أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟















المزيد.....

هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 553 - 2003 / 8 / 4 - 02:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  (( هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد ))
     بين الكبار ؟

        د. مهند البراك

 في الوقت الذي يشكّل احتياطي الولايات المتحدة النفطي  2% فقط من الأحتياطي العالمي، فان استيرادها منه يشكّل 25% من مجموع صادرات النفط في العالم سنويّاً. ويشكّل النفط المستورد فيها اليوم 60% من حجم النفط المستهلك، بعد ان تحددَ استخراج النفط في آلاسكا بسبب قوانين البيئة، ورغم الجهود لأستخدام الطاقة الهيدروجينية بدل النفط، التي خصص لها الرئيس الأميركي بوش 1,7 مليار دولار للسنوات الخمس القادمة .
 وفي الوقت الذي يؤدي فيه ارتفاع اسعار النفط الى ارتفاع تكاليف الأنتاج وبالتالي ارتفاع اسعار المنتجات الأميركية وضعف قدرتها التنافسية داخل وخارج الولايات المتحدة، فانها تسعى الى ثبات اسعار وقود السيارات الشديد التأثّر بتقلّب اسعار النفط الخام، بدون زيادة الضريبة عليه، لما تترك من آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة، اذا علمنا ان حركة النقل (سيارات وشاحنات) لوحدها تستهلك بحدود نصف النفط المستورد الى الولايات المتحدة .
 ونظراً لأن نصف واردات النفط الأميركية تأتي من دول اوبك (خاصة من دول الخليج التي تمتلك ثلثي الأحتياطي العالمي، ونفطها هو الأرخص سعراً والأسهل استخراجاً الذي لا يُتوَقّع ابداً ان تستغني الولايات المتحدة عنه)، الأمر الذي يجعل استقرار الأقتصاد الأميركي، مرتبطاً مباشرة باستقرار الوضع هناك .
 وفي خضم السعي لتأمين الحاجة الى النفط، جاءت زيارة الرئيس الأميركي لدول غرب افريقيا، حيث تستورد الولايات المتحدة كميّات كبيرة من النفط من انغولا ونيجيريا، وتستعد للحصول عليه من تشاد، عبر خط انابيب اكسون موبيل الأميركية لربط حقول النفط التشادية بموانئ التصدير في الكاميرون، وتسعى لزيادة استثماراتها في افريقيا الأمر الذي يطرح اهمية ايجاد حلول للمشاكل هناك والمتعلّقة بالنفوذ الفرنسي التاريخي فيها .
 من ناحية اخرى، ترى شركات النفط الأميركية انه بالرغم من غزارة نفط قزوين، الاّ انه مرتبط باوضاع آسيا الوسطى البالغة التعقيد والعالية الكلفة في الوقت الحالي، ويتوقّع المراقبون من القمة الروسية ـ الأميركية القادمة للتعاون في مجال الطاقة في ايلول القادم في سان بطرسبورغ، اضافة الى مشروع اقامة خط انابيب من حقول نفط سيبريا الى ميناء مورمانسك الروسي ليصدّر منه الى الولايات المتحدة، ايجاد حلول مشتركة لمواجهة اعمال العنف في الشيشان ووسط آسيا، اضافة الى سبل استقرار الوضع في العراق .
يأتي كلّ ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الدول الصناعية في اوربا واليابان اضافة للولايات المتحدة، صعوبات تزداد تعقيداً بسبب الوضع الحرج في العراق، الذي نشأ بعد سقوط الطاغية صدام، اثراعلان الحرب، واعمال النهب والعنف التي قامت بها عصابات صدام، وقرار مجلس الأمن الذي اعتبر العراق محتلاًّ، ثم حلّ الدولة والجيش وتصاعد البطالة والفقر بمعدلات سريعة مخيفة، الأمر الذي ادىّ الى انعدام الأمان .
