أنا ........................................................والنحو


ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن - العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 02:54
المحور: قضايا ثقافية     

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومرة سألني أحد الاحبة عن النحو العربي فقلت له ان تعلم النحو العربي وقواعد اللغة العربية أمر مهم ومهم جدا فاللغة العربية هويتنا حالها حال كل لغة قومية وكل امة تفتخر بلغتها وهذا شيء طبيعي . ولكن قلت له انني مؤمن بما قاله ذلك الشاعر لمن سأله عن النحو فقال :
ولست بنحوي يلوك لسانه *** ولكن سليقي أقولُ فأُعرب
اكتب كما اتحدث وتعلمت الكتابة من اساتذتي في الابتدائية الاستاذ محمد اسماعيل مصطفى ابو جاسم ، وفي المتوسطة من الاستاذ عامر حمدي نادر وفي الثانوية من الاستاذ شاكر النعمة وفي الجامعة من الاستاذ الدكتور محسن غياض رحمهم الله جميعا .
تعلمتُ اللغة من خلال القراءة ، وليس من خلال تعلم النحو ، وانا اكتب واحاول ان لا أخطأ قدر الامكان ، وعندي طريقة لضبط ما اكتب وهي ان اقرأ بصوت عالٍ و، اركز على الفرق بين التاء والهاء والضاد والظاء من خلال النطق .
وانا اعرف ان المرحوم الاستاذ الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع العراقي الكبير عبّر عن تذمره من قواعد النحو ، وكتب في ذلك واعرف ان هناك من يعتبر او يعد تعلم النحو نوعا من العبث ، وإضاعة الوقت كما ينقل ذلك الاستاذ الدكتور عابد توفيق الهاشمي في كتابه (اللغة العربية والطرق العملية لتدريسها ) ، ويقول ان ثمة جماعة تريد هجره أي هجر النحو والتندر به ولسان حالها يقول :
أفٍ من النحو واصحابه *** قد صار من اصحابه نفطويه!
أحرقه الله بنصف إسمه *** وصيّر الباقي صراخا عليه !!
وحجتهم بذلك ان المران المستمر على الكلام ، والقراءة والكتابة يضمن تعلم اللغة ، ويمكّن المتعلم منها ويوصله الى منزلة الكتاب والخطاء والشعراء ودليلهم على ذلك ما قاله شاعرنا آنف الذكر .
كما ان الفيلسوف اليوناني افلاطون ابلغ فلاسفة اليونان لم يتعلم النحو ووليم شكسبير ابرز شعراء وكتاب الانكليز المسرحيين لم يدرس النحو ، وادباء الجاهلية من خطباء وشعراء ومنهم قس بن ساعدة الايادي وزهير بن ابي سُلمى والنابغة الذبياني لم يتفهموا النحو .
لكن هذا لايمنع المرء في عصرنا هذا ، وقد تسرب الدخيل وتغلغل في حياتنا الثقافية من ان نتعلم شيئا من النحو ؛ نرفع ، وننصب ، ونجر فالنحو كما هو معروف ابو اللغة العربية وبقية فروع العربية تبعا له ولابد من معرفة وحفظ القواعد العربية والاحاطة بأسرار اللغة ودقائقها والاختلافات فيها .
اذا القراءة ودوام القراءة هي القاعدة الاولى ، وقراءة القرآن الكريم دوما وقراءة الشعر والقصة والرواية وكتب التاريخ من وسائل ضبطنا للغة .
واهم ما أنصح به من يكتب او من يريد ان يكتب من الشباب ، هو القراءة وتدبر العبارات ، والنطق بها جهرا والقواعد النحوية مهمة بتفهم معنى العبارات والربط بين الافكار وتوضيح الغامض من تركيب الجمل واهم ما في الامر كما افعل انا ان تكتب - عزيزي القارئ - كما تتحدث بالضبط مع اهمية مراجعة ما تكتب .
ويقينا ان لغتنا العربية الفصحى تطورت منذ القرن التاسع عشر وكان للصحافة ووسائل الاعلام الاخرى دور في تبسيطها ، وحسن الاداء فيها وخلق لغة وسيطة سريعة الفهم لا هي بالفصحى الجامدة ، ولا هي بالعامية السافرة .