أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - كياناتٌ هشةٌ














المزيد.....

كياناتٌ هشةٌ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استولَت حماسُ علي غزةِ، دبرَت بليلٍ، اتفقَت علي التآخي نهاراً، ألقَت الأشقاءَ من أسطحِ المنازلِ لما حانَت ساعةُ الانقضاضِ والاستيلاءِ. غزةُ ليسَت مجردَ قطاعٍ صغيرٍ، إنها الواقعُ العربي والإسلامي، دولٌ علي الورقِ، حكوماتٌ، وزراءٌ ومسئولون، مجالسٌ، استيفاءٌ لشكلٍ، السيطرةُ ليست لهم، ليست لمفهومِ الدولةِ. تجمعاتٌ تحتَ الأرضِ، تخططُ وتدبرُ وسطَ خيوطِ العناكبِ ومغاراتِ الثعابينِ، في اليمن، السعودية، لبنان، مصر، الجزائر، دول الخليجِ، الصومال، باكستان، إن لم يكن التدبيرُ علي مستوي الدولةِ فهو مُركزٌ في مدينةٍ تُختارُ مركزاً، حدَثَ في غزةِ، يحدُثُ في الإسكندريةِ بمصر.
الكياناتُ العربيةُ والإسلاميةُ المنتسبةُ لعالمِ الدولِ تفتقرُ إلي مقوماتِ وجودِها واستمرارِها. مرافقُها من مياهٍ وكهرباءٍ ومواصلاتٍ متهالكةٌ، متقطعةٌ، عتيقةٌ. قوانينُها في أجازةٍ لصالحِ أهلِ السلطةِ والحظوةِ. الفرصُ كلُها لدائرةٍ ضيقةٍ من المنتفعين بالأنظمةِ العاملين علي خدمتِها. الجيوشُ لخدمةِ استمرارِ الحكمِ، لا الوطنَ. لا صناعةَ بمفهومِها الصحيحِ ولا زراعةَ تسدُ الرمقَ، اقتصاداتٌ طفيليةٌ، عالةٌ علي عالمٍ لا يحترمُ إلا من يبتكرُ وينتجُ. مفهومُ الوطنِ ضاعَ، بين جماعاتٍ لا تعترفُ إلا بالانتماءِ الديني وأنظمةٍ لا تستهدفٌ إلا بقاءَها ولو علي الخرائبِ.
لم تصمدُ هذه الكياناتُ الهشةُ لأي اختبارٍ، علي مدارِ تاريخٍ طويلٍ من الانكساراتِ والهزائمِ، مؤخراً سقطَ العراقُ، تفتَت في الصراعاتِ المذهبيةِ والعرقيةِ، كأنها الفرصةُ المنشودةُ للتآكلِ. في لبنان رُحِلَ من سَموا أنفسَهم المناضلين المحررين، اِختفوا وظلَت الدولةُ ضعيفةً رخوةً. الدولُ العربيةُ والإسلاميةُ، كلُها نفس الحالةِ، تجمعاتٌ علي مساحاتٍ جغرافيةٍ، لا سيطرةَ للدولةِ إلا علي أجزاءٍ منها، الباقي تحكُمُه القبائلُ والعصبياتُ بالأمرِ الواقعِ ووضعِ اليدِ، العشائرُ في العراقِ، البدو في سيناء والصحراءِ الغربيةِ بمصر وأيضاً العصبياتٌ في الوجهِ القبلي. الاِسمُ لقانونِ الدولةِ، بغيرِ مسمي، السيطرةُ الفعليةُ للأعرافِ القبليةِ والمذهبيةِ والطائفيةِ. كياناتٌ تفتقدُ التجانسَ الثقافي والاجتماعي، متنافرةٌ متكارهةٌ.
لم يعملُ أي نظامِ حكمٍ علي إذابةِ كياناتِ المجتمعِ في بعضِها، علي توحيدِها، الاهتمامُ الوحيدُ لكيفيةِ البقاءِ والاستحواذِ والاستمرارِ. كذلك المعارضون، يرفعون شعاراتِ الجهادِ والقتالِ، أبداً، يزايدون بضربِ الفسادِ وهم جزءٌ منه، يتفننون في جرِ المهاوويسِ.
ضعفُ الكياناتِ العربيةِ والإسلاميةِ بادٍ واضحٍ، مهما صرَخَت وتشنجت، في إيران وغيرِها، مهما افتعلَت الكرامةَ والعزةَ، مهما ادعَت الحكمةَ ورجاحةَ العقلِ؛ من فرطِ تغفيلِها تصورَت أنها قويةٌ، قادرةٌ، مهما جمَعت من جيوشٍ وأسلحةٍ وشعاراتٍ، فهي هشةٌ، هشةٌ، هشةٌ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يهرِمُ النظامُ
- هل تُعيدُ حماسُ طالبان؟
- هل تنجسُ المرآةُ المسبحَ؟
- مرضُ انعدامِ المناعةِ من الفتنِ
- اِزدراءُ الأديانِ
- الاقتتالُ .. ما أيسره
- مبروك..أولاً
- من الفتاوي إلي الأحلام
- هل سيسمحون؟
- الدائرةُ الضيقةُ
- المصريون والدستور والاستفتاء
- ميليشياتُ الأزهرِ ستتكررُ وتتكررُ
- حبسوه وأطلقوهم ...
- هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ
- مصرُ مستباحةٌ؟!
- لنتذكر .. في يوم الشرطة
- ثقافةُ استحالةِ الحوارِ
- الفقرُ قلةُ قيمةِ.. للدولِ كما هو للبشرِ
- أعضاء هيئات التدريس بالجامعات .. شماعة وحائط مائل
- في الجامعات..التحايل بالدستور وعلي القوانين


المزيد.....




- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - كياناتٌ هشةٌ