أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع














المزيد.....

كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:54
المحور: الادب والفن
    



منذ ان اجبروني على الخروج من حضنك وانا احلم بك في كل اغفاءة ، احلم بصباحك المشرق ، حيث يتوجه البنات والبنين الى مدارسهم ولم أكن اهتم للمسافة الطويلة بين بيتنا في سوق القورية ومدرسة الامين الابتدائية وانا احمل كتبي واحرص على وضع كتاب الانكليزي في المقدمة حتى يعرف الناس باني في الصف الخامس الابتدائي ثم في السادس حسب الوان الكتاب الذي يتغير كل سنة ، وكنت كباقي الطلبة نفعل نفس الشئ حتى في المتوسطة والاعدادية ، واذكر المتوسطة الغربية وثانوية الحكمة ثم ثانوية الاماني المسائية ، ولو شاء الزمان وعدت اليك يا مدينتي سوف اعاود الكرة وامشي حتى المدرسة لاثما الابواب ولامسا جدران المنازل التي تستر الاسرار والمباهج وامر على المقاهي والمطاعم واملأ رئتي بروائح الكباب وادخنة الناركيلات وساذرع سوق القورية طولا وعرضا واقف امام محلات الطرشي والتوابل وباعة الاقمشة والمخابز واعرج الى احمد اغا وساقضي ساعة هنية في حمام الفرح العمومي واتناول الشاي بالدارسين ، ثم شارع الاوقاف واتوقف طويلا امام سينما العلمين وقد اتجه من تحت مبنى المحاكم نحو سينما الحمراء لا ستحضر افلام فريد الاطرش بالاسود والابيض.
ولا انسى ان نسيت جبين كركوك الساطع اعني القلعة الشامخة بالرغم من احزانها ومعاناتها عبر سنين القهر والعزلة .
آه يا صيف كركوك ويا حر الظهيرة عندما يسترخي الناس في قيلولة مريحة كنت اتسلل الى المحلة حيث ينتظرني اصدقاء آخرون ، فنجلس في ظل ظليل تحت طارمات البيوت ونسترسل في تأليف الفورطات الخارقة ، وفي العصاري عندما تهرع الصبايا الى اسطح المنازل فيرششن الارض بالماء فتتصاعد رائحة التراب الطيبة وينصبن الكلل البيضاء حيث ينام الاهالي تحت ضوء القمر .
آه يا ايتها المظاهر النابضة بالحياة في كركوك ايام زمان ، القيمر والكاهي والبقلاوة والزلابية والدولمة ،الشوارع والسينمات، العربنجية والمطيرجية ، السكارى والدراويش ، الحسينية والمساجد ، الاسواق وضجيج الباعة والعمال ، نهر الخاصة والجسر الفاصل بين الصوبين، المقاهي والدومنة والطاولي والمحيبس في رمضان ، استقبال الحجاج ، الموالد ، مجالس التعزية والسكاير والقهوة المرة ، حفلات الختان والاعراس والخوريات والدبكات ، اغاني سعد الحلي وحسن زيرك واكرم طوزلو وبنت الريف ، ومناطق الماس وعرفة ورحيم آوى وتبة ملا عبد الله وامام قاسم وصاري كهية وكاور باغي والمصلى ، العرب والكرد والتركمان والارمن والاثوريين والصبة ، السنة والشيعة.
أ أحكي عن الصباح المشرق لكركوك ام عن الظهر المسترخي ام العصر الطري ام المساء المنعش ام أحكي عن الطيبة والبساطة ، أ احكي عن العباءات والجراويات ودشاديش الاطفال المقلمة ، ام عن السهر حتى الصباح بانتظار العيد حيث دواليب الهواء والالعاب والملابس الجديدة والنشوة .
أياتي ذلك اليوم واذهب الى قرية امام زين العابدين في شهر رجب واطلب منه مرادي وارش الملبس على رؤوس الزائرين والتقي بالقادمين من الشمال والجنوب والشرق والغرب تجمعهم الطيبة والوئام والصفاء .
أ يأتي ذلك اليوم واغمض عيوني للمرة الاخيرة في دفء المدينة وتحت سمائها الازرق المليئة بالطيارات الورقية والنجوم اللامعة ويحتويني ترابها الى الابد.
احبك كركوك فاحبيني
وساعود قريبا فاقبليني
فهذا اسمك يراوح
مابين قلبي وجبيني
غازلتك فغازليني .

[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تموت الاغنية على شفاه النهر
- صهيل التعب
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد
- رسالة الى الارهابيين الشرفاء
- الشتاء القادم هو شتائي


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع