أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - عام على الحرب الأمريكية على لبنان















المزيد.....

عام على الحرب الأمريكية على لبنان


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إذ يمر عاماً على الحرب الأمريكية على لبنان ، ويستمر الاحتلال الأمريكي على العراق ، فإن المقاومة العربية اللبنانية لا تزال تتخبط في شكل نضالاتها ، فهي أحرزت نصراً ضد المشروع الإسرائيلي وهزمته من جديد في تموز 2006 بعد أن هزمته عام 2000 ، ولكنها كذلك لم تستطع أن تشكل نظامها الديمقراطي الوطني العلماني . وهي لا تمتلك الرؤية والبرنامج لذلك النظام . فشوهت مقاومتها بطائفيتها ، والتي لا تختلف فيها عن غيرها من القوى السياسية الطائفية . وبالتالي بعد عام على النصر لا تزال إشكالية المقاومة في طائفيتها . وطائفيتها هي هي التي تجعلها جزءاً من النظام العربي الرسمي وجزءاً من عملية تأبيده وإن بشكل غير مباشر . أي أن وطنيتها لم تستطع أن تحوّلها جزءاً من أحزاب التغيير للواقع العربي ..
في العراق كذلك ، ومع تخبط الاحتلال الأمريكي فإن السبب في ذلك هو ما أبدته المقاومة من مناعةٍ واستمراريةٍ جعلته غير قادر على الاستمرار ، بل والتفكير جدياً بالرحيل وأيضاً بالاستمرار ولكن على قاعدة جديدة تشترك فيها المقاومة أو ممثليها في إعادة بناء الدولة العراقية وذلك عبر جدولة انسحاب الجيش الأمريكي المحتل للعراق. أي أن الوضع الجديد هو الوضع الذي تكفّ فيه يد المحتل عن أن تكون هي هي المشكلّة لدولة العراق كما كان منذ غزو العراق..
هذا التقدم الحاصل في المقاومة ، لم تستطع تثميره ، بأن تكون مقاومة وطنية جامعة ، فتكرر الإشكال ذاته في مقاومة العراق ، حيث لم تستطع بوجهها الأبرز ، كسر جدار الطائفية . فبقيت انتصاراتها انتصارات ضد الاحتلال ولكن دون أن تحرز الصفة الوطنية الجامعة وهو ما شكل ويشكل نقطة ضعفها المركزية . وهو ما يؤشر كذلك لان تكون جزءاً من نظام سياسي طائفي والأخير بدوره جزء من النظام العربي الرسمي ، البالغ التبعية في استمرار يته ..
أخطر قضايا المقاومة العربية ما وصلت إليه حركة حماس ، حيث بدخولها غير المقبول في السلطة الأمنية لاتفاقيات أوسلو ، وعدم قدرتها على التجانس معها ، ولعب ذات الدور وبنفس الطريقة ووصول الأمور حد الانفصال عن الضفة الغربية وكل ذلك على أرضية التمسك بالانتخابات والدفاع عن الشرعية تحت الاحتلال الإسرائيلي ..
هذه القضية تعتبر أخطر القضايا ، حيث المقاومة ، وبغض النظر عن طبيعتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفقط باعتبارها وطنياً حركة ضد الاحتلال لم تستطع الاستمرار بعيداً عن شهوة السلطة ووقعت فريستها وفريسة النصر الانتخابي وهو ما أبعدها عن أن تكون حركة مقاومة وان تصير حركة سلطة تحت الاحتلال ومن اجل حمايته في مراحل محددة . وبحدوث الانفصال فإن حركة حماس لا تغدو أن تكون في وضعها الراهن سلطة جديدة مقابل سلطة أبو مازن والاثنتين تحت الاحتلال ولخدمته. وهنا المهزلة الكارثية..
وبالتالي لا مشروع للمقاومة لدى فتح أو حماس بعد تشكّل سلطة أوسلو الإسرائيلية ودخول حماس السلطة . وهو ما يؤكد ضرورة استمرار الاتجاهات المقاومة في الحركتين المذكورتين وفي غيرهما والعمل من أجل الانفصال عن السلطة أو الاتجاهات السلطوية في حركة التحرر الوطني وان تكون شعارات المقاومة حل السلطة " المهزلة " والقضاء على الفساد وتشكيل قيادة وطنية للمقاومة ودحر المشروع الصهيوني وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية والانتهاء من القضاء على القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين الفاشلة للعرب الفلسطينيين ولليهود كذلك..
وضعية المقاومة ووضعية المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة العربية تؤكد انحياز النظام العربي الرسمي جبراً أو اختياراً بكليته لمشاريع الخارج الامبريالي وتحديداً الأمريكي منه والالتحاق به وبمتطلباته لحل الصراع العربي الإسرائيلي . ومن هنا كانت اتفاقيات أوسلو ضد مقاومة الانتفاضة عام 1987 ،الوطنية الديمقراطية بإمتياز، وتعزيزاً للقطرية العربية واعترافاً بديمومة دولة إسرائيل وخدمة أمنها عبر تشكيل دولة أمنية في القطاع والضفة وهو ما قامت به مصر كسلطة زمن السادات وانفتاحه على الغرب الامبريالي وتوقيع الصلح مع إسرائيل والذي كان من بين مآلاته مع مبارك ، الرئيس الملك ، تشكّل مصر الفقيرة المستبدة التابعة . وهو ما فعلته المملكة الأردنية الهاشمية قبل وبعد صلحها مع إسرائيل وهو ما قامت به أنظمة السعودية والأردن ومصر ، وبصريح العبارة ضد المقاومة ، وبوقوفها المذل ضد مقاومة حزب الله والأحزاب الوطنية الأخرى وموضوعياً مع إسرائيل بدلاً من أن تواجه ولو إعلامياً الغزو الإسرائيلي الذي كان غزواً أمريكياً بامتياز..
الأوضاع العربية الأخرى ، ففي المستوى السياسي : لا تزال الأنظمة العربية ديكتاتورية أو شمولية ضد شعوبها وتابعة وذليلة بإتجاه الخارج الأمريكي . وأما المعارضات العربية : وإذا ؛ استثنينا مصر لما أظهرته من روح صراعية عبر المظاهرات والحركات والنضالات العمالية والفلاحية والطلابية والقضائية وغيرها . فإنها تعاني من الاستبداد غير المحدود والنقص في الحريات وعدم فصل السلطات الثلاث بعضها عن بعض أو فصلها الشكلي..
ولا تزال معارضة القوى الماركسية ، القوى الأساس في معارضة الأنظمة ، معارضة مشتتة ، غير قادرة على الانتقال من كونها فقط حركات ديمقراطية وبعضها ستالينية إلى أن تصبح حركات ديمقراطية ماركسية تقود الصراع الطبقي والوطني والقومي . هذا مع أهمية ما تشكل من تجمعات وتحالفات وتنسيقات بين الحركات الماركسية المختلفة في بعضها القضايا وتاريخياً والأهم أنها تمتلك قراءات متأنية ونقدية وواقعية تتجاوز فيها إشكاليات الحركة الشيوعية التاريخية وإشكاليات الحركة الديمقراطية وتمتلك إمكانية الانتقال إلى حركة ماركسية ديمقراطية ذات تحالفات متعددة الأحزاب والحركات وممثلة للأغلبية الفقيرة..
أما اقتصاديات الدول العربية : فإنها من ضعف إلى ضعف داخل أقطارها ، ولم تستطع الاتفاقيات الاقتصادية العربية أن تكون بديل جماعي أو سوق مشتركة لعلاقة كل دولة منفردة مع اقتصاديات الدول المتقدمة أو مع الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات . وبالتالي لم تستطع الانتقال إلى اقتصاديات فاعلة . وهذا متعلق بطبيعة النظام السياسي البرجوازي التابع وغياب الرؤية والسياسات الاقتصادية المستقلة . وهو ما انعكس تراجعاً في مستوى الصناعات الأساسية والاعتماد على اقتصاد الخدمات والتجارة وتزايداً في تراجع دور الدولة ومركزيتها لصالح دور القطاع الخاص الخدمي ، الغائبة عنه أيضاً ، أية سياسات اقتصادية تستنهض الاقتصاد بكل أوجهه الصناعية والزراعية والخدمية والتجارية . وهي نفس مشكلة القطاع العام الذي هو هو قطاع دولة البرجوازية الوسطى الصاعدة على ظهر المشروع القومي العربي في الستينات ..
وهو ما انعكس أيضاً تراجعاً متزايداً على أوضاع الخدمات المقدمة للغالبية الفقيرة ولا سيما على مستوى تدنى الأجور مقارنة بالأسعار والضمانات الصحية والتعليمية والترفيهية وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل " البطالة" وتزايداً كبير في بطالة أصحاب الشهادات الجامعية وهو ما يدفعها للهجرة وافتقاد أي دور لها في تنمية مجتمعاتنا ..
على المستوى الاجتماعي : تتحول الانتماءات الدينية أو التعدد الديني ، الثقافي أو الدولة ذات الطائفة الواحدة نحو علاقات سياسية طائفية ذات بعد عنصري يفكك الدولة بمعناها الحديث ويرهن وجودها كممثلة للطائفية السياسية " لبنان ، العراق" وهو ما يقضي على قيم الحداثة والتنوير والعلمانية والعقلانية والديمقراطية والوطنية ، فتتشكل الدولة البرجوازية عبر نظام سياسي طائفي ..
لذلك وبالمحصلة ، لا تقدم فعلي ضد المشروع الأمريكي والصهيوني والأنظمة العربية ، ما لم تتشكل مقاومة وطنية جامعة . وان تقدم القوى الديمقراطية والعلمانية يتم بتحالفها مع القوى الماركسية ، صاحبة الإمكانية الفعلية باستنهاض نهضة عربية ، الحلم الذي لا يني يتجدد ، منذ أن استعمرتنا الدول الامبريالية ولم يتحقق . فهل تتحقق الاستعدادات الفعلية لتلك النهضة وهل تتحول المقاومة ؛ مقاومة وطنية دون التباسات في الأعوام القادمة...



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الوطنية والعولمة
- عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون
- مشاكل في سلم تصحيح مادة الفلسفة
- المشروع الأمريكي في نهر البارد
- قراءة في كتاب ما بعد الحداثة
- في الدولة العلمانية الديموقراطية
- نقد بيان ووثيقة تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- انتخابات تحالف الجبهة والمال والعشيرة
- القرارات الليبرالية قرارات مميتة
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عمار ديوب - عام على الحرب الأمريكية على لبنان