ويزيد التعقيدات سوءاً، عدم تشكيل حكومة جديدة ذات صلاحيات قادرة على الحل والربط، الأمر الذي يزيد قلق روسيا وفرنسا واليابان على مصير ديونهم، وعقودهم السابقة التي ابرم معظمها مع الطاغية صدام شخصياًّ، اضافة الى القلق على مصالحهم المستقبلية في المنطقة .
ان تحرّك الأدارة الأميركية للتفاهم مع الدول الأوربية واليابان تحت مظلة الأمم المتحدة وعلى اساس التفاهم بعيداً عن الحروب في مناطق المصالح، اضافة الى قيام حكومة مؤقتة ائتلافية ذات صلاحيات، على اساس التشاور مع القوى الوطنية التي بدورها عليها ان تتفق على المطالب الوطنية الآنية الملحّة بعيداً عن الحزبية الضيّقة ونزعة الأستئثار، وتحديد جدول بأنهاء الأحتلال، وبناء مؤسسات الدولة وصرف الرواتب وضمان الأمن والعمل على اجراء انتخابات ديمقراطية، مع غيرها يمكن ان تؤمّن وضعاً مستقراً في العراق والمنطقة.
وبعكس ذلك تتفاقم المخاطر في العراق والمنطقة ، جراّء انعدام الأمن والفقر والجوع في ظل انعدام حكومة وطنية قادرة على تلبية الحاجات الوطنية، في وقت تتزايد فيه النزعة الوطنية ضد الأحتلال الأجنبي، ومشاعر الأحباط والقلق من مستقبل مجهول، الذي تسعى بقايا صدام لتجييره لها، في الوقت الذي تبدو فيه، انها لاتعاني من صعوبات مالية جراّء استمرار نشاط عناصرها في سوق النفط السوداء وغيرها   .  . 
كما ان زيادة توتير الأجواء مع دول الجوار العراقي، القلقة اصلاً من التواجد العسكري الأميركي بجوارها، يدفعها الى السعي بكل الطرق الى ابعاد خطر الحرب عنها، بالمساعدة على بقاء القوات الأميركية منشغلة بالمواجهات المسلحة في العراق، بمختلف الطرق .
من جانب آخر فان محاولة الدول الأوربية وخاصة فرنسا وروسيا اضافة الى اليابان والصين، للضغط على الولايات المتحدة للمشاركة في نفط العراق وفي التواجد العسكري في اطار الأمم المتحدة، وعدم الأستجابة لها لأجبارها على التراجع عن سياستها المنفردة في اعلان الحروب وفق مصالحها هي فقط ، الأمر الذي اخافها من احتمالات احتلالها هي ذاتها من قبل الولايات المتحدة في ظل مناخ دولي متوتر ينذر باندلاع الحرب . الأمر الذي يشكّل خطر قيام مواجهة عسكرية بين الدول الكبرى بشكل مباشراوغير مباشر، كما هو في طريقه للحدوث الآن، الأمر الذي تشجّعه احتكارات السلاح العالمية . 
ويتوقع عدد من المراقبين، ان الرئيس الأميركي بوش، وبسبب ازدياد الخسائر بارواح الجنود الأميركان وتصاعد غضب الشارع الأميركي من مدى مصداقية اسباب اعلان الحرب، وعدم الوضوح وسرعة تغيّر الخطط الأميركية في العراق واختلافات دوائر الأدارة الأميركية ، التي تهدد بانخفاض شعبية الرئيس وحزبه الجمهوري، في وقت بدء الشروع بتحضيرات انتخابات الرئاسة الأميركية، ان الرئيس سيعلن مفاجئة كبرى باعلان قيام حكومة عراقية انتقالية والبدء بانسحاب القوات الأميركية وتسليم البلاد الى قوات مشتركة من الأمم المتحدة تشارك فيها قوات اميركية، بعد اتفاق الكبار على النفط العراقي .  

      3 / 8 / 2003       



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق- (حلقة اولى) - دولة خَنَقت المج ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/حلقة رابعة ادعاءالعروبة والأ ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثالثة
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