أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة














المزيد.....

لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخوض حزب العمال الكردستاني في تركيا ( PKK) نضالاً عنيداً من أجل تحقيق آمال الأمة الكردية في الحرية والوحدة منذ عقود طويلة . وإن كانت المعايير المتعارف عليها دوليّاً تعتبرأعمال الحكومات التركية لوأد حركة الشعب الكردي شأناً داخليّاً وبالتالي حقها في إستخدام الوسائل المسموح بها في تلك المعايير للوصول إلى غايتها إلاّ أن الأوضاع الداخلية والإرتباطات الدولية للدول الأخرى وخصوصاً دول الجوار لا بدّ أن يكون لها شأنٌ في إتخاذ الموقف الأسلم من هذه القضية .

نحنُ لسنا بصدد الدخول في مناقشة موقف الحكومات التركية في هذا الموضوع فذلك شأنٌ قد يكون لغيرنا الحق فيه ، ولكننا معنيّون بالشأن العراقي ، وعلى الخصوص في الفترة الراهنة .

قام رئيس الوزراء بزيارة رسمية إلى تركيا وتمّت المباحثات مع الجانب التركي التي إنتهت بصدور بيان مقتضب لم يشر إلى أي تفصيل ولم ينفي وجود بنود إتفاقات غير قابلة للنشر ، وبعد فترة لا تتجاوزعدة أسابيع قام وفد علي أعلى المستويات من وزارة الداخلية برئاسة وزير الداخلية بزيارة إلى تركيا وبعد مباحثات ثنائية تمّ الإعلان عن التوقيع على إتفاقية بين العراق وتركيا لمكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني !!!

حكومةٌ ووزارةُ داخلية عاجزتان عن توفير الأمن والإستقرار في الداخل منذُ أربع سنوات ، وفاقدة السيطرة على 80% من أرض العراق بضمنها العاصمة بغداد فهل يُعقلُ أن تكون لها القدرة في تقديم أي عمل عسكري بشأن ذلك الإتفاق أم أن الغرض الأساس من الإتفاق هو سياسي ؟ صفقة تحصلُ ببموجبها تركيا على إعتراف صريح من الجارة الجنوبية على حقها في مكافحة ذلك الحزب بإسم الإرهاب ، وتُحقق الحكومة العراقية أغراضاً وأغراض ؟

قبل أن الدخول في موضوع أغراض الحكومة العراقية لا بدّ لنا من التذكير بنقطتين مهمتين أولاهما أن الحكومة إتخذت منحى الطائفية ( والطائفية أوّلاً وأخيراً ) منذ تأسيسها ، وثانيتهما التساوق العجيب بين تزامن عقد الإتفاقية التركية العراقية مع قيام إيران بالتحرش العسكري على الحدود العراقية في منطقة كردستان ثم قيامها بغلق حدودها في تلك المنطقة .

لا شك أن التحالف الكردستاني في العراق الذي يتكوّن بصورة رئيسية من الحزبين الكبيرين الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني والإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة السيد جلال الطلباني يضمّ في صفوفه العديد من الأحزاب الأخرى والشخصيات المستقلّة ، وهذا التحالف ليس بوتقة صهرت أفكار الجميع في وحدة فكرية واحدة ، بل أن الكيانات العديدة المنضوية تحت التحالف لها أجندات خاصة بها تتشارك في الحلقات المركزية التي تؤمن بها لتكوين التحالف . وبصورة عامة يمكن إختصار تلك الأجندات في ثلاث مجموعات ؛ مجموعة الإسلاميين ومجموعة القوميين ومجموعة الوطنيين .

مما ورد أعلاه نلاحظ أن تماسك التحالف الكردستاني يظلّ قائماً طالما تمسّك كلّ طرف في التحالف بالمبادئ المتفق عليها من جهة وعدم القيام بنشاط بالضد من مبدأ جوهريّ لأجندة أي طرف آخر وإلاً أدى ذلك إلى إنعزال ذلك الطرف عن التحالف وبالتالي ضعف التحالف .

يطفو على السطح السياسي بين أبناء الشعب الكردي في العراق الجدل حول أولوية الإنتماء ( الإنتماء القومي الكردي أم الإنتماء الوطني العراقي ) . وإن هذا الجدل النابع من أعماق طموحات الجماهير الواسعة للشعب الكردي لبناء مستقبله هو المحرّك الفكري لتوجّهات كافة الفئات السياسية العاملة في كردستان لرسم أهدافها ووضع سياساتها وخططها وبرامجها . فالفئات ذات المبادئ القومية تعتبر حقوق الأمة الكردية أينما كانت هدفها الأسمى ، وهي إن لم تسمح لها الظروف المحلية أن تعمل بإتجاهها في الوقت الراهن إلاّ أنها لن تقبل بأي حال بالإعتداء على تلك الحقوق المقدّسة في أجندتها ، بينما تعمل الفئات المؤمنة بمبدأ الإنتماء الوطني العراقي على تقوية أواصر الوحدة الوطنية العراقية من جميع مكوناته القومية والدينية والحفاظ على وحدة العراق ككيان موحّد في الظروف الدولية الحالية على الأقل .

إختارت الحكومة العراقية أن تلعب لعبتها القذرة مؤخّراً بتحريك الأوتار التي تؤجج أوار الفرقة بين أطراف التحالف الكردستاني لتجعل نارهم تأكل حطبهم وولتضعف موقف التحالف في مطالباته الكثيرة ( التي قد لا نؤيّد بالضرورة كُلّها ) ولتخفيف شروطه في مساندة الحكومة في سياستها الطائفية والتساهلية مع الجهات الإجرامية سواء خارج السلطة أم داخلها ، ثمّ إشغال التحالف بإنقسامات داخلية تقعده عن إدارة إقليم كردستان بالكفاءة التي حوّلت المنطقة إلى نموذج ترنو إليه أنظار العراقيين جميعاً سواءً بالإكبارلما تمّ إنجازه من تقدم حضاري فيه أو إستصغار الوضع الداخلي العراقي في المناطق الأخرى التي هي مسؤولية الحكومة المركزية .

إن ناقوسنا يرن عالياً لكشف أغراض هذا الإسفين الذي يراد غرسه في عضُد الإئتلاف الكردستاني الذي يمثل في الوقت الراهن القوة السياسية المؤهلة لتلعب الدور الكبير لإعادة مسيرة العراق الجديد إلى الإتجاه المنطقي العقلاني التقدمي ، بالتوجه نحو بناء العراق الديمقراطي الفدرالي العلماني ، بعيداً عن التوجهات المتخلفة الطائفية والعنصرية ، وفي نفس الوقت نهيب بالقادة السياسيين من جميع الأحزاب وكذا المفكرين وبالأخص من إخواننا الأكراد الإنتباه إلى هذا المخطط اللئيم وكشفه ومحاربته .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا
- آفةُ الخُنوع
- إلى أينَ ؟
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة