مسرحية العدو الأمريكي والصهيوني الكوميدية


احمد صالح سلوم
الحوار المتمدن - العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 00:37
المحور: كتابات ساخرة     

في بلاد الأرز، حيث الجبال تغني أناشيد الصمود والشوارع تتمايل على إيقاع الصواريخ، يطل علينا العدو الأمريكي-الصهيوني بمسرحية جديدة تفوح منها رائحة الهوليوود المُعاد تدويرها: دعم الجيش اللبناني لمحاربة مقاومة الشعب اللبناني! يا للعبقرية المطلقة! كأننا نشاهد فيلمًا من إنتاج البنتاغون، إخراج تل أبيب، وبطولة مجموعة من الممثلين الهواة الذين يتعثرون في أدوارهم قبل أن يبدأ العرض. لكن، دعونا نكون منصفين، هذه المسرحية ليست للضحك، بل للبكاء... على حال العدو الذي يظن أنه يستطيع إعادة كتابة التاريخ بقلمٍ منتهي الحبر.

تخيلوا المشهد: الجيش اللبناني، ذلك البطل الورقي الذي بالكاد يجد ميزانية لدفع رواتب جنوده، يُراد له أن يقف في وجه مقاومة لبنانية صارت اليوم أقوى بمليون مرة مما كانت عليه في الثمانينات، عندما كان المارينز الأمريكيون يتجولون في بيروت وكأنهم في رحلة سياحية، قبل أن تُطمر أحلامهم تحت ركام مقراتهم مع الخائن بشير الجميل، الذي ظن أن تعيينه صهيونيًا سيجعله نجم الشاشة. النتيجة؟ هروب مذل للصهاينة والمارينز، تاركين وراءهم أنقاضًا ودرسًا لن يُنسى: لبنان لا يركع.

لكن دعونا نضحك قليلاً، أو كثيرًا، على هذا الإعلان الأمريكي-الصهيوني الجديد. دعم الجيش اللبناني؟ يا إلهي، هذه النكتة أسوأ من كوميديا نتنياهو وهو يحاول إقناع العالم بأن جيشه "لا يُقهر"! الجيش اللبناني، الذي يعاني من الإفلاس والإهمال، سيُستخدم كواجهة لتغطية عجز العدو في مواجهة مقاومة تملك صواريخ انشطارية ومسيّرات شبحية تجعل نتنياهو يستيقظ مفزوعًا من نومه، يبحث عن ملجأ تحت مكتبه. هذا الجيش المزعوم لن يطلق رصاصة واحدة، لأنه سينهار قبل أن يبدأ العرض، تاركًا المسرح لعصابات جعجع والكتائب، تلك القوى التي تتغذى على ريالات السعودية وشيكلات الغرب، والتي ستفعل ما تجيده دائمًا: الهرب. لكن إلى أين؟ أفريقيا؟ أوروبا لن تفتح أبوابها لهؤلاء "الأبطال"، لأن الهريبة، كما يقول المثل، هي "ثلثي المراجل"، وهم أساتذة فيها.

الآن، دعونا نرتقي بالمشهد إلى مستوى عالمي، لأن هذه المسرحية ليست مجرد عرض محلي، بل جزء من حرب عالمية ثالثة تتشكل على مسرح البحر الأبيض المتوسط. المقاومة اللبنانية، بصواريخها التي تجعل المسافات بينها وبين القواعد البريطانية والصهيونية في قبرص مجرد نكتة عسكرية، تضع الكيان الصهيوني في موقف لا يُحسد عليه. البحر المتوسط، تلك الجوهرة الاستراتيجية، محاصر بالمقاومة من لبنان واليمن، فيما روسيا والصين تراقبان بابتسامة ماكرة. لماذا؟ لأن دعم المقاومة في لبنان واليمن هو الكماشة المثالية للرد على تسليح أوكرانيا وتايوان. إضعاف البحرية الأمريكية بنسبة 20 إلى 30 بالمئة خلال سنة أو بضع سنوات؟ هذا ليس مجرد حلم، بل خطة ذكية توفر على روسيا والصين وإيران تريليونات الدولارات التي كانت ستُنفق في حرب مباشرة. كل صاروخ يُطلق من لبنان أو اليمن هو صفعة على وجه الإمبريالية الأمريكية، تُرخي قبضتها عن أوكرانيا وتايوان، وتجعل البنتاغون يعيد حساباته.

لنعد إلى الكيان الصهيوني، ذلك الجيش الذي يُروَّج له كـ"لا يُقهر"، لكنه في الواقع يشبه ممثلاً عجوزًا ينسى نصوصه على المسرح. في غزة، المقاومة الفلسطينية تُبدع في إذلاله، تجعله يترنح كملاكم في الجولة الأخيرة. رئيس أركانه يعترف بأن جيشه يحتضر، يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة صواريخ المقاومة وإرادة شعب لا يعرف الاستسلام. والضفة الغربية؟ قنبلة موقوتة تنتظر لحظة الانفجار. قادة العدو يعلمون أن المقاومة المسلحة لن تتوقف، وأن الضفة ستكون المسمار الأخير في نعش جيشهم المتهالك. إذا كان الاحتلال قد فر من بيروت في 1982، تاركًا وراءه ركامًا وذكريات مريرة، فإن التاريخ يعدنا بمشهد أكثر إثارة هذه المرة، مع صواريخ انشطارية ومسيّرات شبحية تجعل العدو يتمنى لو لم يفكر في هذه المغامرة أصلاً.

والآن، دعونا نضحك بصوت أعلى على هذا الإعلان الأمريكي-الصهيوني. دعم الجيش اللبناني؟ هذه ليست مجرد نكتة، بل إهانة لعقولنا! الجيش الذي يعاني من الجوع والإهمال سيُستخدم كدرع بشري لتغطية فشل العدو في مواجهة مقاومة تملك ترسانة تجعل نتنياهو يرتجف في ملجأه. والأجمل؟ عصابات جعجع والكتائب، تلك الدمى التي تتحرك بأوامر الريالات والشيكلات، ستجد نفسها في موقف لا تُحسد عليه: إما الفرار إلى أفريقيا، أو البقاء لتُطمر تحت ركام خططهم الفاشلة. أوروبا؟ قد تُغلق أبوابها في وجوههم، لأن الخيانة ليست سلعة مطلوبة في سوق اللاجئين هذه الأيام.

في النهاية، هذه المسرحية الأمريكية-الصهيونية لن تجد جمهورًا يصفق لها، إلا إذا كان الجمهور من عشاق الكوميديا السوداء. لبنان، بمقاومته وشعبه، يعرف كيف يكتب نهايات القصص. التاريخ يعلمنا أن المحتل دائمًا يفر، والخائن دائمًا يُطمر تحت الركام. واليوم، مع صواريخ المقاومة التي تصل إلى أبعد مما يتخيل العدو، ومسيّرات تجعل نتنياهو يحلم بأيام الراحة التي لن تعود، يبدو أن النهاية ستكون أكثر إثارة من أي فيلم هوليوودي. المقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب، وهذه الروح لا تُهزم. أما الأمريكيون والصهاينة، فليواصلوا كتابة مسرحياتهم الهزلية، فالجمهور اللبناني يعرف كيف يُنهي العرض... إما بتصفيق مدوٍ، أو برصاصة رحمة تُنهي معاناة العدو إلى الأبد.