أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواطف عبداللطيف - شباب في مهب الريح - من المسؤول?














المزيد.....

شباب في مهب الريح - من المسؤول?


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشباب هم أغلى ما تملك الاُمة من طاقاتها البشريةهم درع المستقبل ومتانة المجتمع لانهم من سيستلم شؤون البلاد فالحرص على مستقبل الشباب يعني الحرص على مستقبل الامة فأن ضياع المجتمع من ضياع الشباب والعكس كذلك

فعلى من يدير شؤون البلاد معرفة هذه الحقيقة من اجل استثمار هذه الطاقات وتنميتها بدلا من هدمها وتخريب المجتمع الذي سيقوم عليها
في كافة المجالات وتشجيع الابداع ونقل التطور العلمي والتكنولوجي وايجاد المجالات المناسبة لتنمية القدرات والقابليات الفنية والذهنية والعلمية واليدويةوالفنية والثقافية والشعرية والرياضية من اجل استثمار اوقاتهم فيما هو مفيد لهم ولمجتمعهم ولوطنهم وإنقاذهم من الفراغ، فإن خطر الفراغ كبير عليهم وذا مردود سلبي على نفسيتهم وسلوكهم.

من المشاكل الكبرى التي تعاني منها البشرية على مدى العصور والأجيال هي الحروب والصراعات الدموية والاحتلال يكون ضحيتها اولا واخرا هم الشباب والاطفال ويتحملون كافة التعبات الخاصة بها لان الكل سيكون منشغلا عنهم في امور الحرب من اعداد الجيوش واحلال الامن والدفاع عن البلد والصراعات والنزاعات الداخلية

ويبقى الشباب في صراع مع نفسه ومع ذاته ومع المجتمع الذي يعيش فيه وتوجهاته وتطلعاته والكبت من حرياته وخنق طاقاته الجسدية والنفسية مما يؤجج داخله الصراع النفسي للتحدي مقابل كل شئ اولهم الاسرة ثم المجتمع ثم الدولة

وما حدث بالعراق انصب بشكل رئيس على الشباب فالبطالة والضياع والكبت جعلت الكثير منهم ينخرط الى طرق غير صحيحة كتعاطي المخدرات او في جعل العمل السياسي لمواجهة المحتل هدفا رئيسا له فالوطن هو ما يراه امام عينية ويصعب عليه ان يكون هناك من يغتصبه
او العمل مع احدى المليشيات المتواجدة
او الأنظمام الى احدى العصابات التي تقوم بالخطف والنهب والسلب
هجرة البعض الاخر مع ذويهم الى محافظات اخرى
الهجرة الى دول الجوار وعدم موافقة بعض تلك الدول للسماح للطلبة باكمال دراستهم على اراضيها
ازدياد تعاطي المهدئات والمسكنات والمخدرات
الموت بالجلطة القلبية
ازدياد الامراض النفسية
التأرجح بين التوجهه الديني او العكس منه الانفلات السلوكي والاخلاقي
الكثير منهم من ترك الدراسة داخل الوطن لعدم استطاعته الذهاب الى المدرسة اوالجامعة اما بسبب الوضع الامني او بسبب ارتفاع تكاليف النقل او بسبب التهديد الطائفي او بسبب الاسم الذي يحمله او الهوية التي يحملها وهناك من تركها خارج الوطن مرغما

وبذلك اصبح الشباب العراقي يعيش في وادي والحكومة العراقية تعيش في وادي اخر لعدم استطاعتها توفير الامن الداخلي من اجل السيطرة على مجريات الامور وضاع الشباب في منتصف الطريق ولوائحهم الانتخابية والحمد لله تزخر بالكثير مما سيقدمونه للشباب من خطط ووعود ولم تكن جميعها سوى حبر على ورق

وفي سياق هذا الموضوع ومن باب المثال يؤلمني ان ادرج حالات لبعض الشباب حدثت نتيجة لما ألم بالعراق

1-الشابة (ز) شابة في عمر الزهور كان حلم اهلها ان تنال شهادة البكالوريوس ليفرحوا بها عروسة اضطر اهلها بعد التهديد الطائفي الى مغادرة العراق وهي في السنة الاخيرة استلمت الشهادة واذا بها مكملة في احدى المواد الدراسية ولحرصها على نيل الشهادة سافرت الى العراق لتأدية امتحانات الدور الثاني هناك في بيت احدى خالاتها وهي نائمة دخل الامريكان الدار سمعت اصواتا لتفتح عيونها وهم يصوبون بنادقهم اليها ومنذ ذلك اليوم عادت الى اهلها وهي في حالة انطواءتام رافضة اهلها لا تتكلم مع احد شعورها كطفلة صغيرة تريد الحنان والاهل دموعهم تسيل وهم لا يعرفون ماذا يعملون تجاه ما لديها وألم بها وكيف سيتم معالجة حالتها ومن سينقذها ويعيدها اليهم

2-الشاب المهندس المتميز (س) كان نابغة في كل شئ كان ضحية لمجموعة اختطاف جعلته مقيدا ومعصوب العين عشرات الايام لتبيعه الى عصابة اخرى واخرى بعد نال انواع التعذيب على اياديهم ليرمى في احد البساتين ويراه مزارعا وينقله على الحمير بين الحياة والموت فاقد الذاكرة وفاقدا معها العلم والنبوغ والذكاء

3-الشاب(ح) شاب يتيم يعتاش مع اخيه ووالدتهم على ايجار لمحل لهم في الشورجة ويوما بعد يوم اصبح ايجار المحل لا يسد اقل امور معيشتهم الى ان جاء اليوم الذي فجرت فيه الاسواق في الشورجة وتفجر محل رزقهم معها ومنذ ذلك اليوم ولا يعرفون كيف يعيشون وكيف لهم بأكمال دراستهم الجامعية بعد ان استطاعت والدتهم بشق الانفس وصولهم اليها وهي تمني النفس بتخرجهم بعد ان تركهم والدهم وهم صغار
واليوم يقول لو اعطيت 100 دولار لأقوم بأي عمل سأقوم النهاية واحدة هي الموت فان بقينا هكذا سنموت جوعا والما وان استلمتها سأموت ولكن قد يأكل اخي او امي رغيفا من الخبز

4-الشاب (س) اختطف وكل يوم يتم الاتصال بذويه لدفع المبالغ والكل يعيش الامل وعندما دفعوا المبلغ المطلوب اخبروهم عن المكان ليذهبوا لأستلامه في سيارته ولكنهم وجدوا جثته هناك فقد كانوا يساومونهم لدفع المبلغ على جثة وجدوها مقتولة وليس على انسان حي

هذه بعض الامثلة لحال شبابنا الذي ضاع ومنها المئات وأصبح معظمهم في مهب الريح

من المسؤول عما تقوم به عصابات الاختطاف والمليشيات
من المسؤول عما تقوم به قوات الاحتلال من رعب وارهاب ودمار
من المسؤول عما يدور في الشارع من تفجيرات وفقدان امن وقتل
من المسؤول عن تسكع الشباب المثقف في الشوارع بدون عمل
من المسؤول عن انتشار المخدرات
من المسؤول عن مئات الشباب الذي يقبع خلف القضبان

من سيلتفت الى هذه الشريحة التي تمثل قاعدة عريضة بالمجتمع والركيزة لمستقبل تبنى عليه الأمة وتوفير الاجواء المناسبة والصحيحة لنموهم النفسي والاجتماعي وأشاعة مبادئ العدالة والمساواة بما يتلائم مع مبادئ وشرائع حقوق الانسان دون تمييز بسبب الدين او القومية او المكان او المحافظة او الطائفة او الحزب

الله أعلم متى ومن

حمى الله شبابنا من كل سوء



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع الفقد
- ياوطني علمني كيف أكون
- العرس العراقي دائم ان شاء الله
- للموتى حرمة
- الطاعون الطائفي
- ناديتني
- مرارات الحياة
- المنظمةالدولية للهجرة وملف المرأةالعراقية
- صفعات
- المرأة والحركة النسوية والقرارات والنسب
- أي زمان هذا أغبر
- الى أي طريق تبحرون بسفينة العراق ايها السادة
- كان لي وطنا
- تستاهلون وبالعافية مبروك الاجازة
- الفرهود/الحلقة الخامسة
- يارب
- كم تتألم
- الفرهود/الحلقة الرابعة
- الفرهود/ الحلقةالثالثة
- على شاطئ البحر


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواطف عبداللطيف - شباب في مهب الريح - من المسؤول?