أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز الحاج - حرب تطهير العراق من المسيحيين














المزيد.....

حرب تطهير العراق من المسيحيين


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذا موضوع تناولناه وكتاب غيرنا عشرات المرات، ولكن المعلومات القادمة من العراق تشير إلى استفحال الظاهرة المستنكرة التي لا يمكن وصفها بغير فاشية المتطرفين. المعلومات تؤكد أن أئمة الجوامع في الموصل، وهم من السنة المتشددين، يدعون في الجوامع إلى عدم التعامل مع المسيحيين. الأكثر فظاعة وشناعة ما يرددونه من أن المسيحي إذا ترك داره يحق للمسلمين امتلاكها شرعا بلا أي تعويض. في كرخ بغداد أصبح وجود المسيحي نادرا جدا. أما في البصرة فقد جرى "تطهيرها" من المسيحيين منذ الأيام الأولى بعد سقوط صدام في إطار حملة مطاردة وتهديد شملت أيضا الصابئة المندائيين.

إن المتطرفين، من السنة والشيعة على السواء، يمارسون هذه الحرب القذرة منذ سقوط النظام الغاشم المنهار. كما نذكر عمليات حرق الكنائس في الموصل وبغداد، حتى صار المسيحي العراق يخشى ممارسة طقوسه الدينية حتى في داره.

إن الجمهرة الغالبة من المسيحيين العراقيين اضطرت للهجرة لسوريا والأردن ولكردستان.
إن هذه الحرب الدينية، المنافية لكل المعايير الديمقراطية ولحقوق الإنسان، تسير جنبا لجنب مع استمرار الصراع الطائفي، بينما يواصل الإرهابيون من أنصار صدام ومن المتسللين العرب من القاعدة الممولين عربيا، حربهم الإجرامية ضد الشعب العراق وأمنه وسلامة أبنائه.

إن الغريب، [ وهل هو حقا غريب؟؟!!]، أننا لا نكاد نسمع صوت مسؤول واحد في السلطة من كل الأطراف يندد بالحملة الوحشية ضد مسيحيي العراق، أحفاد الحضارات، ومن كانت لهم في العهد العباسي أدوار معلومة في تعريف العرب والمسلمين على خلاصة الفكر اليوناني وغيره، ومن لعبوا دورا مهما في حياة العراق المعاصر وفي كل المجالات. لم نجد ولا نجد مسؤولاً واحدا يقف ليقول إن اضطهاد المسيحيين يتعارض كليا مع تلك البنود من الدستور العراقي التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو تشدق فارغ ما دام دستورا قائما على حكم الشريعة.

إن الفقه السني، كما الشيعي على السواء، يعتبران غير المسلم "كافرا ذميا" لتمييزهم عن غيرهم من "الكفار"، ولو قرأنا فتاوى مراجعهم الدينية لوجدنا حتى التحذير من الأكل مع غير المسلم وعدم المبادرة بالسلام عليه! إن هذا يكذب تماما القول أن الإسلام هو دين التسامح ما دامت كل عمليات اضطهاد المسيحيين وغيرهم في البلاد العربية تبرر مواقفها بتعاليم الدين. أما الأكثر تطرفا، كالقرضاوي وأمثاله، فيبررون قتل غير المسلم كما برروا قتل كل عراقي "يتعاون مع الاحتلال". إن مصير القبط المصريين معروف رغم أن النهضة المصرية تمت أولا بفضل المفكرين والكتاب والمؤرخين المسيحيين، من مصريين ولبنانيين وسوريين، كما كان من الأقباط من يشغلون المناصب الهامة. لقد كان مكرم عبيد مثلا المساعد الأول لمصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، وثمة أسماء سياسيين مصريين آخرين ممن لعبوا دورا مشهودا في الحياة السياسية لمصر الحديثة، وهي الحياة التي يلوثها ويسممها اليوم الأخوانيون وغلاة الفقهاء في مصر.

إن المسيحي العراقي هو ابن العراق، وهو منا من لحمنا ودمنا، بينما أي مسلم غير عراقي، ومهاما كانت منزلته، هو غريب عنا حتى وإن كان متعاطفا معنا.
ألا ما أصدق مقال الأستاذ خالد منتصر عام 2003 حين عنون مقالة جميلة له هكذا"
" المسيحي المصري أهم من المسلم الأفغاني."
إنها ثقافة الكراهية واحتقار الآخرين، وهذه هي أيديولوجية الإسلام السياسي بمذهبيه، السني والشيعي وذلك مهما كان الغطاء والادعاء، وأيا كانت الواجهة!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!
- مع الانتخابات الفرنسية (2/2)
- سركزي رئيسا: بضع ملاحظات [ 1 ]
- لماذا الكتابة؟!
- ما بين مظاهرات مقتدى وضرب البرلمان!
- العراق -الجديد- بين وحشية الإرهاب وجشع الفساد!
- القرصنة الدولية الإيرانية والسلبية العراقية
- ما قبل المؤتمر وما بعده..
- مع الانتخابات الفرنسية
- نيقولا بافاريه عن لبرالية قرننا -1


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عزيز الحاج - حرب تطهير العراق من المسيحيين