أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2















المزيد.....

شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 636 - 2003 / 10 / 29 - 03:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


      " شعبنا وصراع القوى الكبرى "  1 من 2

        د. مهند البراك

خرجت الولايات المتحدة الأميركية من الحرب العالمية الثانية كاقوى المنتصرين، حيث 
 تضاعف اقتصادها باكثر من 300 % ( في القطاع العسكري اساساً )، وحرصت على انهاض دول اوروبا الغربية واليابان، بشرط ان تسيطر على امداداتها النفطية، الشريان الأساسي للصناعة (1) . أي انها فرضت قيادتها على النظام الرأسمالي المشكّل حديثا في اعقاب الحرب، عن طريق اخضاع النفط واسلوب بيعه في العالم الرأسمالي لنفوذها، واوجدت لذلك نظام اسعار ووحدات سعرية، تطوّرت مع تطور السوق وصولا الى البترودولار، اضافة الى الشروط السياسية التي ضمنت قيادتها، محققة لها بذلك ارباحا فلكية اضافية .
ورغم حاجات العالم المنهوك الخارج حديثا من الحرب آنذاك، الى سلع الأستهلاك وحياة السلم والرفاه الأجتماعي المدني، الاّ ان مغريات الربح الفائق غير العادي في مجالات الأنتاج العسكري، دفعت اصحاب رؤوس الأموال الضخمة في الولايات المتحدة وشركائهم، اليه وفقا لمنطق الأنتاج الرأسمالي ذاته .
الأمر الذي كان الأساس الأقتصادي للحرب الباردة وسباق التسلح، التي شكّلت فيما بعد سببا رئيسيا في انهاك الأقتصاد السوفيتي ثم انهياره من جهة، وافقد بالتالي ومن جهة اخرى المؤسسة الصناعية العسكرية الأميركية اساس ارباحها الخيالية الغير عادية، بعد ان طغت ليس في الأقتصاد وحسب وانما في السياسة والمجتمع والثقافة .
وفي الوقت الذي طغت فيه عسكرة المجتمع والأقتصاد في الدولة السوفياتية وكانت العامل الهام في افولها اضافة الى ضغط الحرب الباردة . فان طغيان المجمع لصناعي العسكري الأميركي ادى ويؤدي الى نتائج اجتماعية داخلية مماثلة وان بآليات مختلفة، الأمر الذي كان قد حذّر من مخاطر تفرّده ووحدانية جانبه الرئيس الأميركي الأسبق دوايت ايزنهاور في وقت مبكر، وجرى السعي لأيجاد آليات للتخفيف من آثاره، ولكنها لاتستطيع ذلك الى الأبد .
وفي الوقت الذي وجد فيه كبار رجال المال والصناعة انفسهم، امام (معضلة) تحويل المجمّع العسكري الصناعي الأميركي الأسطوري الى الأنتاج السلمي، جاءت جريمة نيويورك في 11 ايلول 2001 لتحل تلك (المعضلة) وتؤدي الى اعلان (الحرب على الأرهاب)، حيث قفزت الميزانية العسكرية الأميركية الى 379 مليار دولار للعام الجاري لتكون اعلى زيادة منذ حكم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وبعد محاولات متنوعة لهيئات اختلاق الكوارث والتوترات في بقاع العالم ، بعد ان وضع الحجر الأساس لمواصلة نهج العسكرة والتسلح اثر انهيار الأتحاد السوفياتي ايضاً .
وفي اواخر العقد الأخير من القرن الماضي، اصبح تغير المعادلة الأقتصادية العالمية  اكثروضوحاً، فلم يعد يمثل الأقتصاد الأميركي الاّ بحدود 23 % من الأنتاج الصناعي العالمي بعد ان كان يشكّل اكثر من 50% مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد ان استثمرت دول رأسمالية كبرى كالمانيا واليابان انخفاض نفقاتها العسكرية ( بسبب الأجراءات التي فرضت عليها بنهاية الحرب) واحتلا المكان الثاني والثالث من الأنتاج الصناعي العالمي، اضافة الى الصين التي (تهدد) وتائر تطورها الصناعي السريع مكانة وربحية المجمع الصناعي العسكري الأميركي في ذلك المجال .
