كم تتألم

عواطف عبداللطيف
أديبة

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 06:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كم تتألم
عندما ترسم الاحلام وتعيش الأمل ثم تنهض لترى الألم يحيط بك من كل جانب

كم تتألم
عندما تجد بين الألم والأمل شعرة لا يمكنك ازالتهاا

كم تتألم
عندما يأتي لك الحب فاردا ذراعيه ولكن بعد فوات الاوان

كم تتألم
حين تركض وتركض خلف الماء وانت عطشان فتجده سرابا

كم تتألم
عندما يصفعك الزمن ويترك اثرا على وجهك لا يمكن نسيانه

كم تتألم
عندما تثق باحد وتعتبره صديقك وفي لحظة يطعنك من الخلف

كم تتألم
عندما تريد ان تتكلم ولا تجد من يسمعك

كم تتألم
عندما تطمح وتثابر وتخطط وترسم ويأتي القدر بلحضة لينهي كل شئ

كم تتألم
عندما تبحث عن القلم والورق وتكتب وتبوح لتجدها في سلة المهملات

كم تتألم
عندما ينساب دمعك وانت تقرأ ما كتبه الاخرين

كم تتألم
عندما تبحث عن روح لتجد الحواجز تحيل دون ذلك

كم تتألم
عندما تقف امام من يتألم وانت تضحك

كم تتألم
عندما تضحك بوجه من يجرحك وقلبك ينزف وليس لك خيار اخر

كم تتألم
عندما تستمر بالعطاء والكفاح والحب وانت تحتاج للمسة حب

كم تتألم
وانت تضحك وتجامل لتستمر الحياة والألم ينخر اوصالك


كم تتألم
عندما تقف امام المرآه لترى ان الزمن اخذ نصيبه منك

كم تتألم
عندما تريد ان تعمل من الياسمين طوقا لتجد الزهور ذبلت

كم تتألم
وانت تريد انقاذ مريض ولا تجد الدواء

كم تتألم
وانت ترى ان رسل الانسانية فقدوا الانسانية

كم تتألم
وانت تصعد السلم فرحا لتجد من يسحبه من تحتك لتسقط

كم تتألم
عندما تصبح المادة هي من يقييم الانسان وهي هدفه الاول لتضيع القيم

كم تتألم
عندما ترى اللصوص يدعون النزاهة والخلق

كم تتألم
وانت قادر على العمل لتجد الابواب مغلقة في وجهك

كم تتألم
وانت ترى الخيانة هي صفة العصر

كم تتألم
وانت تعد الاصدقاء لتجد ان العلاقات كلها مبنية على النفاق والمصالح

كم تتألم
عندما يرحل حبيبك على حين غفلة وانت واقف لا تقوى على شئ

كم تتألم
عندما تبكي والالم يخنق انفاسك والكل مستغربا لا يفهم سبب بكائك

كم تتألم
عندما تجبر على ترك وطنك لتعيش مغتربا تبحث عن مأوى لتكون ذليلا

كم تتألم
عندما تعيش في بلد غني وهناك من يسرق خيراته وانت عاجز

كم تتألم
عندما يباع وطنك وانت تتفرج

#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل