أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - عروضٌ عسكريةٌ














المزيد.....

عروضٌ عسكريةٌ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موسمُ حفلاتِ التخرجِ، الكلياتُ العسكريةُ تتباهي بما قدمَه خريجوها من عروضٍ ملونةٍ صارخةٍ مزمجرةٍ، خُطَبٌ حماسيةٌ، أمام المسئولين والإعلام. العروضُ العسكريةُ لإثبات القوةِ والاستعدادِ، لغةُ أنظمةِ المنطقةِ، مفهومٌ من الضروري التوقفُ عنده، مراجعتُه. حزبُ اللهِ بأعلامِه الصفراءِ، حماسُ بأعلامِها الخضراءِ، إيران بصراخِ قادتِها، ما أكثر ما استعرض صدام ومن قبله عبد الناصر، ما أكثر ما وقف القذافي أمام جنودٍ يقفزون صائحين.
ثم ماذا؟ اندحارٌ، انسحابٌ، هزائمٌ، لم تتغير لغةُ العروضِ العسكريةِ، مازالت واجهةً بلا مسمي، الأوضاعُ الداخليةُ تؤكد علي خللٍ سياسيٍ واقتصاديٍ واجتماعيٍ ينخرُ في المجتمعاتِ، يُزيدُ من هشاشتِها، من تفككِها، يوماً بعد يومٍ، يؤكدُ علي انعدامِ مناعتِها. ديكتاتوريةٌ خانقةٌ علي كراسي الحكمِ والمعارضةِ، يختلفون في كل شئ إلا في وجوبِها. اقتصاداتٌ طفيليةٌ مُستهلِكةٌ، بلا صناعةٍ ولا زراعةٍ، مرافقُ متهالكةُ، مياهٌ شحيحةٌ. تفاوتٌ اجتماعيٌ بشعٌ، طبقيةٌ، تمييزٌ، إيمانٌ بالخرافاتِ، إلغاءٌ للعقلِِ، هجرٌ للتفكيرِ، احتماءٌ بماضٍ إخفاقاتُه فاقَت إسهاماتِه.
عروضٌ عسكريةٌ، لمن، هل خافَ منها المتربصون؟ هل ارتعدوا؟ مستحيلٌ، يفهمون جميعاً واقعَ تلك المجتمعاتِ والأنظمةِ والمعارضين، يستخفون بها، هي إذن للسوقِ المحلي، توسلٌ لشرعيةٍ ضائعةٍ إلي الأبدِ، لمصداقيةٍ لن تعود. السياسةُ العالميةُ لا مكانَ فيها لمن يستعرضون في كلِ مناسبةٍ، كوبري، طريقٌ، حضانةٌ، مخبزٌ، لمن يخاطبون مواطنيهم بلغةٍ أخري، غليظةٍ، قاسيةٍ، لمن يسرقون حقَهم في الفرصِ المتساويةِ والتعبيرِ.
في عالمِ اليومِ تقلَصَت لغةُ العروضِ العسكريةِ، مكانُها صورُ المتاحفِ، من تتباهي أنظمةُ العروضِِ الملونةِ ومعارضوها بالتهجمِ عليهم يعملون بجدٍ وتعبٍ، بلا مللٍ، بإخلاصٍ، يُسهمون في تقدمِ البشريةِ، انجازاتُهم للحضارةِ الإنسانيةِ يستحيلُ إغفالُها، بلا صراخٍ ولا ضجيجٍ، بلا كذبٍ مزركشٍ أنيقٍ.
كلُهم في المنطقةِ العربيةِ والإسلاميةِ سواءٌ، آيلون للسقوطِ في لحظةٍ، فاقدون لأسسِ الاستمرارِ، لأسبابِه، مهما صرخوا في عروضٍ عسكريةٍ لا تُخيفُ ولا تُرهبُ ولا تُثبتُ إلا منتهي الضَعفِ والهلاميةِ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزو بريطانيا العظمي
- كياناتٌ هشةٌ
- عندما يهرِمُ النظامُ
- هل تُعيدُ حماسُ طالبان؟
- هل تنجسُ المرآةُ المسبحَ؟
- مرضُ انعدامِ المناعةِ من الفتنِ
- اِزدراءُ الأديانِ
- الاقتتالُ .. ما أيسره
- مبروك..أولاً
- من الفتاوي إلي الأحلام
- هل سيسمحون؟
- الدائرةُ الضيقةُ
- المصريون والدستور والاستفتاء
- ميليشياتُ الأزهرِ ستتكررُ وتتكررُ
- حبسوه وأطلقوهم ...
- هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ
- مصرُ مستباحةٌ؟!
- لنتذكر .. في يوم الشرطة
- ثقافةُ استحالةِ الحوارِ
- الفقرُ قلةُ قيمةِ.. للدولِ كما هو للبشرِ


المزيد.....




- فاديفول يثير أزمة داخل حزبه..-سوريا أسوأ من ألمانيا 1945؟-
- فوز حاسم للديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك
- اكتساح ديمقراطي لأول انتخابات رئيسية في ولاية ترامب الثانية ...
- -لقد سقطت نيويورك-.. إسرائيليون غاضبون من فوز ممداني بمنصب ا ...
- غروسي يدعو إيران لتحسين التعاون مع وكالة الطاقة الدولية
- انتشرت النيران بسرعة.. شاهد لحظة تحطم طائرة تابعة لشركة UPS ...
- بغرفة نوم ومطبخ.. شاهد كيف تتحول هذه الحقيبة عند فتحها إلى م ...
- من أصل سوري وخُطبت في دبي.. ما قد لا تعلمه عن راما دوجي زوجة ...
- جزيرة الألوان.. هل هذا أغرب مكان في إيران؟
- من هو زهران ممداني، عمدة نيويورك المسلم من أصول أفريقية؟


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - عروضٌ عسكريةٌ