أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري














المزيد.....

ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثمانِ سنواتٍ، حطَت الطائرةُ الرئاسيةُ الفرنسيةُ في بلغاريا، في أحضانِها الفريق الطبي الذي حُكِم عليه بالإعدامِ بتهمةِ إصابة أطفالِ ليبيين بالإيدز. لا يُمكنُ التدخل في الأحكامِ ولا في كيفيةِ إصدارِها، كمُ المعلوماتِ شحيحٌ، علي الأقلِ الآن، المهمُ دلالاتُ الإفراجِ عنهم، ففيها الكثيرُ من المعاني.
المتابعةُ العالميةُ وبالأخصِ الأوروبيةُِ لم تهدأ منذ اللحظةِ الأولي للاتهامِ مروراً بظروفِ الحبسِ ثم بإجراءاتِ التحقيقِ والمحاكمةِ. متابعةٌ دقيقةٌ عنيدةٌ، بإصرارٍ وحزمٍ، أمرٌ طبيعي في دولٍ تحترمُ إنسانَها وتقدرُه، إنها الأنظمةُ التي تكتسبُ شرعيتَها من احترامِ شعوبِها، تساوي بين مواطنيها، أحد المتهمين طبيبُ فلسطيني، لم يُهدر حقَه، لم يُنس. بلغاريا ليست من الدولِ الكبري ولا الغنيةِ، لكنها كرامةُ الإنسانِ وحقُه في العدالةِ. تكاتفَت أوروبا، علي أعلي مستوياتِها، الأمرُ ليس لبلغاريا وحدِها، إنهم متحدون رغم اختلافِ لغاتِهم، ومعتقداتِهم السياسيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ.
هذا التكاتفُ العالمي والأوروبي لحقِ الإنسانِ في الحياةِ العادلةِ ترافقَت معه نظرةٌ للأنظمةِ العربيةِ، متشككةٌ، غيرُ مقتنعةٍ، ولا معترفةٍ، بسياساتِها، باحترامِها لشعوبِها، بكافةِ مؤسساتِها السياسيةِ والقضائيةِ والاجتماعية والثقافيةِ. أنظمةٌ سياسيةٌ وأعرافٌ اجتماعيةٌ لا تقدرُ الحياةَ الإنسانيةَ، تُهدرُها في السجونِ، في جرائمِ الثأرِ وما يُزعَمُ الشرفُ، في حوادثِ الطرقِ، في الجوعِ والعطشِ والبطالةِ والقهرِ. الإنسانُ العربي يُقتلُ بغيرِ حسابٍ، لأي سببٍ، نظامُ حياةٍ عدميةٍ يستهترُ حاملوها بقيمتِها. العالمُ يدركُ تماماً هذه النظرةَ المستخفةَ بالحياةِ، لا يعترفُ بها ولا يقدرُها تمام عدمِ تقديرِه أو ثقته في هذه التجمعاتِ، شعوباً وحكوماتٍ.
بقدرِ الهشاشةِ التي أصابَت الأنظمةِ العربيةِ يكونُ الضغطُ عليها، واقعاً، لا تملكُ من أمرِها شيئاً، بضعفِ اقتصاداتِها وصناعاتِها وتهالُكِ بُناها التحتيةِ وتعليمِها، إنها عالةُ العالمِ وعاطِلُه الأكبرُ، كائنُه المريضُ. الطاقمُ الطبي البلغاري برئ أم مذنبٌ؟ كيف تكون الإجابةُ مع تردي الأحوال السياسيةِ والاجتماعيةِ، والعلاجُ والقضاءُ من أركانِها؟ لذا كان الضغطُ العالمي ولذا أثمرَ.
لو كان المتهمون عربٌ لكان الإعدامُ نصيبَهم من أولِ جِلسةٍ، لا ثمنَ لهم، ولا كرامةَ، شأنُهم شأنُ ذواتِ الاثنتين والأربعِةِ والستةِ والثمانيةِ أرجلِ، لا أكثرَ وقد يكونُ أقلَ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروضٌ عسكريةٌ
- غزو بريطانيا العظمي
- كياناتٌ هشةٌ
- عندما يهرِمُ النظامُ
- هل تُعيدُ حماسُ طالبان؟
- هل تنجسُ المرآةُ المسبحَ؟
- مرضُ انعدامِ المناعةِ من الفتنِ
- اِزدراءُ الأديانِ
- الاقتتالُ .. ما أيسره
- مبروك..أولاً
- من الفتاوي إلي الأحلام
- هل سيسمحون؟
- الدائرةُ الضيقةُ
- المصريون والدستور والاستفتاء
- ميليشياتُ الأزهرِ ستتكررُ وتتكررُ
- حبسوه وأطلقوهم ...
- هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ
- مصرُ مستباحةٌ؟!
- لنتذكر .. في يوم الشرطة
- ثقافةُ استحالةِ الحوارِ


المزيد.....




- لافروف: موسكو تتحرّك بناءً على توجيهات بوتين لبحث إمكانية إج ...
- لقطات بطائرة مسيّرة تظهر دمارا واسعا بعد إعصار قاتل يضرب الب ...
- تركيا: حريق ضخم في مستودع عطور يودي بحياة ستة أشخاص
- ماذا تعني تهديدات ترامب لنيجيريا؟
- -استغراب- يتساءل.. هل تقتل المدرسة الإبداع وتصنع نسخا متشابه ...
- ما رمزية استخراج جثة هدار غولدن وتأثيره على ملف مقاتلي حماس ...
- مراقبون سوريون يشرحون دلالات رفع العقوبات عن الشرع وخطاب
- نشر مذكرات ملك إسبانيا السابق يحيي الجدل حول إرثه السياسي
- الرجل أم المرأة.. من المسؤول عن حمل التوائم؟
- إسرائيل تتسلم جثة -رهينة أرجنتيني- من حماس


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري