أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواطف عبداللطيف - الطاعون الطائفي















المزيد.....

الطاعون الطائفي


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاشت في عائلة لا تعرف التفرقة الطائفية لم تكن تعرف نفسها شيعية ام سنية الى ان وجهت لها احدى صديقاتها سؤال في المدرسة ذات يوم وعندما عادت الى البيت سالت والدها فقال لها سأجيبك انك سنية ولكن لم تسألين هذا السؤال اخبرته بأنها سؤلت عن ذلك ولم تعرف بم تجيب فقال لها ان سألك احدا مرة ثانية قولي له انا مسلمة
عاشت وتربت على هذه المبادئ وكبرت وتخرجت من الجامعة وتقدمت الى طلبها لأبنهم احدى العوائل الصديقة الشيعية لم تفكر كلتا العائلتين بأي شئ وتزوجت ومرت الايام
وحدث ما حدث للعراق وبدأت الجلسات العائلية وتجمع الاصدقاءتفتح محاور للنقاش عما حدث بالعراق وشيئا فشيئا اخذ النقاش وينحى منحى اخر والعصبية تسيطر عليه وبدأ الخلاف يدب ولولا عقلهم وثقافتهم وحسن تربيتهم لأدى الخلاف الى الانفصال

سكتت قبل عدة ايام مطرقة لتقول في مثل هذه الضروف وفي كل ما يحدث بالعراق ارى من الافضل ان تتزوج السنية من سني والشيعية من شيعي لكي لا تحدث المشاكل

هذا هو فعلا ما ارادوا تحقيقه وزرعه لتفتييتت العراق لقد اصابوا الهدف في الصميم من اجل تقسيمه

لقد جروا العراق الى منحدر كبير عندما زرعوا بذرة التفرقة عن طريق النسب المئوية والمحاصصات الطائفية وهم صامتين مطأطأي الرؤوس فرحين بما يحدث وهم يرون أن المحتل يزرع بذور التفرقة والشقاق منذ أول خطوة خطاها في تأسيس مجلس الحكم العراقي الى نسب الوزارات والبرلمان العراقي والمستويات العليا لصنع القرار والوفود المغادرة والمؤتمرات التي تتم
وأمام العالم والشعب يتكلمون عن الديمقراطية فأي ديمقراطية هذه ديمقراطية الأحزاب والتعصب الطائفي لأنهم باسم الحرية والديمقراطية زرعوا الطائفية والعنصرية وتشبث عديمي الكفاءة بالكراسي وعلى أساسها تم السماح للمليشيات بان تشمر عن ساعديها لتزرع الدمار وتحصد الأرواح وتجعل من نزيف الدم انهارا والكل يتفرج والعراق يذهب ألى منزلق الهاوية

نعم الكل مسؤول عما حصل من تفشي هذا الطاعون بعد أن زرعوا بذور الطائفية والعنصرية في النفوس وسقوها بالمياه الأمريكية ليصبح وباء من الصعب السيطرة عليه يسري ليفسد النفوس ويقضي على ما تبقى من رواسب طيبة فاخذ الجار يخبر عن جاره والصديق يبلغ عن صديقه والأخ يطعن أخوه عن طريق تبليغ أحدى المليشيات لتقتص من المقابل لقاء مبلغ من المال لتنفيذ العملية وهي تدمر أسرا وتهدم بيوتا وتكثر من الارامل وأفواه الجياع

واخرها ما حل في مدينة سامراء العزيزة على السني والشيعي مزار الجميع من تدمير ما هو الا اشعالا لفتيل الفتنة لتعقبه عملية لحرق الجوامع والمزارات ويقتل الواحد الاخر ليتسنى لهم تحقيق الهدف الذي احتلوا العراق من اجله تحت ستار الشعارات الزائفة التي يرددونها وخوفهم على العراق بعد ان احرقوه واججوا السنة الهب واشتد اوار نار التفرقة ليحرق في طريقه كل شئ جميل ويهاجر من يهاجر ويقتل من يقتل على الهوية ويختطف من يختطف ليدفع الفدية المفروضة بعد ان يبيع كل شئ أنه الرعب الذي يعتري النفوس وألم يقطع الأوصال وهم كبير لا يمكن تجاوزه الا برجاحة العقل وحسن التصرف ونكران الذات

متى سيستفيق مسؤولينا من سباتهم ليعرفوا الحقيقة قبل ان يقضي الطاعون على ما تبقى في العراق من أعزة بعد ان اخذ الكثير