وما يزيد المجمع الصناعي العسكري الأميركي حراجة بمنظوره، ان اقتصاد دول الأتحاد الأوربي الخمس عشرة الصناعية مجتمعاً اصبح يتجاوز حجم الأقتصاد الأميركي، اضافة الى صمود عملته "اليورو" كعملة قادرة على منافسة الدولار المهيمن، والذي يمكن ان يزداد قوة بتوجه عدد من كبريات الدول المنتجة للنفط لتسعير نفطها به عوضا عن الدولار .
 وترى الأحتكارات الأميركية الكبرى ان لاوسيلة لها لأعادة تثبيت واحكام هيمنتها على الدول الصناعية الكبرى وبالتالي على العالم، الاّ باحكام قبضتها على مصادر النفط، المصدر الأساسي للطاقة والصناعة لحد الآن، مستثمرة التفوق العسكري، الأمر الذي ادى الى تحالف احتكارات النفط والسلاح والصناعة في الولايات المتحدة، الأمر الذي تعبّر عنه بوضوح الأدارة القائمة الحالية .
 من ناحية أخرى فان نفط الشرق الأوسط  الجيد النوعية والذي يشكّل 65% من الأحتياطي المكتشف في العالم كله، سيتحمّل العبء الأكبر من صراع القوى الكبرى على الهيمنة، وبالذات عراق اليوم ضمن معطيات ظروف المنطقة واتجاهات حركتها، فاضافة لكونه البلد الثاني بعد العربية السعودية في احتياطاته النفطية قيد الأستثمار، الاّ ان نتائج البحوث والتنقيب وصلت الى انه يصل بحدود 330 مليارد برميل، أي انه اكثر من احتياطي اغنى بلد نفطي في العالم، المملكة السعودية بحدود الثلث !! (2)
 الأمر الذي يضيف اعباءاً وتعقيدات كبرى على نضال شعبنا العراقي بعربه وكرده والوان طيفه ويفرض على قواه واحزابه الوطنية عربية وكردية ومن كل الوان الطيف الديمقراطي والقومي والديني  والعلماني ان تعمل على تمتين وحدتها الوطنية، الأساس الصلب لمواجهة انواع المشاريع والمخططات الطامعة بالعراق وثرواته التي تعرقل تحقيق الأماني الديمقراطية والقومية المشروعة .
 ويتطلب من قوات الأحتلال ان تعمل بجد وسرعة من اجل المساعدة على انجاز متطلبات انهاء الأحتلال والقضاء على الفوضى والأنفلات الأمني والبطالة وتسليم مهام ادارة وضبط البلد لأبنائه والأسراع بالتهيئة لأجراء انتخابات نزيهة لحكومة ديمقراطية فيدرالية لدولة مستقلة ذات سيادة، تقيم العلاقات وتعقد الأتفاقيات بما يخدم شعب العراق بعربه وكرده واقلياته، وتخضع لرقابة ولمسائلة برلمان منتخب  .
ان واقع الشعب العراقي وحقه بالحياة يطالب الأدارة الأميركية الحالية وحكومات الدول الكبرى بان تتصرف وفق معطيات ومفاهيم العصر التي تخطّت منذ زمن طويل مرحلة السيطرة الكولونيالية المباشرة والأستعمار، من اجل ايقاف نزيف الدم والحرائق وارساء نوع من الأستقرار الضروري لأسترداد الشعب عافيته الضرورية للأنتاج وممارسة الديمقراطية بعد عقود الدكتاتورية الأرهابية السوداء، والضروري للرفاهية وللنمو الأقتصادي العالمي، بعيداً عن الحرب والعنف . (يتبع)

26 / 10 /  2003

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حول "احتكار حق الفيتو" / جورج كينان رئيس قسم التخطيط الستراتيجي في وزارة الخارجية الأميركية آنذاك .
 (2) رونيفيلدت، فريديمان " هل يمكن تجنب الحملة الأميركية على العراق حتى الآن؟ " ـ Graswurzelrevolution, Nr. 268/02  .




#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق- (حلقة اولى) - دولة خَنَقت المج ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/حلقة رابعة ادعاءالعروبة والأ ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثالثة
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2