أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!















المزيد.....

المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 515 - 2003 / 6 / 11 - 21:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



             ـ 1 ـ

 سقطت الدكتاتورية بعد خمس وثلاثين عاما كبدت الشعب خلالها خسائر هائلة بالأرواح و الممتلكات، وشوّهت اجيالا في الحروب والســــــجون والتعذيب البشع والأعدامات واجراءات القمع ، والتشريد والتهجير، وفقدان الأحبة ومســـخت الحياة الأنسانية ومُثُلها الجميلة وقيمها، وشوّهت بنية المجتمع وحطّمت الطبقات والفئات الوسطى وامعنت في سحق الكادحين، مسخّرة الحصار (الذي لم يأتِ الاّ نتيجة حماقاتها)  للأمعان اكثربسياســـتها، وسط صمت العالم واجهزة اعلامه .
لقد اقترفت الدكتاتورية كلّ ذلك بانواع اجهزة القمع التي تغيّرت وتطوّرت مع الحروب والأحداث العاصفة ومقاومة الشعب ومن مجرمين محترفين  .   .  فبعد ان فقد اشقياءالمحــلات دورهم السابق، كفتوّة يحمون الأحياء من الغرباء ويسعون لحل مشاكلهم بالحــوار وفق قواعد اجتماعية لاتخلو من الشرف والضمير، بعيدا عن الشرطة والحكومة  .   .  طغـــــــــــت عليهم مجاميع القتلة ومرتكبي جرائم الســــــرقات الكبيرة والأغتصاب والتزوير والأبتزاز ومن القتلة المأجورين من حراّس مصالح الأغنياء وكاســـري الأضرابات والحركات الجماهيرية من ربيبي الكراجات والمـلاهي وسباق الخيل (الريسز)الذين نظّمتهم السلطات المتعاقبة بعدئذ بشكل سريّ وادارت اعمالهم ومصاريفهم بواسطة ضابط في ديوان وزارة الداخلية، الذي كان مســؤولاً عن تنظيمهم ومحطاتهم السرية ، كمحطة الشــــــحاذة العمياء عند رصيف عمارة مرجان في ساحة التحريرآنذاك ـ عن رواية النقيب (ن.ع) ضابط الداخليةالمنسّق حتى تموز1968ـ .
تكوّن جهاز حنين السري من تلك العناصر (وفق اجماع روايات الخارجين عنه) مموّلاً من خارج الحدود، ولـــــــعب الدور الأكبر في مجيء البعث في تموز 1968 ، حيث أعاد صدام بنائه السري(!) بعدئذ ايضا مدعوماً بخبرات كلّ المخابرات العالمية غربها و شــــرقها ، اضافة للمافيات الأيطالية والأميركية، والروسية بعدئذ .
لقد اجـــرى الدكتاتور تحولاً خطيراً في مفاهيم الأجرام في العراق من (المجرم الخــارج عن القانون) الى (المجرم المدعـــــوم بالقانون)، متخـــذا من "روايةالعراب" الوحشــــــــــــية الرومانسية(!)  وصراعاته المســــلّحة في عالم الجريمة الأميركية والمخدرات والجنس وسعيه للمشاريع الخيرية(!) وصلاته العالمية وسـعيه للتقرّب لدوائر الفاتيكان .  .  التي استمرعرضها في دور السينما والتلفزيون لسنوات طويلة، اضافة لمفاهيم؛ (المناضـــــل الناجح هو من يحمل شهادة الحـقوق تحت الأبط ومسدس يتدلى من الحزام)، و(ليس القانون الاّ ورقة يوقعها صدام حسين) ! !  اساســــــاً لتكوين  مجاميع متنوعة غاية بالسرية وقد ادامها وطوّرها، وفق احدث واخطر تطورات الجريمة في العالم .
