمة الاسواق واصوات الباعة .
حدثيني عن الورود والخدود والياسمين والجلنار والرازقي وعن الحامض حلو والشربت والمناديل والقناديل والشناشيل.
حدثيني عن الوجوه الوجلة ، عن الاقارب والجيران.
حدثيني عن البرتقال الذي يزهو بلونه وعن التفاح حلو المذاق ، عن الخوخ والمشمش والنارنج والرمان والرقي .
وقولي لي سيدتي : ما للعراق يحترق كل يوم ، فهل اعجبه ألم الاحتراق ؟
ومتى ينتهي ليل الوطن ؟ ويزهو على رباه سنا الاشراق ،متى ينهض العراق ؟
وفي هذه الاثناء دخل صديقي علي وبيده صينية مدورة وعليها استكان جاي(سنكين) وقطع من كليجة التمر .
ونظرت ام علي نحوي وعيناها اغرورقت بالدموع وقالت : ولدي كفى اسئلة ودعني احدثك عن العراق .
فقلت : تفضلي ...
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر
- ويظل الغناء للمدينة مستمرا
- غبار على رسائل الغرام
- المرأة تحكم العالم
- حرب بلا راء
- ما اقل الزاد واطول الطريق
- انتحاريون ولكن شرفاء
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول
- مختصر تفاصيل الزمن المتوقف
- الشعراء والموت في الغربة
- دم الرضيع ما زال في الفضاء
- العلاقة بين الاعراب والتشريح
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة
- المقاطع الاخيرة من صهيل التعب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - شوق لاحاديث العراق