أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - العلاقة بين الاعراب والتشريح














المزيد.....

العلاقة بين الاعراب والتشريح


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 06:14
المحور: الادب والفن
    



لا يخفى على احد بان شعراء الجاهلية والذين علقت معلقاتهم في الكعبة لم يكونوا يعرفون قواعد اللغة العربية والاعراب، وكانوا يقولون ما يقولون على الفطرة فكان كلامهم ياتي متطابقا مع القواعد التي وضعها المتاخرون، وكم يكره الطلبة في الابتدائية والمتوسطة مادة القواعد التي تتعقد سنة بعد سنة ، واذا حدث ان احب احدهم المادة فان ذلك يعود الى دماثة خلق استاذ اللغة العربية ، كما حدث معي في المتوسطة حيث كان مدرس العربية محبوبا مهضوما لطيفا على عكس مدرس الانجليزي الذي كان متجهما ممتعظا على الدوام.
الاعراب هو اصعب ما في اللغة العربية خاصة وانه يشبه التشريح في مادة الطب ، فالبيت الشعري الرائع الجميل الذي قيل في وصال المحبوب يتحول الى اخطبوط بسبب الاعراب فيكون فيه المبتدأ والخبر والحال والمضاف والمضاف اليه والمبني والضمير المستتر وبعض الحروف لا محل لها من الاعراب اصلا، وعلامات ظاهرة ومقدرة منع من ظهورها التعذر تارة والثقل تارة اخرى وغيرها من المصطلحات الجافة التي يصعب حفظها من اجل الامتحان ، وكذلك يفعل التشريح في جسد امراة جميلة فيكشف المستور من لحوم وشحوم وعظام وكبد وطحال حتى يجعل المخبر شيئا مختلفا عن المظهر ، وعلى ذكر التشريح سالت مرة استاذ التشريح في كلية طب بدولة خليجية عن مصدر الشجاعة التي يتحلى بها في تعامله مع الاموات ،فقال انه لا يخاف من الاموات بل يخاف من الاحياء ، فالميت لا يؤذي واما الحي فهو الذي يؤذي ويلدغ مرتين او اكثر .
الظريف ان الاعراب لا يوجد في لغات العالم ، ووجوده يقتصر على اللغة العربية ( لسوء حظ الطلبة ) وقد وضع اكثر قواعده وألف فيه اناس من الموالي على راسهم سيبويه المدفون في احدى ازقة مدينة شيراز التي انجبت علماء وادباء وشعراء من الطراز الاول ، وقد اكتشفت مزاره صدفة عندما كنت اتجول في الازقة الضيقة للمدينة ، وقفت عنده وقرأت الفاتحة على روحه وقلت : اذن انت اللغوي الشهير والعالم النحرير الذي ورطنا بمادة القواعد، ولو عاد سيبويه لمات ثانية من الكمد لما آل اليه حالة اللغة العربية ، واذكر باننا كنا نتكلم مع جملة من المثقفين حول الاعراب فانبرى احد الشعراء قائلا ، لاعار في رفع المنصوب وجر المرفوع ونصب المجرور لانها امور غير مقدسة ، فقلت للحضور مجاريا الوضع : ماذا لو جاء يوم راينا فيه انفسنا نصنع الطائرات والادوية والسيارات ولكننا نجر الفاعل ونرفع المفعول وننكر المعرفة ونذكر المؤنث .
وايهما افضل ، حفظ شرح ابن عقيل والفية ابن مالك ام اكتشاف دواء لمرضى السكر مثلا ، مع اني اعلم بان مجال المقارنة معدوم في هذا السياق، ولكني اردت ان اهبط الى المستويات المختلفة للتفكير السائد بين الناس هذه الايام .
والظريف باني كنت اقرا في مقال لرجل لغوي بارع ومعروف وهو الشيخ جلال الحنفي البغدادي ، قال فيه : ان السموات هي جمع مذكر سالم ، واعرب كلمة (كان) بانه فعل ماض تام ، فتمنيت لو يظل الفاعل مستترا عن الانظار الى الابد لحاجته الى ضمير رفع وخفض متحرك وساكن مبني ومهدوم وحتى لا تنكشف عورات المفعول به .

[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة
- المقاطع الاخيرة من صهيل التعب
- كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع
- عندما تموت الاغنية على شفاه النهر
- صهيل التعب
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد
- رسالة الى الارهابيين الشرفاء
- الشتاء القادم هو شتائي


المزيد.....




- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون و-دموع- بول ريكور؟
- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - العلاقة بين الاعراب والتشريح