وعلى اساس ربط الأجرام بالشـــــــعار السياسي وفق خلق صورة عدو والنضال ضدّه، باستغلال الأماني الوطنية والقومية والأجتماعية والدينية والســـــــــــعى لركوبها وفق طموحه الأجرامي بالزعامة ودوره في الصراع الدولــي، بنى الدكتاتور اجهزة القمع الجديدة من أجهزة حزب البعث بعد ان صفىّ وشلّ من لايتفق معه، الى اجهـــزة الأمن وتشكيل أجهزةالمخابرات ثم توسيع أقســـــــامها الخارجية، وتطوير وتوسيع اجهزة الأستخبارات العسكرية واعادة تنظيمها مرات عديدة،الى اجهزة المهمات الخاصة، واجهزة تلغيم احزاب المعارضة ومحاولات تحطيمها من الداخل اوشقها، اضافة الى محـــــاولات أصطناع احزاب مشـــابهة وتقليد خطابها السياسي لمحاولة حرف تفكير مريديها وايقاع الحيرة والبلبلة في صفوفها.
 وقد ساقت الدكتاتورية الى أجهزتهاالأمنية والقمعية لأول مرة النساء بالقسر والأرهاب وبالخداع والغواية والتهديد بالفضيحة، واستغلت التضامن الأســــــري والعائلي لغاياتها الدنيئة محطّمة ابســـــــط قيمنا الأجتماعية وتراثنا الأنساني  .   .  وادخلت التكنيك والتكنيك الدقيق في نشاطاتها، كأجهزة التنصّت وكاميرات الفديو المتطوّرة واجــهزة السيطرة الكومبيوترية وضبط حركة الأشخاص، اضافة الى ارشيف غاية بالتنوّع  للتهديد وضبط المعلومات وتحديثها، اضافة لأستحداث سلاح السموم كالثاليوم العراقي ـ ITh ـ كأحد نتاجات مؤسســـة (الحسن بن الهيثم) وغيرها، وانشأت العديد من مؤسسات (مكافحة الأجرام) لتعلّم الأجرام (!) وتطوير فن الوشاية والأندساس لتحطيم اية نأمة معارضة لسلطة الدكتاتور .
ورصدت ملايين كثيرة لتغطية مصـــــريف مئات الدورات التخصصية في اوربا واميركا للتعذيب الجسدي والنفسي واجهزته واساليب الأسقاط الســـياسي والأجتماعي، ولمكافحة حرب الأنصار والعصيانات المسلّحة في المدن واستيراد احدث المعداّت لذلك الغرض ، اضافة لدورات الحروب النفســــــــــــية وفنون الأعلام .
وكوّنت الدكتاتورية اخطبوطاً مالياً ونفطياً واجرامياً مع المافيات العالمية على اســـاس المنافع المتبادلة وتبادل الخبر، وقد كشف مقتل حســــــــــين كامل واخيه فقط عن اموال قـُدّرت بمليارات الدولارات أنشأت بها مؤسسات متنوعة بأسماء لشخصيات ومنشآت وهمية وبساعدة شخصيات ومافيات عالمية وعربية، تدرّ فوائداً قدّرت بملايين الدولارات ســـــــــنوياً، مع شبكة وكلاء هائلة في العالم (من رجال مال واعمال واعلام وســـــــــياسة وغيرهم من عرب واجانب لتوديع وتشغيل اموال فلكية لأجهزة صدام مقابل عمولات يُتّفق عليها .
 وعلى صعيد الأرهاب الجماعي الشامل، عملت الأجهزة على اســـــس السرية المطبقة ـ بالرغم من كونها هي الســـــــلطة ـ  اضافة الى النفس الطـــويل والخديعة ، وضربات الرعب الســــــــــايكولوجي، والسعي لتكوين مجتمع المخابرات وفق برنامج "جيوش الظلام" للجنرال هربرت هوبسون" ـ الكتاب المنهجي السري لمدرسة المخابرات الذي سقطت نســــخة منه بيد قوات الأنصار في مانكيش عام 1986 ـ ، وعلى اســــــــاس خطط تأطير المجتمع سيئة الذكر، بالوحشية والأعدامات العلنية ووشـــــم الجباه وقطع الأذن والألسن ورؤوس النساء ، والتعامل اللاأخلاقي وانتهاك الأعراف والحُرُمــــــــــات الدينية والأجتمـــــــاعية، فلاحرمة لأمرأة اوشيخ اوطفل .  .  مسخّرة اموالاً هائلة على أعــــــــلام الكذب والخديعة من صحافة وتلفزيون، عراقياً وعربيا،ً لتسيير المجتمع قسراً بمفاهيمها التي شوهت اوساطاً غير قليلة طيلة خمس وثلاثين عاماً، وخلقت درجة لايستهان بها من مجتمع الخوف والرعب والجريمة. (يتبع)

