أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - بماذا يتباهون؟؟














المزيد.....

بماذا يتباهون؟؟


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مساء الخميس في 21 حزيران فتحت جهاز التلفزيون لأستمع بعض الوقت لحفلة ساهرة احتفالا بعيد الموسيقى الدولي. في كل عام في مثل هذا الموعد تنظم في مدن فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى احتفالات حتى ساعة متأخرة من الليل ليستمع الناس، والشباب خاصة، لغناء فرق المطربين المعروفين والمغنين الهواة.
منذ الصبا هويت الغناء والموسيقى، وكنت أستمع لعزف ابن عمي سلمان شكر فأطرب لرنات العود، مما ألهمني كتابة بعض القصائد.
أستمع وتعود بي الذاكرة لعهود ما قبل صدام في بغدادي التي عرفت وأسمع من جديد غناء القبنجي، وحضيري أبو عزيز، وزهور حسين، وعشرات غيرهم من المغنين الذين كانت لهم مكانتهم في قلوب الناس.
كان في بغداد معهد الفنون الجميلة الذي تخرج منه عشرات المبدعين في مختلف الفنون. إلى أين رحل؟!
أستمع الآن وتعود بي الذاكرة لعهود كانت المرأة فيها ذات حقوق شخصية، وبغداد والعراق مجمع تعايش الأديان والقوميات والمذاهب؛ العراق الذي أنجب جواد سليم، والسياب، ونازك الملائكة، والجواهري، والوردي، وعبد الجبار عبدالله، والعشرات من أعلام الرسم والنحت والشعر والعلم والطب، ألخ.
تعود بي تلك الذكريات، ثم تهمين علي مشاعر وخواطر متلاطمة عن عراق اليوم.
قبل سقوط نظام البعث بحوالي عامين أعدت صحيفة إيلاف ملفا عن بغداد، شارك فيه العديد من المثقفين العراقيين والعرب. لقد كتبت فيه خاطرة ورد فيها:
" بغدادي هي في يقظتي وأحلامي... وكم أردد مع نفسي قول الشاعر القديم:
أيا بغداد وا أسفي عليكِ متى يقضي الرجوع لنا إليكِ! "
وورد أيضا عن بغداد البعث:
"ما وقع لبغداد والعراق لا يمكن أن يستوعبه غير العراقيين إلا من كان على إطلاع ومنصفا: كوبونات نفطية تصرف للتبويق ولإخفاء الجريمة، التهجير الجماعي، حملات إبادة، عمليات إعدام بالجملة، جو الرعب والجاسوسية، انتهاك الأعراض، ابتزاز الورقة التموينية، ألخ.. ألخ.. يوجد اليوم أكثر من مليوني عراقي في المهجر وبينهم آلاف من أصحاب الكفاءات. لقد أكملت أطراف همجية متخلفة غزوها للمدينة واستباحتها، فعادت المدينة أسيرة وفي معاناة دائمة، ورعب يومي، ومهددة بالمزيد من الكوارث. لكنني، شأن مئات الآلاف من عراقيي المغترب، أحلم باسترداد بغدادي من مغتصبيها وعودتها لأهلها، وبمعافاتها سيتعافى العراق كله. أحلم بعودة البسمة للطفل، وعودة تلك الشواطئ الجميلة مثلما عرفتها، نابضة بالحياة والصفاء والأمل. أحلم أن تشاد لجميع المبدعين العراقيين الكبار، ومنهم من لا قبور لهم في الوطن، نصب وتماثيل تحل محل نصب وجداريات الطغيان. أحلم أن تعود مدينتي مدينة السلام والأمان والتعايش والإبداع."

