أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مع التطورات العراقية الأخيرة














المزيد.....

مع التطورات العراقية الأخيرة


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقعت مؤخرا أحداث هامة تخص العراق ووضعه العام.
كان أبرز تلك الأحداث زيارة بوش المفاجئة، وهبوطه في قاعدة الأنبار الأمريكية، حيث قابل زعامات عشائر "صحوة الأنبار" بقيادة المرحوم عبد الستار أبو ريشة. وفي الأنبار أيضا، قابل كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
لقد تلت ذلك الحدث شهادة كل من السفير الأمريكي في العراق، والقائد العام للقوات الأمريكية في العراق، بترايوس، أمام الكونغرس الأمريكي حول الوضع العراقي، واستجوابات أعضاء الكونغرس لهما بصراحة؛ كما ارتبط بهذا تقرير البيت الأبيض للكونغرس، وهو تقرير مفصل وشامل عن الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق. أما الحدث الأخير فهو اغتيال المرحوم عبد الستار أبو ريشة بعد زيارة بوش، وإذ لا تزال التكهنات حول جهة الاغتيال متباينة حتى تكشف الحقيقة في تحقيق دقيق وأمين.
في شهادة السفير الأمريكي وبتريوس، كما في تقرير البيت الأبيض التفصيلي، نقرأ عن تحقيق تقدم في الوضع الأمني، وخصوصا في الأنبار وديالي، وانحياز عدد كبير من سكانها لمحاربة القاعدة مع القوات الأمريكية والعراقية، وكذلك في أحياء الأعظمية، والعامرية، وأبو غريب. يرد في التقرير " إن الهجمات القاعدية على الأنبار أصبحت أقل من ربع ما كانت عليه في شهر يناير الماضي، وقد تطوع أكثر من 40 ألف من تلك المناطق لدعم مبادرات الأمن المحلية، وأقر المالكي توظيف 12 ألف شخص في الأنبار و1735 رجل محلي، بينهم من كانوا قد رفعوا السلاح ضد الأمريكان والحكومة.
أما عن المليشيات الحزبية الشيعية، فإن كلا من الشهادة والتقرير يتحدثان عن تقدم محدود في كبحها، مع التأكيد على دور إيران في تدريب، وتسليح وتمويل تلك المليشيات، وتزويدها بالصواريخ، والهاون، والقذائف المتطورة، مما زاد في وفيات القوات الأمريكية، فإيران، كما قال بترايوس، "تشن على القوات الأمريكية "حربا بالوكالة" باستخدام المليشيات وخصوصا جيش المهدي، ويقول التقرير إن المليشيات لا تزال تعمل خارج القانون في مناطق من بغداد لم يتم تنظيفها، وفي محافظات كربلاء والبصرة والقادسية وميسان. بصدد العنف الطائفي فقد انخفض جزئيا برغم كونه لا يزال خطرا حقيقيا.
لقد وجه التقرير انتقادات كثيرة للحكومة وإن أعلن الرئيس الأمريكي من جديد دعمه للسيد المالكي، وقال بوش إن الحكومة العراقية أحرزت تقدما سياسيا محدودا رغم زيادة القوات الأمريكية، والتحسن النسبي في الوضع الأمني؛ وجاء في التقرير إن الحكومة حققت تقدما كافيا في تسع نقاط من مجموع 18 نقطة سياسية وأمنية.
هذه هي الصورة الأمريكية الرسمية للأحوال الأمنية والسياسية في العراق.
لقد ضج بعض النواب العراقيين من الانتقادات الأمريكية، وأدلى نائب كردي بتصريح عنيف جدا ضد الأمريكان، قائلا إن كل الأخطاء هي أخطاؤهم لا أخطاء الحكومة، وإن عليهم الإقرار بذلك. بل إن هذا التصريح ينفي أي دور لإيران وسوريا في التخريب، حيث يرد "إن الأمريكان يحاولون إلقاء اللوم مرة على العراق، وأخرى على سوريا وإيران."
نرى من جديد أن المسئولين والنواب يبرهنون على ضيقهم بالنقد، علما بأن الولايات المتحدة ليست طرفا منحازا ضد العراق، بل قدمت ضحايا بشرية كثيرة، وأموالا طائلة، ولا تزال تدعم الحكومة العراقية. ما دمنا بصدد الأخطاء الأمريكية الفادحة، فتنحصر كما نرى في العامين الأول والثاني، وهي أخطاء أشرنا لها مرارا مع كتاب آخرين، وخصوصا ترك الوضع الأمني والحدود منفلتة، والطريقة التي تم بها إعلان حل الجيش دون دعوة أفراده للالتحاق مع عزل القيادات العسكرية العليا. هناك طبعا الموافقة على جدول زمني متسرع، يحلم بإقامة الديمقراطية في العراق في عامين أو ثلاثة، في مجتمع "يتميز بأربعة عقود من الديكتاتورية"، على حد تعبير التقرير. إن محاولة تعليق أخطاء الحكومة والقيادات العراقية على المشجب الأمريكي لا يدل على تواضع ولا على نضوج سياسي.
إن حرب الإرهابيين على العراق لعب ويلعب دورا كبيرا فيما وصل له عراق ما بعد صدام، وبالطبع هناك دور المليشيات الحزبية، التي لم تحلها الحكومة رغم أن الدستور يحظر وجودها، وعلينا أن لا ننسى الدستور المشوه الذي وضعته القيادات الحاكمة، بما يفرض حكم الشريعة، وينتهك حقوق المرأة، ويضعف دور الحكومة المركزية. نعرف كذلك أن المليشيات، والعديد من المسئولين في الجنوب، وليس الأمريكان، هم من يهربون النفط العراقي. وماذا عن الفساد المستشري، والدعايات الطائفية الرسمية في التلفزيون، وعن تشجيع الزيارات الدينية المليونية بلا ضوابط ولا حدود، مما أدى للمئات من الضحايا، والمزيد من إضعاف الأمن. نضيف أن إيران تتدخل تدخلا واسع النطاق، وتكاد تهيمن على البصرة بمخابراتها وأموالها وعملتها، ودعايتها، وولاء بعض المليشيات لها. أما الحكومة، فتتحدث عن "الدور البناء لإيران"، يستوي في ذلك موقف الائتلاف أو الجبهة الكردستانية وكأن إيران هي "المنطقة الحرام" التي لا يجوز التقرب منها!!
لن يتقدم العراق ما لم يتعلم الحكام العمل بتواضع، والإصغاء للنقد البناء، من عراقيين أو من الإدارة الأمريكية، أو غيرهم، وما لم يكونوا على استعداد لتصحيح الخطأ من منطلق الحرص على مصالح البلد وشعبه، قبل المصالح الحزبية، والفئوية، والهيبة الشخصية1
في 16 سبتمبر 2007




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحو حكومة تكنوقراط عراقية؟؟
- نعم.. المواطنة هي الأساس..
- وأخيرا جاء دور الطائفة الأيزيدية!
- مثلث التطرف الإسلامي
- بين الفرحة الفريدة والأحزان المقيمة.
- الكابوس الليبي وتراجيديا الممرضات البلغاريات..
- الفوز الرياضي العراقي بين الابتهاج والموت!
- جيش المهدي ومفارقات السيد رئيس الوزراء..
- مفهوم الاعتدال السياسي لدى القيادات العراقية
- الأحزاب الدينية الحاكمة وتقويض العملية التربوية في العراق
- أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - مع التطورات العراقية الأخيرة