       مهند البراك

20 / 5 / 2003

 

المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثانية
        د. مهند البراك
    
ـ 2 ـ

 بعد خمس وثلاثين عاماً من الصراع الدمــــــــوي الذي لم يعرف رحمة ولااعراف بين دكتاتورية الجريمة والشعب العراقي بجماهيره وقوميّاته واديانه وقواه الســــــياسية والفكرية،   وبعد نضالات عنيفة شملت قطاعات شـــــعبية واسعة، سلمية وعنفية مفروضة متعددة الأشكال اخذت طابع الأنصار والأنتفاضات الشعبية المســــلحة وعصيانات الوحدات العسكرية النظامية،     شملت الريف والمدينة وكل حياض الوطن الأشم في الســهول والجبال والأهوار والتي ووجهت بالحديد والنار، بالتعذيب والأعدامات وبالراجمات والسلاح الكيمياوي  .  .  سقطت الدكتاتورية بفعل خارجي ولم تسقط بثورة اوبفعل داخلي وبطريقة لايزال اهم مفاصلها غامض !
سقطت الدكتاتوريةعلى ارضية الحروب والحصار وكوبونات التموين والفقر والحرمان والضياع والرعب من الحـــرب والموت، خالقة مزيجاً معقداً من الفرح والقلق والتصديق وعدم التصديق ومشاعر الفرح الممزوج بالبكاء على الوطن الذي تخرّب والخـوف من المستقبل ومن الشعور بالصِغر امام لعبة الكبار.
لقد نفّسَت الجماهير عن آلامها واحزانها وكبتها وحرماناتها بالهــــــــــجوم على تماثيل وجداريات الوحش وعلى دوائر سلطته وخربتها وصــــادرت بعض اثاثها المبتاع بدمائها  لأنها الأقرب والممكن، للتعبير عن اقتصاصــها وردّها على الدكتاتورية التي لم تندحر على يدها رغم تضحيات وآلام السنين، اضافة لحاجتها لتلك الحاجات بعد ان باعت وتخرّب الكثير لتعيش، وبعد ان هيمن ســـلوك غذّته الحروب، من ضياع وموت وفقر ونهب،ومعادلات قاتل او مقتول، ناهب او منهوب .
الاّ ان ردةّ الفعل تلك غطّت على خطط عصابات صدام التي تهيّأت عشيّة الحرب لضرب أي تحرّك شـــــــــعبي يمكن ان يكرر انتفاضة آذار 1991 المجيدة، ولأنسحاب ارادته ان يكون منظّما من عدد من المدن بحرق وتدميرالوثائق والمســــتمسكات وكل ما يدينها ولتدمير الدولة (ليس السلطة) .  .  ورغم ما جرى من تحذيرات قبيل الحــــــرب من خطط الدكتاتورية لتخريب المدن ومرافقها الحساسة كالماء والكهرباء والبنوك والمستشفيات وغيرها فسّرت انها لتحطيم العراقيين ومعاقبتهم (؟!)، الاّ انها لم تتوصّل الى المخاطر التي تنجم عنها.
توسّع النهب والتدمير ليشير الى انه يتم وفق خـــــــطة فاعلة لشلّ البلاد واثارة البلبلة والفوضى والخــــــــــــــوف، بتدمير مراكز وثائق التعريف والأنتماء والتملك، كدوائر الجنسية والأحصاء والبنوك والطابو اضافة الى متاحف العراق ومكتبته الوطنية، التي اضافة للتخريب فانها امّنت اموالاً هائلة للجناة التي تشير دلائل كثيرة الى كونهم محترفين ذوي صلات بامثالهم في المنطقة وفي عدد من الدول ايضاً، ويتحركون وفق خطط مرسومة سرية لايمكن ان تكون الاّ من عصابات عالية المهارة والسرية والتدريب،لا يقوم بها مجرمون عاديون (رغم مساهمة البعض) ، فماذا يجني مجرم عادي من نهب سجلات دائرة الأحصاء مثلاً ؟
وادت الفوضى وانعدام ضوابط الحياة اليومية وانتشار الأسلحة وتعدد اسواق بيعها الى حالة ادت وتؤدي الى انعدام الأمن ووضع الناس في مواضع القلق واشغالهم بالدفاع عن النفس والمال والعرض، والهائهم باوضاعهم الحياتية من تدبير الدواء والغذاء واتعـــــابهم اكثر جراّء انقطاع الماء والكهرباء في هذا الصيف القائض .  .