اليوم: أين كل تلك الأحلام؟ هكذا أشعر وأنا أستمع لغناء الشباب وبهجتهم في الحفلات والشوارع في عيد الغناء.
نعم اليوم، هل تحققت تلك الأحلام التي بنيناها قبل سقوط الطغيان وفي الفترة الأولى من سقوطه؟ كلا وكلا.
الضحايا يتساقطون بعشرات الآلاف في عمليات إرهابية غادرة وجبانة، الأقليات الدينية تهجر الوطن خوفا من القتل وحرق كنائسهم ومعابدهم، المرأة فرضوا عليها الحجاب، حجاب مفروض حتى على البنات الصغيرات بمن فيهن غير المسلمات.
في هذا المساء أسأل بغضب: أين الغناء والموسيقى اللذين يحرمونهما باسم الدين، أين بسمات الأطفال وفي يوم واحد أمس انفجرت فضيحة دار الأيتام ببغداد الملحقة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مأساة وفضيحة كبرى رغم محاولة الوزراء وموظفات الميتم وموظفيه ستر الجرائم وستر الفساد الذي طال أكل الأطفال وأدويتهم لتباع في السوق السوداء، وسوق دعايات باطلة كذبتها الصور التي نشرت تلفزيونيا للأطفال الضحايا قبل إنقاذهم وتحسن أحوالهم بعد الخروج.
في اليوم نفسه قتل شرطة الداخلية في البصرة 27 حلاقا، وهي نفس الشرطة المخترقة من المليشيات، وخاصة جيش المهدي، الشرطة المسؤولة عن عشرات عمليات الخطف والتعذيب والاغتيال. ماذا يريدون إذن، وبماذا يتباهى المسؤولون من أعلى لأدنى؟! بواحة ديمقراطية لا كرامة فيها للمرأة، ولا أمان للمسيحي والصابئي وغيرهم من غير المسلمين؟ بماذا يتباهون: هل بتحريم الغناء والموسيقى، وتبديل أسماء الشوارع بأسماء طائفية؟ هل بسيادة التفرقة الطائفية، ومصادرة الفكر الحر، وهيمنة الغوغائية المذهبية والطائفية، في عراق أنجب الوردي والجواهري؟؟ هل بنظام حكم الشريعة الذي يخضع كل تشريع لهذه الشريعة؟؟ هل بانقطاع الكهرباء والماء؟؟ هل بالفساد المالي على كل المستويات؟؟
خواطر تلازمني وتأبى إلا الانفجار، رغم الكتابة عنها مرارا وتكراراً.
في غمار وتلاطم هذه المشاعر والخواطر هاجمتني فجأة فكرة أفزعتني أيما فزع: ماذا لو استطاع إرهابي إسلامي هائج تفجير نفسه بين هذه الآلاف؟ كم ضحية سيذهب، وكم يبقى من سمعة للإسلام والمسلمين بين شبان مسالمين مبتهجين، بعد أن هبطت عمليات الإرهاب الإسلامي بهذه السمعة إلى الحضيض، في كبريات العواصم والمدن الغربية، وبعد أن شهد الغربيون مدى تخلف المسلمين، في ردود فعلهم على رسوم كاريكاتورية وتهديدهم لباحثين وقتلهم لمخرجين؟؟
الإرهاب الإسلامي سنيا كان أو شيعيا قد تحول لخطر دولي رئيسي، ونحن في عراق المليشيات الإسلامية الشيعية، وعمليات التفجر والتفخيخ القاعدية والصدامية. فمن للعراق؟ من لشعبه المستباح إذا كانت أكثرية قياداته السياسية تسيرها الحسابات الحزبية والفئوية على حساب الصالح العام؟!
أجل، من للعراق؟؟!!




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!
- مع الانتخابات الفرنسية (2/2)
- سركزي رئيسا: بضع ملاحظات [ 1 ]
- لماذا الكتابة؟!
- ما بين مظاهرات مقتدى وضرب البرلمان!
- العراق -الجديد- بين وحشية الإرهاب وجشع الفساد!
- القرصنة الدولية الإيرانية والسلبية العراقية
- ما قبل المؤتمر وما بعده..
- مع الانتخابات الفرنسية
- نيقولا بافاريه عن لبرالية قرننا -1
- هل تعود الحرب الباردة؟!


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - بماذا يتباهون؟؟