متى يضعوا العراق امام عيونهم

متى يعود حيدر ليعيش في نفس المنطقة مع عمر يلعب معه ويسهر معه كما كان قبل ان يقوموا بأفراغ المناطق وأجبار العوائل على الهجرة وتقسيم المناطق هذه للسنة وهذه للشيعة ومن يدخل خلاف ذلك يختطف ويقتل ويضاف الى سجل مجهولي المصير ومن أستيلاء على الدور او اقتحامها وسرقة محتوياتها والسكن فيها عنوة وأقامة الأسوار والحواجز والمطبات والطرقات تقطع والمفارز الوهمية تقاضي المارة بكل اشكال العنف والكل يتفرج والنااس تموت

ماذا يريدون هل يريدون من تزوج سنية او بالعكس ان يطلقها
او انهم يريدون ان يغيروا هوية الاب او الام
ام يغيروا اسم ام بكر الى ام حيدر وهي عندما سمتهم لم تحسب حساب لهذا اليوم
ام يريدوا للمسيحين ان يتركوا العراق
حرام ان تنتهك حرمة دور العبادة بجب على الجميع ان يفكر من يقف وراء كل ذلك ومن يريد ان يسحق العراقي ومن يريد ان يستولي على خيرات العراق ومن يريد ان يكون العراق مكانا لضرب الدول الاخرى لنعرف من يقوم بكل هذه الاعمال ليدمر العراق ونصحوا ونوقف كل واحد عند حده

ايها السادة الافاضل
يامن انتخبكم الشعب وتمسكون بزمام الامور والعراق يسير نحو الهواية

لا تدعوا الكرسي يسيطير عليكم وعلى افكاركم فكروا بالعراقي كعراقي ليس كسني او شيعي او مسلم او مسيحي او صابئي او يزيدي

العراقي الذي عاش وترعرع وتنفس عبير العراق وشرب من مياه دجلة والفرات
حققتم هدفكم فزتم بالكراسي سواء أكنتم أهلا لها ام لا ولكنها ضربة الحظ واستغلال الفرص وسوء التقدير وحصلتم على الأمتيازات ضعوا الله امام عيونكم
وانظروا الى ابناء الشعب العراقي وخذوا مثالا لأبناء العراق من مختلف الاعمار شبابا وشابات ممن كانوا متراصين على ملعب مدينة الحسين الرياضية في لقاء العراق مع ايران فهل تستطيعون ان تفرقوا من بينهم من هو السني ومن هو الشيعي ومن هو المسيحي او المسلم او الصابئي ومن هو العربي او الكردي او التركماني الكل صوت واحد يد واحدة يحملون العلم العراقي ويرددون عراق عراق هتاف تقشعر له الابدان وتسيل له الدموع مع كل ضربة لاعب من لاعبي العراق وهم لا يعرفون لمن ينتمي هذا اللاعب ليبرهنوا على اصالة معدنهم
فهل حرام علينا ان يكون هذا على ملعب الشعب الدولي في وطننا في بلدنا العزيز العراق لتعود الايام الجميلة ايام الحب والصفاء والنقاء

حرام والله ما حل بالعراقي
حرام ان تهجر العوائل وتترك بيت العمر بيد الغير يعبثون به او يستولون ويسرقون محتوياته
حرام ان يسأل العراقي على الحدود هل انت سني ام شيعي ويعزل على هذا الاساس ليعاد الى العراق
حرام ان يترك الشاب المثقف بدون عمل ليشغل مكانه الفاشل المحسوب على الطائفة التي تدير ذلك المكان

أصحوا ايها السادة

اعيدوا للعراق اسمه وكرامته ومكانته وحقه
انقذوا العراق والعراقيين
ازرعوا الحب وصفاء النية بينكم ومدوا اياديكم لبعض لكي تستطيعوا ان تزرعوها بقلوب ابناء الشعب لان البذور النقية عندما تروى بمياه دجلة والفرات ستكبر وتزهر وتعطي اجود الاثمار

فهل سيسمع احد ندائي قبل ان يستفحل الطاعون على كل شئ








#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناديتني
- مرارات الحياة
- المنظمةالدولية للهجرة وملف المرأةالعراقية
- صفعات
- المرأة والحركة النسوية والقرارات والنسب
- أي زمان هذا أغبر
- الى أي طريق تبحرون بسفينة العراق ايها السادة
- كان لي وطنا
- تستاهلون وبالعافية مبروك الاجازة
- الفرهود/الحلقة الخامسة
- يارب
- كم تتألم
- الفرهود/الحلقة الرابعة
- الفرهود/ الحلقةالثالثة
- على شاطئ البحر
- الفرهود/الحلقة الثانية
- من سيكون معي هناك
- الفرهود
- الصمت
- شذى حسون من رحم الألم خيط أمل


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عواطف عبداللطيف - الطاعون الطائفي