ويخلق انعدام الدولة واجهزة الشــــرطة، وكثرة اللصوص وتسلّح العديد من المواطنين للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم اضافة للبطالة وانقطاع الرواتب، حالة من انغلاق التفكير خاصة بين الفئات الفقيرة، على كيفية اجتياز صعوبات اليوم المعاش، اكثر من الســـــــــياسة والتفكير والمساهمة في خلق البدائل الدمقراطية التي يُعلن عنها باستمرار .  .  . الأمر الذي يساعد على اعادة تشـكيل العصابات وفق الواقع الجديد بالتلوّن والدخول الى صدر مسرح الأحداث،ويؤدي الى ارغام الناس على قبول عدد منهم كمندوبين وممثلين عنهم كــــامر واقع امام انفلات الأمن وضغط الحياة الذي طال وتفاقم، الأمـــــرالذي قد يرغم الناس على قبول من يعرفوه سابقا على مساوئه، مقابل التخوف ممن لايعرفوه بعد .
وتعمل عصابات صدام على اقامة تشكيلات تنسجم مع معطيات المرحلة المتناقضة التي تتلخص بـ : ســـــــقوط الدكتاتورية بدون ثورة او انقلاب داخلي رغم تراكمات التغيير السياسي والأجتماعي لفترة طويلة، سـابقة وجود جيش اجنبي يحكم البلاد الآن رغم اسقاطه للدكتاتورية المقيتة، اصطفاف القوى المعارضة للدكتاتورية الذي لم يأت من نضالات الشـــــارع التي غابت عنها لفترة ليست قصيرة مؤخرا بســــبب القمع الجنوني الذي اودى بحياة مئات المناضلين من كل الفصائل المعادية للدكتاتورية  .   .
 الأمر الذي يؤدي الى ظهور تشكيلات من الوجوه الموجودة في المرافق المختلفة ممن  سايرت النظام الوحشي الشمولي حيث يعشـــــعش في بعضها سراً عدد من رجال العصابات تلك بخبراتهم ومهاراتهم العملية والأجرامية ( ليس بخطورتهم السـابقة، لســـقوط الدكتاتورية، الاّ ان خطورتهم تزداد مع استمرار انعدام الأمن وفراغ السلطة .  . )
يتحرك افراد تلك العصابات الآن متلبســــــــين لبوس التكنوقراطية والعلمانية والأسلام والطائفية .  .  بعد ان تهيّاوا لها في سنوات الأندســـــــــــاسات ومحاولات احتواء تلك التيارات وحرفها. ولاينسى الشعب تجاربه المريرة الناجمة من ســـــرعة تلوّن منتسبي الحزب وخاصة الأكثر اجراما منهم، على ارضية تجارب انقلاب شـــــــباط وتشرين 1963 حين شارك عدد من قادتهم المعروفين في الحــــكم الجديد، ليلموا صفوفهم لحلّتهم الجديدة في  1968 وليس بدون دعم الغرب ابداً .  .  الأمر الذي يثير المخاوف من امكاناته وخططه الجديدة .
 وتلعب منظمات المغتربين في الغرب وعناصر صدام في الدول العــــربية ودول الجوار اضافة الى وكلاء وشبكات السوق السوداء التي تشكّلت وازاحت الآخرين طيلة سنوات الحروب والحصار، الدور الداعم تنظيميا وماليا وتخريبياً من الخــــــارج ، في وقت يتصاعد فيه الرفض لوجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط لأسباب متنوعة .
 في هذا الجو الملبّد بالأخطار المتنوعة تُعقدالصفقات المـــــــالية الهائلة في الخفاء بين اثرياء مرحلة الدكتاتورية (!)  وشركات الأستثمار الجديدة التي تتهيّأ للأعمار، ويبدو ذلك من خلال تصريحاتهم ومقابلاتهم الصحفية وهم عائشين بأمان بحماية ميليشياتهم المسلحة الاّ انهم يفتقدون ساحات التنس(!)  كمؤشر من مؤشرات اخرى على ان عدم اليقضة والتـــــحرك الجاد لبناء الحكم الوطني،  وبقاء اغنياء الســوق السوداء والمضاربين ووكلاء صدام وعدي وقصي وكل ضباع وقطط الحرب السمان يتحركون بأمان بل ويجنون ارباحا اضافية الآن .  . يؤدي الى تعمق الأحباط واللابالية من جــــهة وظهور نزعات التطرف المتنوعة، ونزعات الأقتصاص من مجرمي النظام السابق الذين يتحركون بكل حرية، بعد تســــــرب الياس الى انهم لن يُحاكموا بل وسيبقون بكل امتيازاتهم (!) .
وفي الوقت الذي خلق فيه صدام مؤسســــــــــــــة مالية مافيوية مسلحة سرية باشراك مساعديه في تنفيذ الجرائم المقترفة، واشـــــــــــــراكهم بالغنائم، اضافة لأطلاق يدهم في حرية الوصول الى اهدافهم المقررة، مقابل عقوبة المــــوت جزاء الخيانة، مكوّناً مجاميعا تتمتع بقوة ورفاه لاتتنازل عنه بسهولة كما يُتصوّر .  . فتؤهله للبقاء كقطــــب في المجتمع كما يعتقد،يعود من خلاله هو او احد الأبناء للحكم كعائلة بوتو في الباكســـــتان ، سوهارتو في اندونيسيا، شاه ايران .  .  .
لقد فاته، انه كان قدهُيّأ وفُسح له المجال للقيام بدور غاية في الخطــــــــورة في الشرق الأوسط والخليج، الا وهو تطمين مصالح الشركات النفطية، وتحطيم النضال التقدمي التحرري في العراق ، شق النضال العربي التحرري، محاولة انهاء الثورة الكردية ومن ثم محاولة خنق الثورة الأيرانية، وتطمين المصالح في الخليج ضمن معادلة امن الخليج في حينها ومن ثم جعل الخليج مسرحاً اكبراً لتحشيد القوات العســكرية  .  .  في زمن  دُعم فيه البعث العراقي وصمم لظروف الحرب الباردة ولكبح جماح الحركة التحررية العربية، خاصة الأحــــــــزاب الشيوعية والحركة الدمقراطية واليسارية في الشـرق الأوسط في زمن صراع القطبين الأعظمين (*)،وقد ادّاه بكل وحشية تجاه الحركة الوطنية العراقية بعربها وكردها وتركمانها، بمســـــــــــــــــلميها ومسيحييها وكل الوان طيفها ولم يعد يصلح للظروف الجديدة وموازناتها، كما يقدّر العديد من المحللين .
الاّ ان مايثير قلق اوساط واسعة ان اوساطاً متنفذة من الرأســمال الدولي لا تزال تحتاج الى مجاميع ذات سطوة لتنفيذ خططها الأستثمارية وحماية مصالحـــــــــها وبيوتاتها المالية في العراق والمنطقة، بما ينسجم مع واقع المنطقة في ظروف العولمة الرأســـــمالية بقيادة القطب الواحد، مجاميع كعصابات صدام تحتاجها للمناورة بها في اغنى بقاع العالـــــــم واكثرها حيوية  واحتياطي لتهديد من يتجاوز الخطوط الحــــــــمراء في الوطن وبالتالي المنطقة، بعد ان نجحت في دور الفزاعة لدول الخليج النفطية، دون الألتفات الى حل المشـــــــــاكل وفق الأرادة الشعبية واحزابها الوطنية .
ومايثير القلق ان الدكتاتورية لم تســــــقط بل هربت (رغم كبر الأنجاز) وهي تعلن عن نفسها بين الحين والآخر، وبشكل يعني ان حساب مصالح التحالف يجري على نار هادئة رغم معاناة العراقيين   جراء الفراغ السياسي  .  .  ان الصراع مســــــتمر وسيستمر باشكال وطرق جديدة يحرص الكبار على اخراجها بطرق ليست كلها معلنة لحد الآن،  بصورة شبيهة لما جرى في  1968بمســـتوى اعلى،  وبوجود الجيش الأميركي على ارض الوطن هذه المرة . وذلك لايعني ان صدام سيستطيع العودة للحكم الآن بعد فراره وانفضاحه الاّ انه وعصاباته قد يلعبون دورا شبيها بالفزاعة التي تظهرلتؤدي دورا موازناً للمسيرة اللاحقة (!)، بين حين وآخر. 
(يتبع)

      د. مهند البراك

      23 / 5 /  2003

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع "تصريح روجر موريس" كبير الـ CIA وعضومجلس الأمن القومي الأميركي في ادارتي الرئيسين الأميركيين الأسبقين جونسون ونيكسون الرئيسين الأسبقين، للـ"واشنطن بوست" اواسط نيسان 2003 .
مذكرات حردان التكريتي، فصل"البكر والكواليس" . مذكرات "فتحي الذيب" مساعد الرئيس عبد الناصر . مذكرات طالب شبيب عضو قيادة البعث ، اضافة لتصريح علي صالح السعدي امين سر القطر عام 1963 .

 




#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!