أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الضفة اولا














المزيد.....

الضفة اولا


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


المسيرة التي انتهت بالتقسيم القهري بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بدأت باقتراح قدمه يتسحاق رابين لياسر عرفات عام 1993. كان اسم المشروع "غزة اريحا اولا"، وكان القصد منه تسليم عرفات قطاع غزة ليقيم فيها سلطته الفلسطينية، مع منحه نوعا من السلطة الرمزية في أريحا، وبالمقابل احتفظت اسرائيل بالسيادة في الضفة الغربية. ما حدث منذ ذلك الحين طواه التاريخ، ولكن النتيجة واضحة. فقد سقطت غزة بأيدي حماس، الحركة التي رفضت اتفاق اوسلو وتحدت السلطة الفلسطينية وعملت على اسقاطها.

السرعة التي تطورت بها الامور، تشير الى ان الوضع كان ناضجا للحدث الكبير، الذي لم يتخيل احد وقوعه عندما دخل عرفات غزة اول مرة عام 1994. مع هذا، لم يكن الانقلاب المسلح في غزة مبرمجا، بل جاء نتاجا لظروف مهّدت لها المواجهات المستمرة بين فتح وحماس في الصراع على السلطة. قيام حركة فتح بنشر قوات الامن الوقائي التابع لمحمد دحلان في شوارع غزة، استفز حماس فرض المواجهة معها، وجرّها هذا الموقع الذي لا تدري بعد كيفية مواجهته.

بعد فشل فتح في انقلابها كان المفروض ان تدفع الثمن بالاستجابة لمطالب حماس، وعلى رأسها اخضاع الاجهزة الامنية لنفوذ حكومة الوحدة، بموجب اتفاق مكة. ولكن تبين ان دحلان ورئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن)، وامريكا من ورائهما، يرفضان الانصياع لاتفاق مكة. كان هذا دعوة مفتوحة للانقلاب المسلح الذي قادته حماس. وجاء رد الفعل سريعا جدا. فقد قرر ابو مازن اقالة حكومة اسماعيل هنية وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة سلام فياض.

بعد ثلاثة ايام فقط من وقوع الانقلاب، نشرت "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الامريكيتان انباءً عن نقاش دار داخل اروقة البيت الابيض، حول التسليم بانقلاب حماس في غزة، وبالمقابل مساعدة ابو مازن على تقوية موقعه في الضفة الغربية.

ويشير هذا الى ان قرار ابو مازن حل الحكومة جاء بشكل متعمد لضرب عصفورين بحجر: الاول فك الحصار المالي عن السلطة الفلسطينية، والثاني عزل حماس تماما عن العالم. وهذا بالضبط ما حصل. فقد اعلنت امريكا والدول المانحة عن استئناف المساعدات المالية للسلطة واعترفت بشرعية حكومة فياض.

استكمالا لهذه الخطوات اعلنت اسرائيل عن وقف كل العلاقات التجارية مع قطاع غزة، وفرض الحصار الشامل عليها. وصرّح رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، ان ما حدث في غزة هو "فرصة" لإعادة العملية التفاوضية مع ابو مازن حول مصير الضفة الغربية، وفي نفس الوقت عزل حماس.

الانشقاق الفلسطيني كان نتيجة الحصار الذي فرضته اسرائيل على الحكومة الفلسطينية، والضغط الذي مارسته على ابو مازن لفك ائتلافه مع حماس. ما تريده اسرائيل هو التوصل مع السلطة الفلسطينية الى حل مؤقت في الضفة الغربية على اساس خطة شارون الشهيرة، التي تقترح دولة فلسطينية مقابل ضم الكتل الاستيطانية لاسرائيل.

الخطوة الاساسية التالية، المشتركة لامريكا واسرائيل والسلطة الفلسطينية، هي عزل حماس لاجبارها على تغيير نهجها وبرنامجها. والواقع ان حماس ادخلت نفسها الى مأزق كبير، بفعل سياستها قصيرة النظر. فقد تبنت حماس العمليات الانتحارية برنامجا لدحر الاحتلال، الامر الذي كلّفها تصفية قادتها في غزة. ثم عدلت عن ذلك وانخرطت في اللعبة السياسية، محاولةً الاستفادة من شعبيتها. وبعد ان فازت بالاغلبية لم تشأ ان تذهب للنهاية ووقفت في منتصف الطريق، متذبذبةً لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، وقررت ان تكون حكومة ومقاومة في آن معا.

لقد وقعت حماس في فخ سياستها، حتى باتت تواجه وضعا خطيرا جدا. ومع ذلك، فالموضوع ليس مصير حماس او مصير فتح، بل مصير الشعب الفلسطيني برمّته. التصعيد الخطير هو نقلة نوعية الى الوراء، وبرهان قاطع على ان هذا الشعب فقد القيادة الواقعية المخلصة لمصالحه. وما نراه اليوم هو النتيجة الطبيعية للطريق المسدود الذي قادنا اليه تيار ربط نفسه بأمريكا وإسرائيل من ناحية، وتيار ديني غيبي لا برنامج واقعي له سوى مقاومة اسرائيل ومقاومة ابناء شعبه الذين ينعتهم ب"التكفيريين" تارة اخرى.

ان اعادة بناء قيادة ثورية واقعية مربوطة بمصالح الطبقة العاملة الفلسطينية وبمصير الطبقات الكادحة في العالم اجمع، هي الجواب الوحيد لكل ما يحدث اليوم. قيادة من هذا النوع وحدها الكفيلة بتوحيد الشعب من جديد، وطرح القضية الفلسطينية في سياق تحرري وطني، اقتصادي واجتماعي صحيح يقود في نهاية المطاف الى دحر الاحتلال. انها عملية طويلة الامد، صعبة ومعقدة، ولكن لا بد منها اذا اراد هذا الشعب الحياة. قد يكون ما يحدث "فرصة" لمراجعة الذات وانطلاقة جديدة للنضال استنادا للتجربة الغنية والتضحيات الجسيمة التي قدمها هذا الشعب في طريقه نحو الاستقلال.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى النكبة ويوم العمال
- فلسطين بين تناحر وانتحار
- الحرب الاهلية تسيطر على المنطقة
- بيت حانون: اقلب الصفحة
- اولمرت ضلّ الطريق
- التفاوض في الافق والحل بعيد
- سقوط الخطوط الحمراء
- اولمرت يفقد الدعم السياسي
- قانون الجنسية والعنصرية
- حكومة جديدة حياتها قصيرة
- حزب -دعم- عنوان العمال - للكنيست
- اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص


المزيد.....




- زوجة ماكرون تضعه بموقف يثير تفاعلا مجددا أمام الملك تشارلز و ...
- شاهد.. فيضانات عارمة تغمر متاجر في نيو مكسيكو بدقائق معدودة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بتوجيه المبعوث الأمريكي أين ي ...
- من بينهم هتلر وموسوليني: شخصيات مثيرة للجدل رُشحت لجائزة نوب ...
- ترامب يفرض رسوما على البرازيل دفاعا عن بولسونارو.. ولولا يتو ...
- ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة
- كعادته بإحراج ضيوفه.. ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويندهش من إ ...
- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - الضفة اولا