أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الا الخبز يا رئيس














المزيد.....

الا الخبز يا رئيس


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي تتحدث فيه مراكز البحث والإحصاء عن تجاوز البطالة في بلادنا نسبة أل 50% وتجاوز نسبة من هم دون مستوى الفقر عن أل 50% ووجود ما لا يقل عن 30% من العائلات في خانة العسر الشديد.. في هذا الوقت العصيب.. تجتاح بلادنا موجة غلاء فاحش، تطال ودفعة واحدة السلع الأساسية التي لا غنى عنها أبدا لكل طبقات وفئات المجتمع، كالخبز والغاز والسكر والأرز والوقود والشعير والأعلاف و..و..و الخ.. فالخبز الذي هو القوت اليومي للفقراء، والذي يستعيض الفقراء بتناوله-- أحيانا كثيرة-- عن تناول اللحم والسمك والدجاج والفاكهة والحلويات، تلك المواد التي أصبحت بالنسبة لفئات واسعة كماليات، تتحسر نفوس وقلوب أبناء العائلات الفقيرة عليها، كلما واجهتها أثناء المرور بالأسواق، أو شاهدتها في وليمة يقيمها احد الأغنياء الميسورين.. هذا الخبز الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو ترشيد استهلاكه.. أصبح اليوم سلعة تستنزف من دخل الأسرة الشيء الكثير-- بعد أن ارتفع سعره بنسبة تجاوزت أل 16% ، وهي نسبة ارتفاع عالية جدا-- في الوقت الذي لم تتحسن به أوضاع الجماهير الشعبية، ولم تتحسن به فرص العمل، بل وازدادت نسبة الفقر أكثر من السابق..
ففي البلاد الأخرى والتي أوضاع أحزابها وحركاتها الاجتماعية ليست أفضل بكثير من أوضاع مثيلاتها في بلادنا-- وعندما ترتفع أسعار المواد الأساسية هناك-- تقوم الدنيا ولا تقعد، وتندلع الثورات وأعمال الاحتجاج، وتجد الأحزاب السياسية فرصتها للتحرك.. كما وتتحرك اتحادات نقابات العمال وجمعيات حماية المستهلك، وكل الأطر واللجان الشعبية-- ويتحرك مع الجميع أوسع طيف من الجماهير الشعبية المتضررة من سوء الأوضاع، للضغط على صناع القرار في الحكومات كي يتراجعوا عن قراراتهم.. ففي مصر مثلا وفي العام 1977 كانت ثورة الخبز والجياع، بعد أن قلصت الحكومة دعمها لرغيف الخبز، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره.. واندلعت في حينها في القاهرة وفي معظم المدن المصرية تظاهرات صاخبة واجهتها الحكومة حينها بقسوة وبعنف وسقط جرائها ضحايا.. وفي الدار البيضاء بالمغرب في العام 1981 سقط المئات من المتظاهرين قتلى في مظاهرات حي ابن امسيك ودرب غلف ( سكان أحياء الصفيح ).. الذين انتفضوا وثاروا احتجاجا على رفع أسعار الخبز.. ومن الطبيعي أن تتحرك القوى الشعبية الأكثر مصداقية في كل بلاد العالم لتقود حركات الفقراء-- دفاعا عن الحقوق الأساسية للجماهير وفي مقدمتها الحق بالغذاء.. لكن يبدو أن بلادنا مختلفة.. واتحاداتنا الشعبية مختلفة.. وهي ليست إلا اتحادات بيروقراطية فوقية.. لا يربطها بقواعدها أي رابط.. ودليل ذلك أن اتحاد النقابات الذي عقد مؤتمره فبل أسابيع قليلة، وأعلن فيه انه يضم في صفوفه أكثر من ربع مليون منتسب.. هذا الاتحاد نائم الآن عن هذه المصيبة، ولا يعتبر أن من واجبه التحرك ضد موجة الغلاء الشرسة.. ومثل هذا الاتحاد أيضا اتحادات الفلاحين والمزارعين، والاتحاد العام للمرأة، وجمعيات واطر النساء والشباب، بالإضافة إلى جمعيات حماية المستهلك ومؤسسات حقوق الإنسان المتعددة.. كل هذه الأطر تنام الآن بالعسل، وتترك الجماهير الشعبية والفقراء والعاطلين عن العمل لمصيرهم وبدون أي سند ولا نصير، وبدون قائد ومحرك.. والأسوأ والأخطر في الموضوع، أن قوى اليسار التي تتحدث دوما وبصوت مرتفع عن تمثيلها للكادحين وللفقراء، وعن نضالها دفاعا عن مصالحهم .. هذه القوى هي أيضا تنام في العسل، أو أنها تخدرت ونسيت واجباتها ودورها الطليعي..
إن العنوان الذي يجب أن يتوجه إليه الجميع في النضال في هذه الحالة-- هو السلطة الوطنية بشقيها التشريعي والتنفيذي-- وكذلك إلى مؤسسة الرئاسة.. ومن المفترض والواجب أن يبدأ التحرك والضغط على هاتين المؤسستين، لدفعهما لأخذ مسئولياتهما تجاه مصالح الجماهير.. فالمجلس التشريعي الذي انتخبته الجماهير-- وكتله البرلمانية التي رفعت جميعها شعارات طنانة عن ( العدالة الاجتماعية والتغيير والإصلاح والدفاع عن قوت الشعب وعن مصالح الفقراء ).. هذا المجلس عليه الآن أن يتحرك وان يسائل الحكومة، ووزارات المالية والتموين والشئون الاجتماعية عن هذه الكارثة، ويفرض عليها جميعها اتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات تلجم غول الغلاء.. ومن اجل أن يقوم هذا المجلس بدوره لابد أن تقوم الاتحادات والأطر والقوى المدافعة عن مصالح الفقراء والشغيلة بتنظيم أعمال الاحتجاج والتظاهر أمام مقرات المجلس التشريعي، وتصعد أنشطة الاحتجاج تدريجيا، وتشرك الجماهير المتضررة بأنشطتها، حتى يذعن المسئولين ويتحركوا لوقف هذا الغول عند حده..
ومع التحرك باتجاه المجلس التشريعي والضغط على الحكومة، لابد من التوجه بقوة إلى الرئيس أبو مازن، الذي هو العنوان الأول والأكبر الذي يجب استهدافه، وهو الذي لطالما تحدث عن إيمانه بان مهمة توفير الخبز أهم من أي عمل آخر وهي تتقدم على كل المهمات.. وشعبنا لم ينسى بعد تلك التصريحات التي أطلقها الرئيس، حينما تفاقم الحصار الدولي الظالم على شعبنا وحكومته-- مع استلام حركة حماس لمقاليد السلطة-- واشتد وقتها الجوع وتوقفت رواتب العاملين.. عندها قال الرئيس انه يعتبر توفير الخبز للجياع أهم بكثير من المناورات السياسية.. والرئيس أبو مازن الذي وعد الشعب بتحقيق انجازات على طريق التحرر الوطني ولم ينجح، ووعد بتوفير الأمن والأمان ولم يفي بوعده، وبالتقدم على طريق الإصلاح ومحاربة الفساد ولم يفعل.. ها هو أيضا لم يفعل ما وعد به من تحسين ظروف الحياة لجماهير الفقراء والمعوزين-- من العمال ومن باقي فئات الجماهير الشعبية الكادحة..
وأخيرا ماذا ستقول حكومتنا للشعب، هل تقول له كما قالت الأميرة الفرنسية ماري أنطوانيت لجياع شعبها، الذين حاصروا قصرها مطالبين بالخبز-- كلوا بسكوت-- أم ستقول لهم ( كلوا هوا واسكتوا ).. وذلك بعد أن لم يعد بإمكان الشعب الصابر المسكين أكل الخبز والزعتر، كما نصحه يوما ما رئيس الوزراء المقال هنية.

مخيم الفارعة – نابلس – فلسطين
11/8/2007



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاربون من غزة
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
- تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - ...
- لا حياد ولا تبعية
- انت في القلب يا غزة
- حلمنا الذي تحول الى كابوس
- نداء من الشبكة الدولية للشباب الفلسطيني من أجل السلام والحيا ...
- واخيرا فعلها ابو مازن
- شعارات وهتافات لمظاهرة في ذكرى حرب حزيران
- هتافات لمظاهرة عمالية في رام الله أمام رئاسة الوزراء 29/5/20 ...
- الخمسة الكبار .. ذنوبهم اكبر
- العمال الزراعيين في فلسطين والاستغلال الفظيع
- في الحنين للديار الفلسطينية الاولى - ليلة من ليالي ام الزينا ...
- في ذكرى النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني - مخاوف وثوابت اللاجئي ...
- في ذكرى النكبة الفلسطينية - من مفكرة لاجئ - يوم صمتت مدافع ا ...
- قصة كفاح ومعاناة عامل فلسطيني - من اجل لقمة عيش
- وزير يحترم نفسه
- حكومة للوحدة ام حكومة للفلتان


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الا الخبز يا رئيس